تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَقُلْتُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَتِهِ!، فانصرف، ثم تَنَحَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ ائتني بأحبِّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ وَإلِيَّ يَأكُلُ مَعِيَ مِنْ هَذَا الْفَرْخِ، فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ، فَدَقَّ الْبَابَ دَقَّاً شَدِيداً، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا أنس من هذا؟، قلت: عَلِيٌّ، قال: أَدْخِلْهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ سَأَلْتُ اللهَ ثَلاثَاً بِأَنْ يَأْتِينِي بِأَحَبِّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ وَإلِيَّ يَأكُلُ مَعِيَ مِنْ هَذَا الْفَرْخِ، فقال عَلِيٌّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ: وأنا يَارَسُولَ اللهِ لَقَدْ جِئْتُ ثَلاثَاً، كُلُّ ذَلِكَ يردني أنس، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ مَاحَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟، قُلْتُ: أَحْبَبْتُ أَنْ تُدْرِكَ الدَّعُوةُ رَجُلاً مِنْ قَوْمِي، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يُلامُ الرَّجُلُ عَلَى حُبِّ قَوْمِهِ.

قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إلا سُلَيْمَانُ بْنِ بِلالٍ، ولا عَنْ سُلَيْمَانَ إلا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، تفرد به مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَسَّانَ عَنْ أَبِيهِ)).

وأخرجه الحاكم (3/ 141): حدثني أبو علي الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أيوب الصفار وحميد بن يونس بن يعقوب الزيات قالا: ثنا محمد بن أَحْمَدَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِى طَيْبَةَ به نحوه.

وإنْ تعجب!، فعجبٌ قول أبى عبد الله: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً، ثم صحت الرواية عن: علي، وأبي سعيد الخدري، وسفينة، وفي حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ)).

قلت: وقد عاب أبو الحسن الدارقطنى على الحاكم إدخاله فى ((المستدرك) وقال: يستدرك على الشيخين بمثل هذا الحديث!. وكان إمام الحدثين يتعجب من هذا الحديث!. وذكر له أبو الفرج بن الجوزى فى ((العلل المتناهية)) (1/ 237:229) ستة عشر طريقاً عن أنس كلها واهية، يرويها الضعفاء والمجروحين بأسانيد المشاهير، وشنَّع على الحاكم فى تصحيحه.

وهو حديث منكر شبه الموضوع، لم يروه عن أنسٍ إلا جماعة من المتروكين والكذابين، ولعله شُبَّهَ على أبِى عُلاثَةَ الْمِصْرِىِّ، فرواه بهذا الإسناد توهماً فأخطأ، وأبوه غير معروف الرواية. وصاحب حديث الطير الذى به اشتهر، وكل من رواه أخذه عنه هو: دِينَارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أبُو مَكِيسٍ مَولَى أَنَسٍ، قال ابن عدي: ضعيف ذاهب. وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أنس أشياء موضوعة، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وقال الخطيب: حدَّث عن أنس ببغداد والأهواز. وقال الحافظ الذهبى ((سير الأعلام)): يغلب على ظني أنه كذَّابٌ ما لحق أنساً أبداً. وقال فى ((الميزان)) (3/ 48): ((تالف متهم. حدَّث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحةٍ عن أنس بن مالك)).

وأخرج حديثه ابن عدى ((الكامل)) (3/ 109)، والسهمى ((تاريخ جرجان)) (ص176)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (8/ 381)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (369) من طرقٍ عن دِينَارٍ أبِى مَكِيسٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يقول: أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم طائر، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك .... الحديث بنحوه.

ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[20 - 02 - 05, 07:41 م]ـ

جزاك الله خيرا، وسلمك الله من كل سوء، وزادك حلما وعلما

وأنا الآن أعتذر عن التأخر في الرد لأمور يعلمها الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير