تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا الكلام الذي ذكرته الإمام ابن تيمية رحمه الله يقصد به أن هذا في الآخرة وليس في الدنيا، والمقصود هو حال المؤمن في الجنة، ولعلي أسوق كلامه كاملا حتى يتضح الأمر لأن أهل البدع والعياذ بالله يقتصون كلام العلماء ويستشهدون به على أهوائهم وهذا دليل على أنهم ليسوا طلاب حق بل هم أهل باطل والعياذ بالله

جاء في مجموع الفتاوى (4/ 376 - 377) في كلامه على المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر

وإذا تبين هذا، أن العلم مقسوم من الله، وليس كما زعم هذا الغبي بأنه لا يكون إلا بأيدي الملائكة على الإطلاق، وهو قول بلا علم، بل الذي يدل عليه القرآن أن اللّه ـ تعالى ـ اختص آدم بعلم لم يكن عند الملائكة، وهو علم الأسماء الذي هو أشرف العلوم، وحكم بفضله عليهم لمزيد العلم، فأين العدول عن هذا الموضع إلى بنيات الطريق؟ ومنها القدرة.

وزعم بعضهم أن الملك أقوى وأقدر، وذكر قصة جبرائيل بأنه شديد القوى، وأنه حمل قرية قوم لوط على ريشة من جناحه، فقد آتى اللّه بعض عباده أعظم من ذلك، فأغرق جميع أهل الأرض بدعوة نوح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد اللّه من لو أقسم على اللّه لأبَرّهُ، ورُبَّ أشْعَثَ أغْبَرَ مدفوع بالأبواب لو أقسم على اللّه لأبَرَّهُ)! وهذا عام في كل الأشياء، وجاء تفسير ذلك في آثار: إن من عباد اللّه من لو أقسم على اللّه أن يزيل جبلًا، أو الجبال عن أماكنها لأزالها، وألا يقيم القيامة لما أقامها، وهذا مبالغة.

ولا يقال: إن ذلك يفضل بقوة خلقت فيه، وهذا بدعوة يدعوها؛ لأنهما في الحقيقة يؤولان إلى واحد، هو مقصود القدرة ومطلوب القوة، وما من أجله يفضل القوى على الضعيف، ثم هب أن هذا في الدنيا فكيف تصنعون في الآخرة؟ وقد جاء في الأثر: (يا عبدي، أنا أقول للشىء كن فيكون، أطعني أجعلك تقول للشىء كن فيكون، يا عبدي، أنا الحي الذي لا يموت، أطعني أجعلك حيًا لا تموت)، وفي أثر: (أن المؤمن تأتيه التُّحَفُ من اللّه: من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت) فهذه غاية ليس وراءها مرمى، كيف لا، وهو باللّه يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش، وبه يمشى، فلا يقوم لقوته قوة؟!) انتهى.

فتبين أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يقصد بسياقه لهذه الآثار حال المؤمن في الجنة من حيث كون المؤمن له ما تشتهي نفسه وكونه يحيى في الجنة فلا يموت

وأما من يستشهد بهذا على الحلول الكفري عند الصوفية قبحهم الله فهذا غير صحيح، ولو تأمل سياق الكلام الذي ذكره ابن تيمية رحمه الله بعد الآثار في قوله (وهو بالله يسمع وبه يبصر ... ) لتبين له أن الخالق غير المخلوق وأن المقصود كما في حديث الولي المشهور وفي آخره (ولئن سألني لأعطينه ولن استعاذني لأعيذنه) فهذا يدل على الفرق بين الخالق والمخلوق، وكما ذكر ابن تيمية رحمه الله أنه مامن أحد من أهل البع يستدل بدليل على بدعته إلا كان في نفس الدليل رد عليه.

ـ[مسلم_92]ــــــــ[07 - 12 - 04, 01:40 م]ـ

بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا

يكذبون على السلف و هم متعمدون , أبعد الله عنا الصوفيين في الدنيا و الآخرة.

والحمد لله رب العالمين

ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 05:14 م]ـ

بارك الله فيكم (عبد الرحمن الفقيه , أبو عب الرحمن بن احمد)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير