في سورة الرحمن يقول الله سبحانه وتعالى عن نساء أهل الجنة: (لَمّ يطمِثَهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم ولاَ جانٌّ) هل يسلط الجن على نساء أهل الدنيا؟
الجواب: في سورة الرحمن كما قال الأخ السائل: (لَمّ يطمِثَهُنَّ إِنسٌ قَبلَهُم ولاَ جانٌّ) {الرحمن 74} وهذه الآية تدل على ان الجن يدخلون الجنة إذا كانوا مؤمنين كما هو القول الراجح، أما دخول الكفار منهم النار فمتفق عليه بالإجماع لقوله تعالى: (قال ادخُلُوا فىِ أُممٍ قَد خَلَت مِن قبلِكُم مِنَ الجِنِ والإِنس في النَّارِ) {الأعراف 38} ويسأل يقول: هل يمكن أن يتسلط الجني على إنسية فيجامعها أو إنسي يجامع جنية؟ يقول العلماء: إن هذا ممكن، وإنه يمكن للجني أن يجامع المرأة وإنها تحس بذلك، وكذلك الإنسي يجامع الجنية ويحس بذلك.
{اللقاء الشهري 14}
http://www.alroqia.com/index.htm
هل حقا دخول الجن في جسد الانسان
بدأت العداوة بين الشيطان والانسان منذ اللحظة التي خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه
السلام، بل من قبل ذلك عندما كان آدم عبارة عن جسد، وقبل أن تنفخ فيه الروح،
فقد كان جثة هامدة من طين أتى اليه الشيطان فرآه أجوفا، فكان يدخل من فمه
ويخرج من دبره ويدخل من أنفه ويخرج من أذنه وهو أجوف. و الشيء اذا كان أجوفا
فانه يكون غير متماسكا لذا كان يقول له: ان لك لشأنا ولئن أمرت بك لأعصين،
ولئن سلطت عليك لأهلكنك. وقد ورد في صحيح مسلم عن أنس أن رسول الله عليه
وسلم قال:" لما صور الله آدم في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل ابليس
يطيف به،ينظر ما هو،فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتماسك ". وعندما نفخ
الله الروح في آدم وأسجد الملائكة له، أبي واستكبر وفضل نفسه على آدم وهو
الذي كان من أعبدهم لله، فغرته نفسه فكيف يسجد لهذا الذي خلق من طين فتعالى
على الله ولم ينفذ الأمر الذي صدر من الله له وللملائكة، فاستجابت الملائكة وعاند هو
ورفض ذلك و استحق أن يطرد من رحمة الله وأن يخرجه الله من الجنة لأنها لا يكون
فيها متكبر متعال من خلق الله.فاذا علمنا هذا، علينا أن نعلم أن الأمر لم يتوقف عند
هذا الحد،فحسب بل تعداه الى ما هو أبعد من ذلك، وهو توعده لآدم وذريته بالاغواء
والاضلال و الاحتناك، وانه سوف يأمرهم بتغيير خلق الله، وقد أمهله الله عز وجل
الي يوم البعث. ولله حكمة بالغة في ذلك، و الا فان الله قادر على أن يهلكه في
تلك اللحظة.لذا ذكر لنا الله سبحانه هذا التفصيل في قوله عز وجل (قال أرأيتك هذا
الذي كرمت علي لان أخرتن الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته الا قليلا). وفي
قوله (و لأضلنهم و لأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله
ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا). والآيات في هذا كثيرة
جدا، فالعداوة حاصلة وستستمر ببقاء الدنيا لأن الشيطان يعتقد أن سبب خروجه من
الجنة وطرده من رحمة الله انما كانت بسبب آدم وليس باستكباره واستعلاءه. فلذلك
سوف يستمر بالانتقام من ذرية آدم بعد أن كان هو سببا في خروج أبينا من الجنة.
ولو نظرنا نظرة متأمل لوجدنا أن الله ابتلى آدم بالشيطان وابتلى الشيطان بآدم حتى
تملأ الجنة بعباد الله المتقين وتملأ النار بالكفرة والمشركين والمنافقين والعاصين.
فلله في خلقه شؤون , وله الحكمة البالغة.
ولذلك نجد أن أول مسة يمس الشيطان فيها الانسان ساعة ولادته وهذا ثابت بالدليل
ففي البخاري، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ـ:"كل بني آدم يطعن الشيطان
في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم، ذهب يطعن، فطعن في الحجاب".
وفي البخاري أيضا " ما من بني آدم مولود الا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل
ارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها". والسبب في حماية مريم وعيسى أن الله
استجاب دعوة أم مريم (و اني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم). فهذا أول
ايذاء للشيطان لأي مولود يولد من ذرية آدم. فكل هذه المقدمة والاستدلالات من الآيات
الواضحات والأحاديث النبوية الثابتات انما تمهيد للموضوع الرئيس في هذا الباب وهو
تلبس الشيطان في جسد الانسان وهو ما يسمى بالصرع. وقد تكلم فيه الكثيرون من
¥