تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى وأحمد بن عمر الوكيعي واللفظ لابن أبان قالوا حدثنا ابن فضيل عن أبيه قال سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان، وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض، وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ، فقال الله عز وجل له " وقتلت نفساُ فنجيناك من الغم وفتناك فتونا "]

وقد صرح كثير من المحدّثين بأن المقصود بنجد في حديث الدعاء إنما هي العراق، وانظر ما يقول صاحب الألباني في حديث " اللهم بارك لنا في شامنا .... " وبعد أن ساق طرقه ومروياته قال: ((فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الأقليم المعروف اليوم بهذا الاسم، وإنما هو العراق، وبذلك فسّره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني .... وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام، فإن كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق، كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية، وبين علي والخوارج، وبين علي وعائشة - رضي الله عنهم أجمعين - وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ. فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته ... )) المصدر (كتاب مرآة علماء الشرق والغرب صفحة 88).

الرد العقلي:

كُلنا نُقرّ بأن النبي صلى الله عليه وسلم صادق أمين لا ينطق عن الهوى، وعندما يخبر بشيء فهو واقع لا محالة، لذا نرى أن ما أخبر النبي صلى الله عنه منذ ما يزيد على الألف وأربعمائة سنة يتحقق أمامنا عياناً بياناً بشكل لايقبل التشكيك.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: " هناك أرض الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان " وهو يقصد نجد، لنرى أيها الاخوة الكرام أي نجد هي أرض الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان:

هذه نجد العراق لا تخرج من فتنة إلا وتقع في فتنة آخرى، فمن فتنة مقتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأي فتنة أعظم من هذه)، إلى فتنة حكم الحجاج بن يوسف ثم إلى فتنة القول بخلق القرآن وتعذيب علماء الأمة ثم إلى فتنة الهجوم المغولي الكاسح وإسقاط الخلافة العباسية وقتل مئات الآلآف في يوم واحد ثم إلى فتنة الاستعمار الإنجليزي والتحكم بخيرات البلاد، ثم إلى فتنة الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالملك فيصل الشريف – قرشي من آل البيت – والذي قام به ضباط الجيش فأعطوه الأمان وخرج من قصره يحمل القرآن فوق رأسه ولكنهم قتلوه شر قتله، ثم إلى فتنة الإنقلاب العسكري الذي قام به صدام حسين ضد عبد الكريم قاسم، ومن يومها ومن قبل ذلك والشعب العراقي يقاسي أنواعاً من القهر والتعذيب على يد جلاّديه، ثم إلى فتنة حرب الخليج الأولى مع إيران، التي راح ضحيتها عشرات الآلآف من شباب العراق الأبرياء، ثم فتنة (حلبجة) والتي قُتل فيها الرجال والنساء والأطفال وأبيد أهل تلك البلدة عن بكرة أبيهم، ومنها إلى فتنة الهجوم الغاشم على أبناء المسلمين من أهل الكويت ثم إلى فتنة حرب الخليج الثانية والتي حارب فيها أهل العراق العالم بأسره، ودمرت في تلك الحرب كثير من بلدان العراق، ثم إلى فتنة الإنتفاضات التي جرت في جنوب العراق والتي أعدم فيها الجيش العراقي آلآف المواطنين، وأخيراً وليس آخراً، إلى فتنة الحصار العالمي الذي لا يزال يخنق الشعب العراقي منذ عشر سنوات.

ثم نأتي الآن إلى نجد الحجاز ونرى هل هي أرض فتن!!! لا أظن ذلك.

إن الفتن التي حصلت وتحصل بأرض العراق هي من أعظم الفتن التي مرت على الأمة الإسلامية.

ثم إن البعض يذم نجد الحجاز بخروج مسيلمة لعنه الله فيها، وهذا أمر عجيب، فلو ذُمت نجد بمسيلمة الكذاب بعد زواله وزوال من يصدقه، لذُمت اليمن بخروج الأسود العنسي ودعواه النبوة، وهل ضر المدينة النبوية سكنى اليهود بها!! وقد صارت مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومعقل الإسلام، وهل ذُمت مكة بتكذيب أهلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشدة عداوتهم له!! بل هي أحب أرض الله إليه.

بل إن البعض يدعي أن القرامطة خرجوا من نجد، وهذا كذب صريح واضح، فكل المؤرخين يذكرون أن خروج القرامطة إنما كان من القطيف والخط.

أما الزلازل فيعلم الجميع أن نجد الحجاز لم يحصل بها زلزال أبداً، أما نجد العراق فإليكم هذه النبذة البسيطة:

في عام 1987م ضربت هزة أرضية منطقة ربيعة (غرب الموصل) بلغت قوتها 3.9 درجة.

وفي عام 1991م ضربت هزة ارضية مدينة اربيل (شمال العراق) بلغت قوتها 5.4 درجة.

وفي عام 1994م ضربت هزة ارضية منطقة خان النص (جنوب العراق) بلغت قوتها 4 درجات.

وفي عام 1994م ضربت هزة ارضية مدينة الحضر وقد بلغت قوتها 4.1 درجة.

وفي عام 1999م ضربت هزة ارضية مدينة السليمانية (شمال شرق العراق) وبلغت قوتها 2.5 إلى 3 درجات.

هذه نبذة بسيطة فقط، فالعراق لم يكن بها مراصد لقياس قوة الزلازل حتى عام 1979م حيث تم تشغيل مرصد بغداد ثم شُغل مرصد الموصل وبعدهما مرصد الرطبة ثم مرصد السليمانية. المصدر (قسم الرصد الزلزالي في الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية)

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يُرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه ولي ذلك وهو القادر عليه.

وطرحي لهذا الموضوع له هدف واحد فقط وهو إظهار الحق ودحر الباطل والتزييف، والله على ما أقول شهيد.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

والسلام

منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير