قال القاسمى فى تفسيره فى المجلد الثانى (و فى القاموس الفجر الصادق وهو ضوء الشمس السابق عليها الذى يظهر جهة المشرق وينتشر حتى يعم الأفق و يصعد إلى السماء منتشرا و الكاذب لا عبرة به و هو الضوء الذى لا ينتشر ويخرج مستطيلا)
وقال بن حزم فى المحلى المجلد الثالث " الفجر الصادق هو البياض الذى يأخذ فى عرض السماء فى الأفق فى المشرق من موضع طلوع الشمس فى كل زمان ينتقل بانتقالها وهو مقدمة ضوئها ويزداد بياضه وربما كان فيه توريد بحمرة بديعة "
وقد لخص بن قدامة فى المغنى وقت الصبح فقال " واذا طلع الفجر الثانى وجبت صلاة الصبح والوقت مبقيى إلى أن تطلع الشمس وجملته ان وقت الصبح يدخل بطلوع الفجر الثانى اجماعا وقد دلت عليه اخبار المواقيت وهو البياض المستطير المنتشر فى الأفق و يسمى الفجر الصادق لأنه صدقك عن الصبح وبينه لك والصبح ما جمع بياض وحمرة و منه سمى الرجل الذى فى لونه البياض و الحمرة أصبح فأما الفجر الأول فهو البياض المستدق صعدا من غير اعتراضا و لا يتعلق به حكم ويسمى الفجر الكاذب ثم لا يزال الوقت الإختيارى إلى ان يصدر النهار" وقال" الصبح ما جمع بياض وحمرة "
قال العلامة صديق حسن خان فى الروضة " أول وقت الفجر اذا انشق الفجر اى ظهر الضوء المنتشر و قد بينه النبى صلى الله عليه و سلم اشفى بيان فقال لهم إنه يطلع معترضا فى الأفق وليس الذى يلوح كذنب السرحان و هو شى تدركه الأبصار فإنه يطلع أولا كتباشير الضوء ثم ذنب السرحان وهو الفجر الكاذب ثم يصطبح نور الصباح الذى أبداه بقدرته خالق الإصباح فالشريعة يسيرة سهلة , بل جعل النبى (صلى الله عليه وسلم) للأوقات علامات حسية يعرفها كل أحد فقال فى الفجر طلوع النور الذى هو من أوائل أجزاء النهار "
قال العلامة صاحب الفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمة الله " فإذا كنت فى بر و ليس حولك أنوار تمنع الرؤية و لا قتر فإذا رايت البياض ممتدا من الشمال إلى الجنوب فقد طلع الفجر و دخل وقت الصلاة أما قبل أن يتبين فلا تصل الفجر " الشرح الممتع 1/ 118
قال محدث العصر الألبانى رحمه الله على الحديث رقم (693) فى المجلد الثانى من الصحيحة ص308 والحديث رواه بن خزيمة والبيهقى وصححه الألبانى بشواهده من حديث بن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (الفجر فجران ... الحديث) قال الألبانى وفيه تنبيه هام إلى وجوب اداء الصلاة بعد طلوع الفجر الصادق وهذا ما أخل به المؤذنون فى كثير من العواصم منها عمان فى الأردن فإن الأذان الموحد يرفع قبل الفجر بنحو نصف ساعة بناء على التوقيت الفلكى و هو خطأ ثابت بالمشاهدة وكذلك فى كثير من البلاد الأخرى
و قال الشيخ مصطفى العدوى فى بحث له " تنبيه فى بعض البلاد بل فى كثير منها يؤذن للفجر قبل تبين الفجر الصادق الثانى الذى يظهر مستطير أبيض فى عرض السماء فى اتجاه المشرق " ثم يقول " وقد راقبت ذلك فى قريتى بمصر فأذا بهذا الخيط الأبيض و هو الفجر الثانى يظهر بعد الآذان المسبق بالتقاويم بمدة تدور حول ربع ساعة و ذلك يترتب عيه أمور منها ان الصلاة قد تصلى فى غير و قتها و كذلك تحرم الطعام و الشراب على من أراد الصوم "
صدرت فتوى من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر السابق جاد الحق رحمة الله رحمه الله توافق ما تقدم ذكره فى جريدة اللواء الإسلامى كما سيأتى وقال على المؤذنين أن يراقبوا الله عز وجل فى مواقيت صلا تهم فهم مؤتمنون
و نشرة مجلة التوحيد مقال لها للشيخ صفوت نور الدين رحمه الله بعنوان توقيت صلاة الفجر ونقل فيه طرفا من الخلاف الواضح فى تحديد وقت الفجر عند علماء الفلك وانتهى الشيخ إلى ان التوقبت الحالى للفجر ليس صحيح
و جاء فى فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج1/ 125، 126) [رقم الفتوى في مصدرها: 3779]
ما نصه
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
¥