تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:47 ص]ـ

هذا كلام أخينا الشيخ المبلغ، وهو في الرابط أعلاه، وهو من البحوث القيمة في الموضوع

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)

(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) ...

اعلم سدد الله خطاك و ألهمك رشدك و هداك، أن جِِِلسة الإستراحة لم ترد في شيء من السنة على وجه معتبر إلا في حديثين؛ أحدهما عن مالك بن الحويرث و الآخر عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما.

فأما حديث مالك، فمداره على أبي قلابة.

و رواه عن أبي قلابة رجلان و هما:

- أيوب السختياني

- و خالد الحذاء.

فاما أيوب فالمحفوظ عنه انه كان يحيل على صلاة عمرو بن سلِمة، و كان شيخًا كبيرًا طاعنا في السن؛ فقد روى البخاري عنه في باب (كيف يعتمد على الأرض إذا قام من الركعة)،

عن أبي قلابة قال: " جاءنا مالك بن الحويرث فصلى بنا في مسجدنا هذا فقال: إني لأصلي بكم و ما أريد الصلاة، و لكن أريد أن أريكم كيف رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يصلي. قال أيوب: فقلت لأبي قلابة: و كيف كانت صلاته؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا – يعني عمرو بن سلمة – قال أيوب: و كان ذلك الشيخ يتم التكبير، و إذا رفع رأسه عن السجدة الثانية جلس و اعتمد على الأرض، ثم قام "

ففي هذا اللفظ، تمثيل صلاة ذلك الشيخ بصلاة مالك بن الحويرث التي حاكى بها صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و قد ميّز أيوب في لفظ آخر ما كان من صلاة مالك بن الحويرث رضي الله عنه؛ و هو من رواية أثبت الناس في أيوب (حماد بن زيد)؛

قال يحيى: " ليس أحد أثبت في أيوب منه،

وقال أيضا: من خالفه من الناس جميعا فالقول قوله في أيوب – (تهذيب التهذيب 3/ 10) -

فروى البخاري في باب (المكث بين السجدتين) عنه عن أبي قلابة:

" أن مالك بن الحويرث قال لأصحابه: ألا أريكم كيف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ - و ذلك في غير حين صلاة - فقام ثم ركع فكبر ثم رفع رأسه فقام هنيئة ثم سجد ثم رفع رأسه ثم انتظر هنيئة ثم سجد، ثم قال أبو قلابة: صلى صلاة شيخنا هذا؛ يعني عمرو بن سلمة. قال أيوب: وكان عمرو يصنع شيئا لا أرى الناس يصنعونه؛كان إذا رفع رأسه من آخر السجدتين في الأولى والثالثة استوى قاعدا ثم يقوم"

فهذه هي رواية أيوب السختياني الذي قال عنه ابن سعد:

" كان ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا ".

و قال حماد بن زيد: " كان أيوب عندي أفضل من جالسته وأشده أتباعا للسنة ". و كان شعبة يقول: " حدثني أيوب وكان سيد الفقهاء" (تهذيب التهذيب 1/ 348).

و أما خالد الحذاء فرواها من قول مالك، فقد أخرج البخاري في باب (من استوى قاعدا في وتر من صلاته) عنه عن أبي قلابة قال: " أخبرنا مالك بن الحويرث الليثي أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يصلّي، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا " هذا في رواية هشيم عنه.

و خالفه عبد الوهاب الثقفي و وهيب فروياه من فعل مالك بن الحويرث رضي الله عنه. فقد روى ابن خزيمة (387) و ابن حبان (1935) و غيرهما، عنه عن أبي قلابة قال: " كان مالك بن الحويرث مابيننا فيقول ألا أحدثكم عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فصلى في غير وقت صلاة فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية في أول ركعة استوى قاعدا ثم قام واعتمد على الأرض "

و هذه مخالفة صريحة لأيوب، الذي جعلها من فعل ذلك الشيخ.

و خالد، و إن كان من رجال الصحيح، إلا أنه تُكُلِّم فيه، و لذلك أورده الذهبي في (الميزان).

قال أبو حاتم (الجرح و التعديل 3/ 457): - أيوب أحب إليّ من خالد في كل شيء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير