ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 12:54 م]ـ
هذا العقد اشتمل على جميع أركان النكاح، وليس فيه سوى الغش المتوهم، فما الذي يدرينا أن أهلها لا يوافقون على التزويج منه مرة أخرى لو علموا بالطلاق، وقد رأينا أمثالها وحضرنا موافقة أهل الزوجة بالعقد الثاني مععلمهم بالطلاق.
وإذا كان العقد قد استوفى الشروط ولم يكن وجود الغش حقيقة فلا أثر له والعقد صحيح.
وإذا كان الغش الخفي حقيقة فيستحضر ما يلي:
أولا: ليست النية شرطا في عقد النكاح ما تنعقد على مبطل للعقد وليس هنا كذلك.
ثانيا: الجهة منفكة، فحرمة الغش الذي لا يقتضي بذاته بطلان العقد جهة، وعقد انكاح وصحته جهة ثانية.
هذا ما ظهر لي والبحث للمشايخ والله أعلم.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 12:55 م]ـ
تصويب:
أولا: ليست النية شرطا في عقد النكاح ما (لم) تنعقد على مبطل للعقد وليس هنا كذلك.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[18 - 01 - 05, 07:23 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا أبا عبد البارئ على هذا التفصيل الجميل بارك الله فيكم.
وكلامكم لا إشكال فيه بحمد الله تعالى، لكن المشكل هنا: أنهم في المرة الثانية ما أرادوا نكاحًا ولكن أرادوا تكرارًا، بينما أراد الزوج التجديد، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى: أن الغش حاصلٌ؛ لأنه لم يخبرهم بحقيقة الأمر، وليس متوهَّمًا، وعلى فرض التوهُّم فالفروج لا يصح استحلالها بما قد يكون متوهمًا، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم فرّق في الرضاع بقوله: ((كيف وقد قيل)).
والمسألة لا تتعلق بالنية فقط، خاصة أن من شروط عقد النكاح وغيره من عقود المسلمين وضوح الرؤية لدى الطرفين، وإيجابهم وقبولهم في المرة الثانية مبنيٌّ على ما ظهر لهم من حال، بخلاف طلبه فهو مبنيٌّ على أمور أخرى، فهل الاختلاف في مثل هذا معتبرٌ أم لا؟
أرجو أخي الجواب لي أنا عن هذا، فهو ما يعكر عليَّ صفو المسألة ويمنعني من الجرأة على القول بالصحة، فما رأيكم أخي بارك الله فيكم؟
وجزاكم الله خيرًا، ودمتَ بخير وعافية. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 12:55 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
اعلم اخي الفاضل انها مسالة شائكة
و قد سالت احد مشائخنا الكبار ففكر مليا ثم قال
لا أدري
فعلمت وقتها انها مسالة مشكلة و شائكة
و انا في انتظار عودة مشائخنا و ان كنا اتعجل الجواب
فالله المستعان
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 01:00 ص]ـ
ما ذكره الاخ الفاضل عبد الباري حول النية
يشبه اذا حالة اذا نوي الزوج تحديد مدة الزواج و لم يعلم المراة و لا وليها بذلك
فهذه الحالة تكلم عليها الفقهاء
و ان لم اكن واهما فالاكثرين علي صحة العقد
فهل يمكننا القياس هنا
؟؟
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:13 ص]ـ
ثانيا: الجهة منفكة، فحرمة الغش الذي لا يقتضي بذاته بطلان العقد جهة، وعقد انكاح وصحته جهة ثانية.
هذا ما ظهر لي والبحث للمشايخ والله أعلم.
جزاكم الله خيرًا يا أبا عبد البارئ حفظك الله، فقد تجلى الأمر عندي الآن بالتدبر في المسألة المقتبسة من كلامكم الآن؛ لأنه حتى في حال حقيقة الغش: نعود إلى هل يقتضي ذلك فساد العقد أم لا؟ وهي مسألة مشهورة في الأصول، والراجح ما تفضلتم به، ولذا أراني الآن أرجع إلى ما يرى أخي أبو عبد البارئ حفظه الله، فهو أوجه بعد تدبُّره، وجزاك الله خيرًا أخي، وسامحني الله فيما أخطأتُ فيه، وأستغفر الله.
وأرجو أن يُعَدّ كلامي السابق والحالي من باب البحث والفائدة، ولا تأخذ به أخي، فلستُ أنا أهلاً لذلك، وقد حَذَّرْتُك وإنما أبحث معك لأنال مثلما تنال من فوائد إن شاء الله تعالى.
وعلينا أيضًا انتظار المشايخ الكرام للبحث والفائدة ..
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 02:35 م]ـ
الأخ راضي عبد المنعم
ليست هذه فتوى وإنما هي أيضا للمباحثة فقط فأرجو عرض ما كتب هنا على المشايخ والعلماء ليحكموا عليه.
الأخ سعيد السلفي:
هذه المسألة هي التي أشرت إليها - من باب الاحتراز - بالغش الذي لا يتضمن مبطلا وهي مسألة (الزواج بنية الطلاق) وقد ذكر غير واحد من الفقهاء أن النكاح صحيح لدى الفقهاء عدا أبي ثور.
وكنت قرأت بحثا مستفسضا ينقض هذه الدعوى ويحرر فيه كاتبه أنه من باب المتعة - ولا يحضرني اسمه، وقد ذكر بطلانه الشيخ ابن عثيمين في منظومته في القواعد حيث قال:
وَكُلُّ شَرْطٍ مُفْسِدٍ لِلْعَقْدِ بِذِكْرِه يُفسِدُهُ بِالقَصْدِ
مِثْلُ نِكَاحٍ قاصِدِ التَّحْلِيلِ ومَنْ نَوَى الطَّلَاقَ لِلرَّحِيلِ
لِكِنَّ مَنْ يَجْهَلُ قَصْدَ صاحِبَهْ فَالْعَقْدُ غيرُ فاسِدٍ مِنْ جَانِبِهْ
لَأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ الَّذِي أسَرّ فَأَجَرَى العَقْدَ عَلَى مَا قدْ ظَهَرْ
والله يجزيكم خيرا
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:00 م]ـ
جزاكم الله خيرًا يا أبا عبد البارئ حفظك الله.
وقد حصل لنا الآن عدة أسئلة ننتظر مشايخنا الكرام للجواب على كافة المشاركات، لنرى الصواب في المسألة، والله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وجزى الله الأخ السلفي حفظه الله على طرحه لهذا الموضوع، وجزاكم الله خيرًا، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
¥