[حول الكرابيسي]
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[11 - 01 - 05, 11:10 ص]ـ
اعتقد أن إطلاق لفظ التبديع و التضليل و التكفير و غيرها من الألفاظ البشعة في حق بعض أئمة الإسلام و أعلام السنة مثل حسين الكرابيسي، هو محل نظر.
و الرجل إمام من أئمة المسلمين قد تكلم في مسألة: هل لفظي بالقرآن مخلوق؟ كان الأولى به أن يكف عن ذلك لا سيما في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الامة، و هي فعلا فترة مشئومة على الأمة لا تزال بعض آثارها إلى اليوم.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى:
و [مسألة القرآن] قد كثر فيها اضطراب الناس، حتى قال بعضهم: مسألة الكلام حيرت عقول الأنام، وغالبهم يقصدون وجها من الحق، ويعزب عنهم وجه آخر أ. هـ
و لو أننا هجرنا كل إمام زل في باب الصفات لما سلم لنا أحد، هذا إن زلّ بالفعل، فما بالك إذا كان ما قرره صوابا.
و أبا علي حسين بن علي الكرابيسي البغدادي، قد كانت بينه و بين الإمام أحمد صداقة وطيدة و علاقة متينة، ثم انقلبت إلى عداوة شديدة تكلم فيها كل واحد على الآخر، و السبب محصور في مسألة اللفظ لا غير، و عند تحرير المسألة كما حررها شيخ الإسلام و الذهبي و غيرهما يتبين أن الكرابيسي كان يثبت الصفات على منهاج أهل السنة و أهل القرون المفضلة، و لم يكن يوما من الأيام جهميا و العياذ بالله.
مسألة اللفظ هي السبب في تحذير أحمد منه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى:
وقال شيخ الإسلام [يقصد أبو اسماعيل الأنصاري] أيضًا في كتاب [مناقب الإمام أحمد بن حنبل] في باب الإشارة عن طريقته في الأصول، لما ذكر كلامه في مسائل القرآن وترتيب البدع التي ظهرت فيه وأنهم قالوا أولا: هو مخلوق، وجرت المحنة العظيمة ثم ظهرت مسألة اللفظية بسبب حسين الكرابيسي وغيره. أ. هـ
قال الحافظ ابن حجر في التقريب:
الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي الفقيه صاحب الشافعي صدوق فاضل تكلم فيه أحمد لمسألة اللفظ. أ. هـ
قال الخطيب البغدادي في تاريخه
وحديث الكرابيسي يعز جدا وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ وكان هو أيضا يتكلم في أحمد فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب
غزارة علم الكرابيسي و فقهه رحمه الله
قال الخطيب في تاريخه:
وكان فهما عالما وله تصانيف كثيرة في الفقه وفي الأصول تدل على حسن فهمه وغزارة علمه. أ. هـ
قال الحافظ في التهذيب:
سمع الحديث الكثير وصحب الشافعي وحمل عنه العلم وهو معدود في كبار أصحابه أ. هـ
وقال بن حبان في الثقات:
كان ممن جمع وصنف وممن يحسن الفقه والحديث أفسده قلة عقله أ. هـ
قال عنه الذهبي في السير:
وكان من اوعية العلم
و قال أيضا:
العلامة فقيه بغداد .... صاحب التصانيف .... وكان من بحور العلم ذكيا فطنا فصيحا لسنا تصانيفه في الفروع والأصول تدل على تبحره
قال الخطيب في تاريخه:
... سمعت محمد بن عبد الله الشافعي وهو الفقيه الصيرفي صاحب الأصول يخاطب المتعلمين لمذهب الشافعي ويقول لهم اعتبروا بهذين حسين الكرابيسي وأبو ثور فالحسين في حفظه وعلمه وأبو ثور لا يعشره في علمه فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط وأثنى على أبي ثور في ملازمته للسنة أ. هـ
وقال الرامهرمزي في المحدث الفاصل:
حدثنا الساجي أن جعفر بن أحمد حدثهم قال لما وضع أبو عبيد كتبه في الفقه بلغ ذلك الكرابيسي فأخذ بعض كتبه فنظر فيها فإذا هو يحتج بحجج الشافعي ويحكى لفظه ولا يسميه فغضب الكرابيسي ثم لقيه فقال مالك يا أبا عبيد تقول في كتبك قال محمد بن الحسن قال فلان وتدغم ذكر الشافعي وقد سرقت احتجاجه من كتبه وأنت لا تحسن شيئا إنما أنت راوية فسأله عن مسألة فأجابه بالخطأ فقال أنت لا تحسن جواب مسألة واحدة فكيف تضع الكتب أ. هـ
أما قول عبدالله بن الإمام أحمد كما عند الخطيب و غيره: وسألته –أي الإمام أحمد - عن حسين الكرابيسي هل رأيته يطلب الحديث فقال لا فقلت هل رأيته عند الشافعي ببغداد قال لا قال وسألت أبا ثور عن الكرابيسي فتكلم فيه بكلام سوء وسألته هل كان يحضر معكم عند الشافعي قال هو يقول ذلك وأما أنا فلا أعرف ذاك قال وسألت الزعفراني عن الكرابيسي فقال نحو مقالة أبي ثور. أ. هـ
¥