ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 12 - 04, 04:32 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم، فقد كشفتم الغطاء عن حال هذه الرواية، فماذا بارك الله فيكم عن رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير.
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[07 - 12 - 04, 04:54 م]ـ
يصعب القول بأنه تصحيف عن أيوب بن تميم لأمور:
1 - قال ابن ماكولا في إكماله (4/ 280): وشريح بن محمد بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الحضرمي روى عنه يونس بن تميم توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين ومائة وكانت له عبادة وفضل قاله ابن يونس.
والإسناد من فوق الطبراني مصري، وابن يونس حجة في ذكر أهل مصر.
2 – أن الطبراني قد أخرج له حديثا آخر وهو في معجمه الأوسط (6456) قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن عرس نا محمد بن عمرو بن سلمة المرادي ثنا يونس بن تميم الزرقي ثنا يوسف بن يعقوب المديني حدثني يحيى بن عنبسة المديني السعدي ثنا عمر بن عبدالعزيز حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يتحقق في بيت جاره فنظر إلى عورة أخيه المسلم أو شعر امرأة أو شيء من جسدها كان حقا على الله أن يدخله النار.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن عمر بن عبدالعزيز إلا بهذا الإسناد تفرد به محمد بن عمرو بن سلمة المرادي.
3 – أن الناظر لترجمتي الرجلين أي أحمد بن إسماعيل بن عاصم وعون بن الحسن لا يرى منها أنهما يقومان للطبراني فلو قال قائل إن المصحف في الإسناد هو أيوب بن تميم ما أبعد.
4 - أن الذهبي وابن حجر أورداه في كتابيهما ولم يعقبا عليه بشيء.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[08 - 12 - 04, 12:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وفقكم الله لما يحب ويرضى، نريد الان درجة الحديث لتكتمل الفائدة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 12 - 04, 03:11 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه طلباً لمرضاته. الواقى من اتقاه رَغَبَاً فى جناته. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله ودعاته وبعد.
الأخ الفاضل / أبو المنذر النقاش
أحسنت، بارك الله فيك. وشكر الله لك هذا المشاركة النافعة، التى ربما أوسعت دائرة البحث عن علِّة الحديث.
قلتَ: ((يصعب القول بأنه تصحيف عن أيوب بن تميم)).
وأقول: من أين فهمتَ أننى حكمت على الرواية بأنها تصحيف، وأنَّه من أبى القاسم الطبرانى؟!.
لقد قلتُ: ((أظنه خطأ .. أظنه خطأ))، وقارن بين المعنيين: الخطأ والتصحيف، تعلم أننى لم أقض على الطبرانى بأنه صحَّف اسم الراوى فى الإسناد المذكور. بل أين التصحيف هاهنا مع البعد البعيد بين ((يونس)) و ((أيوب))!!.
وقلتُ كذلك: ((وخالف أبا القاسم اثنان: أحمد بن إسماعيل بن عاصم المصرى وعون بن الحسن بن عون الدمشقى، فرويَّاه عن أبى علاثة الفرائضى، فقالا ((أَيوبُ بْنُ تَمِيمٍ))، وهو الأشبه، فإنه مشهور الرواية عن الأوزاعى)) اهـ باللفظ.
ففى هذا القول تضمينُ الوجه الثانى للرواية معنى المشابهة بالصواب، ووجهه أن ((أيوب بن تميم)) مشهور الرواية عن الأوزاعى، وفيه كذلك عدم الجزم بأنه الأصوب، ولا بيان مَنْ المخطئ على وجه القطع!. ولا يعنى الحكم على السند بأنه الأشبه بالصواب الجزم بصحته، فضلاً عن صحَّة الحديث!!، وقد تفطَّن لهذا الأخُ الفَهِمُ / أحمد حمزة، فقال مستفهما ً ((نريد الآن درجة الحديث لتكتمل الفائدة)).
والحاصل أن الحديث لأبى علاثة الفرائضى المصرى لا يُعرف إلا به، ويرويه عنه ثلاثة: فأما أحمد بن إسماعيل بن عاصم المصرى، وعون بن الحسن بن عون الدمشقى، فيرويانه عنه بسنده ((عن أَيوبَ بْنِ تَمِيمٍ))، وأما أبو القاسم الطبرانى، فيرويه عنه بسنده ((عَنْ يُونُسَ بْنِ تَمِيمٍ)).
ولا وجه هاهنا، لأن نقارن بين الثلاثة الرواة: المصرى والدمشقى والطبرانى، فنقول: لا يقوم الاثنان معاً بثالثهما وحده، فليس هاهنا مجال لهذا القول، فالثلاثة برءآؤ من الخطأ، ومن النسبة إليه، وذلك لما عُلم من حال شيخ الثلاثة: أبو علاثة محمد بن أبي غسَّان الفرائضى المصرى، وسيأتى بتوفيق الله بيانه.
لكن، ما دمنا بصدد ذكر الخطأ والتصحيف، فقد نقلتَ عن ((المعجم الأوسط)) للطبرانى حديثاً هكذا نصُّه:
((حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس نا محمد بن عمرو بن سلمة المرادي ثنا يونس بن تميم الزرقي ثنا يوسف بن يعقوب المديني حدثني يحيى بن عنبسة المديني السعدي ثنا عمر بن عبدالعزيز حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يتحقق في بيت جاره فنظر إلى عورة أخيه المسلم أو شعر امرأة أو شيء من جسدها كان حقا على الله أن يدخله النار)).
وأقول: أأنت على ثلج من هذا النصِّ: إسنادِه ومتنِه؟، فإن كنته، فلنا عدَّة تساؤلات:
(1) يحيى بن عنبسة المذكور أهو مدينى غير البصرى المشهور بالوضع والكذب، ذى الترجمة المستفيضة فى كتب الضعفاء؟.
(2) يوسف بن يعقوب المدينى الراوى عن ابن عنبسة، أهكذا اسمه ونسبه صحيحان أم أن تصحيفاً واقعاً فيهما؟
(3) يونس بن تميم المذكور زرقى مدينى أهو المسئول عنه آنفاً؟، وهل اسمه هكذا فى النسخة المنقول عنها هذا النص؟.
(4) قوله ((من يتحقق)) أهكذا هو فى نسختك التى نقلت منها أم أنه ((مَنْ اطَّلعَ))؟.
والقصد من هذه التساؤلات تقرير أن النسخة المنقول عنها هذا النص غير صحيحة بها تحريفات لا تخفى على المدقق الفَهِم، بحيث لا يمكن الجزم بأن يونس بن تميم المذكور هو المسئول عنه، وأنه فى الحديث بهذا الاسم. قال الحافظ الجهبذ زين الدين العراقى:
وَأخْذُ مَتْنٍ مِنْ كِتَابٍ لِعَمَلْ ... أوِ احْتِجَاجٍ حَيْثُ سَاغَ قَدْ جَعَلْ
عَرْضَاً لَهُ عَلى أُصُوْلٍ يُشْتَرَط ... وَقَالَ يَحْيَى النَّوَوِي: أصْلٌ فَقَطْولله در الجلال السيوطى، فقد لخصه فأبدع:
لأَِخْذِ مَتْنٍ مِنْ مُصَنِّفٍ يَجِبْ ... عَرْضٌ عَلَى أَصْلٍ، وَعِدَةٍ نُدِبْفهل النسخة التى نقلت عنها بهذه المثابة من التدقيق؟.
وأما بيان حال الحديث، فيأتيك إن شاء الله تعالى.
¥