[بين منهج النقاد والمتأخرين رشيد رضا يرد على ابن حجر (قاعدة للمحدثين لم ينزلها الله)]
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[19 - 12 - 04, 11:27 م]ـ
جاء في ((مجلة المنار ـ المجلد [28] الجزء [6] صـ 474 صفر 1346 ـ أغسطس 1927))
في مناقشة رشيد رضا لأحد طلبة العلم النجديين الذي زاره معاتبا ومناقشا
قال:
وإذا بحث بعض المشتغلين بالعلم منهم على قلتهم في هذه
المسائل؛ فإنه يقبل في الجمع بين الحديثين، أو في دفع الإشكال الذي يرد على
بعض الأحاديث كل ما يقوله الباحثون في ذلك كالكثير مما أورده الحافظ ابن حجر
مما لا يكاد يعقل، حتى إنه قد يدافع عن الحديث الذي يعد من أقوى المطاعن على
أصول الدين كالتوحيد والرسالة إذا كانت صناعة فن رواية الحديث تعده مقبولاً
كحديث الغرانيق الصريح في إقرار عبادة الأصنام والثناء على اللات والعزى ومناة
الثالثة الأخرى، والمجوز لإلقاء الشيطان في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
لسورة النجم في مدح هذه الأصنام الكبري: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن
لتُرْتَجَى.
دافع الحافظ عفا الله عنه عن هذا الحديث الذي يعترف بأنه لم يصح له سند
بأن تعدد طرقه يقويه!!! و ... قاعدة للمحدثين لم ينزلها الله تعالى في كتابه، ولا
ثبتت في سنة عن رسوله صلى الله عليه وسلم وإنما هي مسألة نظرية غير مطردة،
فتعدد الطرق في مسألة مقطوع ببطلانها شرعًا كمسألة الغرانيق أو عقلاً لا قيمة له
لجواز اجتماع تلك الطرق على الباطل؛ ولذلك حكم صفوة المحققين من أهل
الحديث والأصول بأن حديث الغرانيق موضوع باطل.
ونحن قد علمنا منتهى شوط الانتقاد علينا من بعض النجدبين بلقائنا هنا لرجل
من أوسعهم اطلاعًا في الحديث , ومراجعته لنا في المسألة مرتين في مجلسين
طويلين , فيذكر صفوة ما دار بيننا وبينه في ذلك باختصار لبعض المسائل وإيضاح
لبعض.
التعليق:مع شطوح رشيد رضا إلى العقل وضعف بضاعته مقارنة بحذامي المحدثين ابن حجر إلا أنه ذكر حقا ورد قاعدة تقوية الحديث لمجموع الشواهد الضعيفة الذي اشتهرت عند بعض المتأخرين تقليدا لابن حجر
مع أن منهج المتقدمين في هذا المسألة أن الأسانيد الضعيفة لا يقوي تعددها الحديث بإطلاق فحديث ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)) طرقه كثيرة ولا قَوّتَ الحديث، أنكره الإمام البخاري والإمام أحمد وجمع من الحفّاظ.
وكذلك ((من حفظ عن أمتي أربعين حديثاً)) طرقه كثيرة ولا يزال الحديث معلولاً.
وكذلك حديث ((صلوا خلف كل من قال لا إله إلا الله)) طرقه كثيرة ولا يزال معلولاً عند أهل هذا الشأن. وغيرها كثير كحديث ((لا ضرر ولا ضرار)) طرقه كثيرة ولا يزال معلولاً عند الأئمة فهم لا يحسنون الأحاديث بالشواهد، إلا إذا قويت طرقها، ولم يكن في رواته كذاباً ولا مُتهم، ولم تعارض أصلاً، حتى لو قويت طرقها واستقامت بمفردها، فإذا عارضت أصلاً تطرح
بقي من الفضول أن نتوقع من هو طالب العلم النجدي الذي كان يناقش رشيد رضا وكتب له بحثا يرد عليه وطالبه بنشره وطالبه رشيد بتعديله
هل هوالشيخ بن يابس رحمه الله أم القصيمي أم فوزان السابق رحمه الله .... الله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 12 - 04, 09:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة، وكما تفضلت فمحمد رشيد رضا عنده شطحات في بعض المسائل مثل إنكاره لحادثة إنشقاق القمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها، ومسألة تقوي الحديث بالطرق فكما تفضلت أنها ليست بإطلاق فالناس فيها طرفان ووسط، فبعضهم يغلب عليه تقوية الأحاديث بالطرق الواهية والمنكرة كفعل السيوطي في اللآلىء المصنوعة في محاولته لتقوية الأحاديث الموضوعة بطرق باطلة منكرة، وفي الطرف الآخر تجد أن ابن حزم ينكر تقوي الحديث بالطرق مطلقا.
والمرجع في هذه المسألة وغيرها من علوم الحديث إلى أهل الحديث وأئمة الشأن
وللفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=36428#post36428
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 12 - 04, 11:44 ص]ـ
ما رأيت في ذلك أضبط و لا أدق من أستاذي / طارق بن عوض الله ـ حفظه الله تعالى ورعاه وأتم علينا نعمته بتدريسه علوم الحديث ـ آمين