تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصة شيبان الراعي .. !!.]

ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[15 - 01 - 05, 07:11 م]ـ

يذكر القشيري أن الإمام أحمد كان عند الشافعي، فجاء شيبان الراعي، فقال أحمد:

"أريد يا أبا عبد الله أن أنبه هذا على نقصان علمه، ليشتغل بتحصيل بعض العلوم.

فقال الشافعي: لا تفعل!!.

فلم يقنع، فقال لشيبان: ما تقول فيمن نسي صلاة من خمس صلوات في اليوم والليلة، ولا يدري أي صلاة نسيها، ما الواجب عليه يا شيبان؟.

فقال شيبان: يا أحمد! هذا قلب غفل عن الله تعالى، فالواجب أن يؤدب حتى لا يغفل عن مولاه بعد.

فغشي على أحمد، فلما أفاق قال له الإمام الشافعي: ألم أقل لك لا تحرك هذا!! ".

قال القشيري:

"وشيبان الراعي كان أميّا منهم، فإذا كان حال الأمي منهم هكذا، فما الظن بأئمتهم" الرسالة 2/ 733.


التعليق:

من الواضح اختلاق هذه القصة .. !!.
فإن الإمام أحمد من أفقه الناس، ومثل هذا الجواب الساذج لا يمكن قبوله، فضلا أن يكون حلا لهذه المسألة، دع عنك أن يكون سببا في الإغماء .. !!.
فالراعي لم يجب، بل حاد عن الجواب، لجهله وأميته، فكيف يؤدب من رفع الله عنه الإثم والحرج؟! ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) رواه ابن ماجة 1/ 659

ثم لو فرضنا جدلا أنه استحق التأديب بوجه ما، فما العمل بعد التأديب؟.
هل يصلي؟، أم يكتفى بالتأديب؟.
- إن قيل: بل يصلي. رجعنا لأصل المسألة، فقلنا: أي صلاة يصليها إذن؟.
- وإن قيل: يكتفى بالتأديب. فقد أبانوا عن جهل فاضح بأبسط مسائل الشريعة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نسي الصلاة، فليصلها إذا ذكرها) رواه مسلم 1/ 471، فالصلاة لا تسقط بالنسيان أبدا، فهذه بدهية يعرفها كل مسلم ..
فالقصة ظاهرة الاختلاق .. !!.
والعجب أنهم ما وجدوا إلا فقيها مثل الإمام أحمد ليلصقوها به، واختاروا من المسائل ما يبين ضعف علمهم بالشريعة؟؟!!!.
ولا ينفع هنا أن يقال: إنما قصدوا مقاما أعلى، وهو حال الشهود الدائم، الذي لا يتخلله نسيان، الدال على كمال التعلق بالله تعالى، وهو حال المحبين الصادقين؛ ..
فإن الإنسان مهما فعل لابد له من النسيان، واسم الإنسان مشتق من النسيان، ولذا لم يكن مؤاخذا بذلك، لا بتأديب ولا غيره. وقد حكى الله تعالى عن آدم عليه السلام فقال:
{ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} (سورة طه/115).
وهو ولي من الأولياء، بل هو أول إنسان كامل عندهم، فماذا يقولون في نسيانه مع كونه في هذه المرتبة؟.
وإذا لم يكن عجبا أن يجيب الراعي بمثل هذا الجواب لأميته، فالعجب استحسان القشيري جوابه مع علمه وبروزه في فنون الكلام والتصوف .. !!.

ـ[عارف]ــــــــ[16 - 01 - 05, 05:39 م]ـ
لا تعب بنانك أبا إبراهيم، وأرى أنه يتعين عليك تآليف نقدية من هذا النمط الرائع لأصول المتصوفة؛ فقد أحطت بما لم يحط به غيرك، ولتسلموا لمحبيكم.

ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[17 - 01 - 05, 12:35 م]ـ
جزاك الله خيرا.
أخي الكريم عارف:
التقصير حاصل، والهمة ضعيفة، والجعبة فيها نزر يسير، والله المعين.
أشكر لك حرصك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير