ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[10 - 08 - 08, 07:09 م]ـ
الشيخ العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي
من أخباره في ذلك ماحدثني ابه حد طلابه قال
قدمت الى المدبنة من سفر قبيل الفجر بساعتين فقصدت المسجد النبوي فوجدته مغلقا والناس ينتظرون عند الباب ومعهم الشيخ محمد فما ان فتح الباب حتى اسرع الشيخ نحو الروضة فاستفتح الصلاة بركعة -وذلك قبل الاذان الاول-فلم يزل قائما فيها حتى اذن الاذان الثاني وبين الاذانين اكثر من ساعة
والشيخ المحدث يحيى اليحيى
في الايام العادية اراه في المسجد النبوي يصلي بعد الظهر لمدة ساعة ونصف ويصلي بين المغرب والعشاء
اما في الاعتكاف فتراه يصلي بين الظهر والعصر وبين المغرب الى التراويح وبعد التراويح الى التهجد وبعد التهجد الى الفجر مع استراحات يسيرة
ـ[محمد الاثري]ــــــــ[11 - 08 - 08, 03:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الكرام
رأيت في المعلقين يرحمنا ويرحمهم الله تعالى في الكلام عن مدى موافقة ذلك للسنة النبوية المطهرة
فوجدت منهم من يبني انه مخالف للهدي ثم يذكر دليلا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وفهمه على الجواز
قلت غفر الله لك
من قال ان ذلك مخالف للأولى فهو مخطئ
وأكثر منه خطأ من قال انه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
وبيان ذلك باختصار
أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرات عديدة انه كان يطيل ...
وأنه ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم انهم كانوا يطيلون
وذلك عن جمع كبير من الصحابة ولم نر فيهم من ينهى والله اعلم
فدل ذلك على أنه هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والعلماء من بعدهم حتى يومنا هذا
أما استدلالهم بأحاديث الأمر بالتقصير فهو استدلال في خير محله
اذ انهم أغفلوا أول قول النبي صلى الله عليه وسلم
أفتان انت يا معاذ ...
وفي هذه اللفظة من الحكم الكثيرة ولها أسبابها
فمن دوافعها ان معاذا رضي الله عنه كان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثم يصلي الصلاة مع قومه في مسجدهم
وفي هذا بحسبه كفاية
اذ طول صلاة النبي مع وقت الانتقال من مسجد النبي الى مسجد قومه على بعده طول كثير .. فانه لو خفف أيما تخفيف مطيل قبل بدئ الصلاة
ثم ان قول النبي صل الله عليه وصلم " افتان" له من الحكمة ما له اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم علق الحكم بالفتنة فمن أمن الفتنة لا ينكر عليه بل يشجع على الاطالة أكثر اذ ان هذا هو المعروف من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على الدوام
بل ان عرف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ليعلم ان المذكورين هم انما مخففين عما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وهو مخففا جدا بالنسبة له وصلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ..
ومن عرف هدي الصحابة في صلاة التراويح في عهد عمر رضي الله عنه وامامة ابي رضي الله عنه لهم في التراويح ليظن انه ربما في شهره كله لم يصل صلاة ليلة واحدة مما كان يصليها هؤلاء رضوان الله عليهم
بل ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع الامر سائبا في قدر تخفيف الصلاة بل بين قدر هذا التخفيف فقال عليه الصلاة والسلام
فَاقْرَأْ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى
وعند البخاري أيضا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ فَصَلَّى الْعِشَاءَ فَقَرَأَ بِالْبَقَرَةِ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ فَكَأَنَّ مُعَاذًا تَنَاوَلَ مِنْهُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ فَتَّانٌ فَتَّانٌ فَتَّانٌ ثَلَاثَ مِرَارٍ أَوْ قَالَ فَاتِنًا فَاتِنًا فَاتِنًا وَأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أَوْسَطِ الْمُفَصَّلِ
قَالَ عَمْرٌو لَا أَحْفَظُهُمَا هو عمرو بن دينار
فظهر قدر التخفيف المشار اليه وأسابه
فاذا علمنا سبب الحديث والادلة الامرة بالتخفيف مدارها على حديث معاذ هذا المشار اليه
وهدي النبي صلى الله عليه وسلم بفعله المداوم عليه هو الاطالة عن ذلك
بل وترغيبه صلى الله عليه وسلم بالتطويل في قوله
«إِنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا هَذِهِ الصَّلاَةَ وَاقْصُرُوا هَذِهِ الْخُطْبَةَ، فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْراً»
ففي هذا ترغيب من صلى الله عليه وسلم في الاطالة
فيرحمكم الله عليكم لا تنكروا ما ليس لكم به علم واحفظوا للعلماء مكانتهم وما انكاركم الا على العلماء وهو في غير محله يرحمكم الله
والله المستعان كتبه أخوكم أبو فاطمة محمد السيد غزة المحتلة
¥