تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:08 ص]ـ

الأخ عبد الله بن خميس وفقك الله

هناك فرق بين كون الله لا يقبلها وكونها مباحة للأكل

فقد ذكرت شروط الذكاة لتعلم أن شروط الذكاة إذا انطبقت على الذبيحة جاز لأكل منها وأما كون الله لا يقبلها لأنها من مرتد فهذا حكم آخر لا دخل له بحل الأكل منها ولو علق جواز أكل لأضحية بقبول الله لها لم يجز أكلها البته حتى أضحية المسلم لأنه لا أحد يعلم هل قبل الله أضحيته أو لا. فإباحة لأكل شيء وقبول العمل شيء آخر.

وآمل أن تنقل كلام شيخ لإسلام الذي ذَكَرته في اقتضاء الصراط المستقيم لنرى ما هو قول شيخ الإسلام الذي فهمت منه ما فهمت أو أي كلام لأهل العلم يؤيد ما ذهبت إليه.

وتعبيرك عن أضحية تارك الصلاة بأنها شرك تعبير غير صحيح لأنه قد يكون نوى بالأضحية وجه الله ولم يشرك في لأضحية وإنما نوى بها التقرب إلى الله ولكنها لا تقبل منه لأنه مرتد.

وليس كل أعمال الكافرين خبيثة بل قد يكون من أعمالهم ما هو حسن ولكن لا يقبل منهم بسب كفرهم وقد يوفيهم الله أجورهم على أعمالهم الحسنة في الدنيا لقوله تعالى (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ) (هود: 15)

قوله تعالى: {نُوَفّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ} أي: أجور أعمالهم {فِيهَا}. قال سعيد ابن جبير: أعطوا ثواب ما عملوا من خير في الدنيا.

وأما يوم القيامة فإن أعمال الخير التي يعملها الكفار يحبطها الله حتى تصير بمنزلة الهباء لقوله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً) (الفرقان: 23)

وذلك بسب كفرهم لأن الكفر لا يقبل معه عمل حتى وإن كان أخلصه لله وكانت قريش يخلصون في بعض العبادات لله كالصدقة والنذر ونحوها ورثوا ذلك من بقايا دين إبراهيم عليه السلام ولكن لم تقبل منهم حتى وإن أخلصوا فيها وذلك بسبب شركهم في أعمال أخرى وكفرهم فلا يقبل عمل مع الشرك والكفر وإن كان ذالك العمل خالص.

أسأل الله أن لا يجعلنا ممن قال الله فيهم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ) (الحج: 8)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير