تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مراتب العلماء]

ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[13 - 12 - 04, 09:46 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

في أثناء مطالعتي لكتاب " در الغمام الرقيق " وهو عبارة عن رسائل أرسل بها أحمد الغماري إلى عبدالله التليدي , لفت نظري كلام للغماري في (ص 174 ـ 175) عن المزي والذهبي وابن كثير ....... فهاك نصه:

وابن كثير شافعي في الفروع حنبلي في العقائد كما صرح هو بذلك عن نفسه , فإن رأيته واقف في مسألة رأي الأشعرية فلعله لغرض خاص , أو لم تدقق النظر في كلامه. ولو ذكرت لنا ما فهمت منهذلك لأمكننا الجواب عنه وفهم أصله ومنشئه.

وأما هو والذهبي والمزي , فأحبك أن تعرف أن المزي ولو أنه شيخهما إلا أنه طبقة عالية جداً جداً , فهو من طراز الأقدمين , كالدارقطني , وابن حبان , وأوسع اطلاعاً على الرجال , بل كنت كثيراً ما يدخلني شك فيه؛ هل هو آدمي بشر , أو من نوع أرقى من البشر؟

فإن حفظه واطلاعه لا يكاد تصدقه عقول أمثالنا.

فالذهبي الذي قال فيه ابن السبكي في " الطبقات ": (ما قال , وهو من هو كما لا يخفى)؛ إذا قورن بالمزي فهو كطفل صغير , أو تلميذ مبتدئ.

فلم تبق المقارنة إلا بين الذهبي وابن كثير.

فأما الذهبي فيفوق ابن كثير بمراحل شاسعة في معرفة الرجال والتاريخ.

وأما ابن كثير فيفوق الذهبي في معرفة المتون والأحكام ومذاهب السلف. اهـ.

ومما لفت انتباهي أيضاً وهو من نفس الرسائل في (ص 191) , قال:

وناصر الدين الألباني قدم إلى دمشق وهو لا يعرف العربية فتعلمها , وأقبل على علم الحديث فأتقنه جداً جداً , وأعانه مكتبة الظاهرة المشتملة على نفائس المخطوطات في الحديث , وهو ممن رتبها بيده , حتى أني لما زرتها في العام الماضي كان هو الذي يأتيني بما أطلبه ويعرّفني بما فيها.

ولولا مذهبه وعناده , لكان من أفراد الزمان في معرفة الحديث , مع أنه لا يزال فاتحاً دكان الساعات.

وقعت لنا معه مناظرة يطول ذكرها ...

قلت ـ أي خالد الأنصاري ـ:

ولولا مذهبك وعنادك أنت أيها الغماري , لكنت من أفراد الزمان ولتسابقت بذكرك الركبان , إلا أنك مت على غير ذلك , نسأل الله حسن الخاتمة.

ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 12 - 04, 01:16 ص]ـ

ومن أصحاب المراتب العليا:

الإما م أبوبكر عبدالله بن الزبير الحُميدي (صاحب المسند):

فقد أورد يعقوب بن سفيان في " المعرفة " 2: 179 , و الذهبي في " السير " 10: 618 , ما نصه:

قال الحميدي: وكنت بمصر , وكان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر , ويجتمع إليه أهل خراسان و أهل العراق , فجلست إليهم , فذكروا شيخاً لسفيان (يعني ابن عيينة) , فقالوا ك كم يكون حديثه؟ فقلت: كذا وكذا , قال: فشنج سعيد بن منصور وأنكر ذلك , وأنكر ابن ديسم أشد علي , فأقبلت على سعيد فقلت: كم تحفظ عن سفيان عنه؟ فذكر النصف مما قلت.

وأقبلت على ابن ديسم فقلت: كم تحفظ عن سفيان عنه؟ فذكر زيادة على ما قال سعيد نحو الثلثين مما قلت أنا.

فقلت لسعيد: تحفظ ما كتبت عن سفيان عنه؟ قال: نعم.

فقلت: قد قال , فعُدَّه.

ثم قلت لابن ديسم: عُدَّ ما كتبت عن سفيان عنه.

فإذا سعيد يُغرب على ابن ديسم بأحاديث , وابن ديسم يُغرب على سعيد بأحاديث كثيرة , فإذا قد ذهب عليهما أحاديث نسياها.

قال: فذكرت ماقد ذهب عليهم , قال: فرأيت الحياء والخجل في وجهيهما. اهـ.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير