حكمها: اختلف فيها المتأخرون، ولا شك أنها أخف من البطاقة التخفيضية العامة لأننا ذكرنا أن أقوى الأدلة: أن جهة الإصدار – المؤجر – في البطاقات التخفيضية العامة لا تملك المنفعة فهي غير مقدور عليها، أما هنا فجهة الإصدار هي جهة التخفيض فهي الآن تملك المنفعة فزال هذا المحذور، ولهذا الخلاف في هذه المسألة أخف من الخلاف في المسألة السابقة، على كل حال العلماء لهم فيها قولان:
القول الأول: إلحاق هذه البطاقات التخفيضية الخاصة بالبطاقات التخفيضية العامة وأنها محرمة ولا تجوز، وبهذا أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة.
التعليل: قالوا: إن العلاقة بين المستهلك وجهة الإصدار علاقة إجارة؛ فالعميل يدفع رسماً من المال مقابل المنفعة التي يستفيدها من المستوصف أو الفندق أو من المحل التجاري …إلخ، قالوا: إن المنفعة في هذه الإجارة وهي التخفيض هذه مجهولة وإذا كانت مجهولة فإنه لا تجوز، فقد يستفيد العميل من هذا الفندق وقد لا يستفيد وأيضاً إذا استفاد ما هو قدر الاستفادة؟! فقد يحتاج إلى هذا المستوصف في كل أسبوع وقد لا يحتاج إليه إلا مرة واحدة في الشهر وقد لا يحتاج إليه طوال السنة.
فقالوا: المنفعة التي تتعلق بالتخفيض مجهولة ويترتب على ذلك الغرر للعميل وكذلك أيضاً مصدر البطاقة.
ولهذا ذهبت اللجنة الدائمة – كما أسلفت – إلى أن هذه البطاقة بطاقة محرمة ولا تجوز.
القول الثاني: ذهب بعض الباحثين إلى جوازها وقيَّدها بقيدين:
أ- معرفة نسبة التخفيضات: مثلاً هذا المشتري لهذه البطاقة يدفع مائة ريال، كم يحصل من التخفيض؟ يحصل على عشرين بالمائة من أسعار هذا المستوصف؟
ب- معرفة ما يكون فيه التخفيضات: مثلاً المستوصف تستفيد من العلاج الفلاني كذا وكذا وكذا.
أما على القول الأول حتى مع هذين القيدين لا يزال الغرر موجوداً.
الصورة الثالثة: البطاقات التخفيضية المجانية:
تعريفها: هي البطاقات التي تمنحها الجهات التجارية للمستهلكين مكافأة على تعاملهم معها أو تشجيعاً عليه.
مثالها: زيد من الناس تعامل مع هذا المحل التجاري فأعطاه المحل بطاقة تخفيضية على أن يخصم له من الأسعار كذا وكذا.
حكمها: أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية بجواز مثل هذه البطاقة وأنه لا بأس بها.
التعليل: 1 - لعدم المحذور الشرعي في ذلك.
2 - لأن الأصل في المعاملات الحل
) [/ COLOR
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 01 - 05, 08:57 ص]ـ
شرح الشيخ خالد المشيقح للمعاملات المالية المعاصرة هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11218)
========
لتحميل الكتاب
http://saaid.net/book/open.php?cat=4&book=938