تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[في السنة ما هو متعبد بتلاوته!]

ـ[الحارثي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 02:48 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وبعد:

فكثيراً ما نقرأ أونسمع كلمة تتردد عند ذكر الفروق بين القرآن والسنة حيث يقولون -مما يقولون-: إن القرآن العظيم متعبد بتلاوته أما السنة المشرفة فليست كذلك؟!

وأحسب أن هذا الكلام بهذا الإطلاق خطأ مبين! وذلك لأن في السنة المشرفة ما هو متعبد بتلاوته كذلك ولا أدري كيف خفي أو يخفى على من يتعجلون بذكر هذا الفرق!

وإذا علمنا أن المقصود بأنه متعبد بتلاوته أي أن الله تعالى تعبدنا بالنطق بألفاظه كما هي وأنه لا يجوز تغيير ألفاظه أو الزيادة فيها أو النقص منها بل تتلى كما هي بصورتها التي تلقيناها عن النبي صلى الله عليه وسلم خلفاً عن سلف، وعلمنا ان القرآن الكريم كله متعبد بتلاوته على هذا الأساس؛ فإن مما لا شك فيه أن في السنة المشرفة ما هو متعبد بتلاوته كذلك كالقرآن العظيم مثلاً بمثل! أي اننا متعبدون بالنطق بألفاظه كما هي كما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما تلقيناها عنه بغير زيادة أو نقص بأحرفها وحركاتها وسكناتها! والأمثلة على ذلك كثيرة لا أستطيع إحصاءها الآن ولكني أكتفي بما يرد على الخاطر الآن أو ببعضه.

فمما هو متعبد بتلاوته من السنة المشرفة كالقرآن العظيم بعض الألفاظ المتعلقة بقراءة القرآن كلفظ الاستعاذة الشريف (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) والذي نتلوه قبل القراءة دائماً فهو لفظ متعبد بتلاوته كأية آية من القرآن العظيم. ولا يحق لأحد ولا يحل له أن يغير فيه برأيه أو هواه!

ومثل ذلك ألفاظ الصلاة فكل لفظ في الصلاة متعبد بتلاوته من التكبير (ألله أكبر) إلى التسليم (السلام عليكم ورحمة الله) وما بينهما من تسميع (سمع الله لمن حمده) أو تشهد أو غيرها! أفليست هذه ألفاظاً متعبد بتلاوتها؟!

هذا وهناك ألفاظ أخرى متعبد بتلاوتها مثل التلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) والحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله) وكالتحية (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

ومع أنني وعدت بأن أذكر ما يرد على الخاطر فقد بدأت الأمثلة تتزاحم في ورودها! وما ذكرت يغني عنها. هذا مع العلم -كما يلاحظ من يقرأ كلامي هذا- أنني لم أذكر من الأمثلة سوى ما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواتراً عملياً من ألفاظ متعبد بتلاوتها ولا شك أن ما عداها أضعاف أضعافها! ولذلك فإنني سأكتفي بهذا القدر فهو يدل على المطلوب. ولذلك فإنني أوصي بأن يكف طلبة العلم عن ترداد هذه الدعوى عند ذكرهم للفروق بين القرآن والسنة، والحمد لله رب العالمين.

خالد بن عبد الرحمن

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير