وأما ما ذكرتَ عن عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنها قالت: ليس كل النساء تجد محرما. فهذا ـ إن صح ـ جيد، فظاهره أنها تشترط المحرم، وكان محارمها 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في ذلك الوقت كثرة كاثرة فلماذا تسافر بدون محرم؟!
وهذا مما يقوي وجود المحرم، في ذاك السفر.
ومما يقويه أيضا: أن الصحابة والتابعين كانوا يكثرون من الحج، وكل ذرية فاطمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - محارم لأمهات المؤمنين، مع ما لكل واحدة منهن من محارم غير ذلك من نسب أو رضاع.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 11:41 م]ـ
الرد على من أحتج بسفر المرأة بدون محرم بأن نساء النبي حججن بدون محرم
1 - هناك ما يشير إلى وجود محارم لهن ففي كتاب المنتظم في التاريخ لابن الجوزي
وفي 23هـ: حج عمر بأزواج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهي آخر حجة حجها بالناس.
أخبرنا محمد بن الحسين وإسماعيل بن أحمد قالا: أخبرنا ابن النقور قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص قال: أخبرنا أحمد بن عبد اللهّ قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدَثنا شعيب عن أبي عثمان وأبي حارثة والربيع بإسنادهم قالوا: حج عمر بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم معهن أولياءهن ممَنْ لا تحتجبن منه وجعل في مقدم قطارهن: عبد الرحمن بن عوف وفي مؤخره: عثمان بن عفان فلما ردَهن شخص بهما وبالعباس وخلفنا عليًا عليه السلام على الناس ثم أسرع حتى قدم الجابية يوم الوقعة فأتاه الفتح بها وركب عمر رضي اللّه عنه مع الجابية يريد الأردن ووقف له المسلمون وأهل الذمة فخرج عليهم على حمار وأمامه العباس على فرس فلما رآه أهل الكتاب سجدوا فقال: لا تسجدوا للبشر واسجدوا لله.
2 - لوسلم الخصم بإحتمال أنهن سافرن بدون محرم فإن لاستدلال بذلك لاحتمال في مقابل نص صريح ثابت عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
3 - لو سلم الخصم بإحتمال أنهن سافرن بدون محرم فقد يقول أن سفرهن كان تحت أشراف أعلى سلطة في البلد وهو الخليفة طوال سفرهن برفقة أشخاص من أفضل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بل من العشرة المبشرين بالجنة مع أن أمهات المؤمنين الهن من لإجلال والاحترام في نفوس المؤمنين كونهن زوجات المصطفي صلى الله عليه وسلم ما ليس لغيرهن.
وتلك الرعاية والحماية لا تتوفر لكل امرأة تسافر بدون محرم فلو سلم الخصم بالجواز لقال إذا كان سفر المرأة بدون محرم تحت أشراف إمام المسلمين والمشرفين على رعاية أولئك النسوة من أفضل العلماء في البلد ومع مجموعة من النساء ويكن النساء المسافرات من أتقى النساء فقد يقصر الجواز على توفر مثل ذلك.
فإنه مع التسليم بإحتمال عدم وجود محرم كان ذلك تحت إشراف خليفة المسلمين وفضلاء الصحابة مع ما لنساء النبي من الفضل والتقوى.
فقياس سفر أي إمرأة تسافر مع رفقه بدون محرم في هذا الزمن على سفر أزواج النبي مع الخليفة عمر وأعوانه قياس مع الفارق سواء بالنسبة للرفقة وللمسافرات.
اللهم أرنا الحق حقا ورزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه.
ـ[مبارك]ــــــــ[07 - 01 - 05, 04:46 م]ـ
* أما عن الأثر الذي أخرجه ابن الجوزي في " المنتظم " (4/ 327ـ 328) وفيه: [حج عمر بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم معهن أولياءهن (ممَنْ) لا تحتجبن منه ... ].
في ثبوته بهذا السياق والزيادات نظر، وإليك البيان:
1ـ أبو عثمان هذا قد يكون شراحيل بن مَرْثَد الصَّنعاني وهو ثقة، وقد يكون عبدالرحمن بن مِلّ النَّهْدي وهو ثقة وقد يكون غير ذلك وفي هذه الطبقة مما يكنى بأبي عثمان الكثير وفيهم الثقة والمقبول حيث توبع والمجهول أيضاً، بل ومن لم يصح سماعه وإدراكه من الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.
2ـ أبو حارثة هذا لم أتبينه ولعل هنا تصحيف صوابه أبو الحارث فإن كان كذلك لم اهتد إلى ترجمته.
3ـ الربيع هذا قد يكون ابن زياد الحارثي البصري، وقد يكون ابن خُثَيْم بن عائد بن عبدالله الثَّورِي الكوفي، وممن الممكن أن يكون ابن زياد، ويقال: ابن زيد، ويقال عنه أيضاً: ربيعة، الخزاعي، ولعله أيضاً ابن عُمَيْلة الكوفي، وقد يكون ابن محمد، ولعله غير ذلك وفيهم الثقة والمقبول (حيث توبع) ومن لم يدرك الصحابي الجليل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.
¥