ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[03 - 09 - 02, 11:28 م]ـ
لماذا اثيرت هذه المسالة ... اعنى كون نجد هو نجد الحجاز او العراق.؟ مع ان العلماء قديما كادوا يتفقون على ان المقصود بنجد العراق ... واجمعوا على ان كلمة "نجد" ليست علما على مكان .. ولكنها مصطلح جغرافى تضاريسى كالسهل والجبل والغور ... واورد صاحب كتاب "موقف المسلم من الفتن فى ضوء الكتاب والسنة"ان ممن قال بالعلمية الداودى احد العلماء المغاربة لكن الحافظ بن حجر وهى كلامه وانتصر لقول الخطابى الذى هو الراي الراجح ...
لماذا اثيرت المسالة؟ الهدف من ذلك هو تضليل دعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب .. ونسبتها الى البدعة والكفر ... ففسروا نجد بما يوافق غرضهم على قاعدة استدلال اهل البدعة:"اعتقد ثم استدل" .. والحمد لله ان الامام الخطابى قدعاش قبل الدعوة التوحيدية بقرون والا نبزوه بالوهابى ...
ثم انظر الى تعاميهم عن الفتن التى جاءت من العراق ... بل هي امهات الفتن .. اعنى كل فتنة جرت وراءها عشرات الفتن .. وهذه بعضها:
1 - مقتل ذى النورين رضي الله عنه .. والجميع يعلم ان ما من فتنة جاءت فيما بعد الا ولها صلة مباشرة اوغير مباشرة بمقتله .. وقد قتل رضى الله عنه على ايدى غوغاء قدموا من العراق ...
2 - مقتل الحسين بن على فى العراق. وكان هذا الحدث قاصمة الظهر للروافض .. انعزلوا بعدها عن المسلمين وبدأوا مسلسل المكر والكيد ..
3 - ظهور امهات البدع بالبصرة والكوفة وهى ثلاث: بدعة التفلسف وبدعة الاعتزال وبدعة التصوف.
4 - قدوم التتار من المشرق وهدمهم لبغداد عاصمة العراق ... وقد كانت فتنة التتار شديدة جدا حتى ان بعض المؤرخين-ولعله ابن الاثير-قال لا استطيع الكلام عن هذه الفتنة الا مرغما ...
5 - خروج القرامطة من العراق وافسادهم فى الحرم وسرقة الحجرالاسود وقتلهم للحجاج ..
6 - ثورة صاحب الزنج.
فضلا عن الاحداث المعاصرة التى نعيشها اليوم ...
واخيرا نقول لمن يرى الراى الاخرهات من نجد الحجاز ما يوازى فظاعة ماذكرنا فإن لم يأت به فليعلم بأنه يتبع هواه ...
ملاحظة: اريد ان اهمس بكلمة الى اخينا محمد الامين واذكره بقاعدة الامام الشاطبى:"ان هذه الشريعة امية"
لا تحتمل التدقيقات العلمية ... كان الاجدر بك ان تبحث عن معنى كلمة " نجد" فى عرف المخاطبين بها .. بدل البحث فى الخرائط ورسم الخطوط الوهمية ..
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[04 - 09 - 02, 12:38 ص]ـ
إخواني وفقكم الله جميعا لما يحب ويرضى.
سواء كانت (العراق) او (اليمامة) هذا الخلاف قديم وكل واحد من هذين القولين قال به جمع من العلماء رحمهم الله.
وما بقي إلى الأختيار والترجيح، وهذا لا تعنيف فيه لأي أحد يختار أحدَ القولين، ويرحج أحد المذهبين.
ولكل منهما أدلة وترجيحات، و إشارات وتنبيهات.
لكنني أميل والله أعلم إلى أن المراد به (نجد) وليس (العراق) لأمور وهي:
أولا:
أن لفظ (المشرق) عند العرب هو ما يقع على (نجد وما وراءها) كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: ((خير أهل المشرق عبد القيس، أسلم الناس كرها، و أسلموا طائعين))
[ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1843]
ومعلوم أن هذه القبيلة كانت تنزل (البحرين) وهي: هجر والأحساء، ومنهم (أشج عبدالقيس) رضي الله عنه الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا:
أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لنجد (قرن المنازل) ويسى أيضا (قرن الثعالب) وهذا بين في أن المراد بها (نجد) لا (العراق).
فقد روى عنه ابن عباس رضي الله عنهما: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لأهل نجد قرن المناز ... ) متفق عليه.
ثالثا:
أن ميقات (أهل نجد) بعيدٌ جدا عن (أهل العراق) ولذلك وقت لهم عُمر رضي الله عنه (ذات عرق) مما يدل على أن المراد بهم والله أعلم (نجد) لا (العراق).
وهو كما ورد في حديث آخر عن ابن عُمر رضي الله عنهما قال: {لما فُتح هذان المصران أتوا عُمر فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حَدَّ لأهل نجد قرنا وهو جورٌ عن طريقنا، وإنا إن أردنا قرناً شق علينا. قال: فانظروا إلى حذوها من طريقكم، فحد لهم ذات عِرق))
[رواه البخاري في صحيحه: كتاب الحج: باب ذات عرق هل العراق، حديث رقم 1531]
و مما يؤكد ما روى عن عاءشة رضي الله عنها: {أن النبي صلى اله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق}
[رواه أبو داود 1739 والنسائي رقم 2658]
وقد ذكرتُ هذا الاستدلال لشيخي العلامة الحافظ (محمد الحسن الددو) وفقه الله فاستحسنه وأقره.
رابعا:
أنه ورد في جمع من الأحاديث الصحيحة: ((والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين ثم أصول أذناب الإبل من حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر
)).
ومن المعروف أن (ربيعة و مضر) كانت تسكن (نجدا) ولا زال قسم من هذه القبائل إلى الآن يسكن (نجدا) و هذا أمرٌ لا خلاف فيه.
خامسا:
أنه قد ورد ما يدل على أن المراد بهم (نجدا) من كلام خطيب بني تميم (عطارد بن حاجب) رضي الله عنه، حينما وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم يفاخرونه، ومن ضمن خطبته: ((وجعلنا أعز أهل المشرق، وأكثره عددا، وأيسره عُدة ... ))
وهذه القصة مشهورة جدا ذكرها كل من ألف في السيرة النبوية.
[انظر سيرة ابن هشام 2/ 562 - 567]
وهذا لا يطعن في دعوة (الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رضي الله عنه)، وليس فيه أدنى إشارة لذلك.
ولكن القصد من هذا البحث هو تحري الصواب، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يرضيه، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
والله أعلم
¥