تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل التقى ابن تيمية وابن بطوطة? بحث جديد حول الموضوع]

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[17 - 01 - 05, 01:11 م]ـ

الإخوة الكرام أعضاء المنتدى

هذا بحث غريب بعض الشيء، وددت إطلاعكم عليه، لعل بعضكم يفرغ لدراسته أو إيضاح ما فيه من أوهام. والموضوع قديم كما تعلمون، والكاتب من كبار مؤرخي المغرب، ولديه شيء من التعصب لقومه، فهو يلتمس تصحيحاً لمزاعم ابن بطوطة عن رؤيته لشيخ الإسلام وهو يهبط من منبر دمشق.


لقاء الفقيه والرحالة
هل التقى ابن تيمية وابن بطوطة?
عبدالهادي التازي
مجلة العربي، العدد 553 (ديسمبر 2004)

أثارت المعلومة التي سجلها ابن بطوطة في رحلته عن تقي الدين ابن تيمية (1) ردود فعل كثيرة من لدن المعلقين على الرحلة بكل لسان, وخاصة منهم الذين كانوا يتتبعون يوميات الرحالة يومًا عن يوم مقارنة مع ما كتب أو عرف خارج نطاق الرحلة بحثًا عما ينفي أو يؤكد مصداقية المعلومات الواردة في الرحلة.
كان مأخذ معظم المعلقين على الأساس الذي بنيت عليه (المعلومة) أن ابن بطوطة يحكي عن مشهد رآه بعين رأسه بدمشق, على منبر في يوم من أيام رمضان سنة 726 هـ, عندما كان ابن تيمية يحدث الناس من أعلى المنبر عن موضوع نزول الله إلى سماء الدنيا.
أقول: كان المأخذ الأساس أن ابن تيمية كان أثناء ذلك التاريخ, رمضان 726هـ في السجن ولم يكن ممكنًا أن يراه ابن بطوطة آنذاك أي في سنة 726 التي جعلها كاتب الرحلة ابن جُزَي زمنًا لذلك اللقاء.
وهكذا فقد ثارت ثائرة كل الناس الذين أخذوا يسلكون كل مسلك لتبرير ما ورد في (المعلومة) التي كانت على كل حال معلومة مهزوزة!!!
تعقيبي اليوم يرتكز أولاً وأخيرًا على صنيع الكاتب ابن جُزَي وهو يتحدث عن نشاط ابن بطوطة بدمشق سنة 726 هـ مهملا أو متناسيا زيارة الرحالة لدمشق أيضا عام 727 هـ.
إن ابن بطوطة في (معلومته) عن تقي الدين ابن تيمية كان يتحدث عن زيارته لدمشق عام 727 هـ وليس عن زيارته الأولى 726 هـ, وهكذا نرى أن ابن جزي, أهمل الحديث عن الزيارة الثانية للرحالة المغربي, وأبدلها خطأ بزيارة خيالية لابن بطوطة لجنوب فارس: أصفهان وشيراز!!
وكان الذي نبّهني إلى ذلك الخطأ الفادح الذي وقع من الكاتب ابن جزي هو وجود تأليف يتعلق بالحديث الشريف, مكتوب بخط ابن بطوطة نفسه عام 727هـ بدمشق, بالمدرسة العزيزية, نسخة لصديقه الشيخ علي السخاوي المالكي الذي كان تعرّف عليه ضمن علماء دمشق! (ج1 ص 214. ج4 ص 316).
ذلك التأليف يحمل اسم (المفهم لما أشكل من تلخيص حديث مسلم) لأبي العباس أحمد بن عمر الأنصاري القرطبي دفين الإسكندرية عام 656هـ - 1358م.
فبمناسبة الزيارة الثانية التي قام بها ابن بطوطة لدمشق حيث كانت له بها - كما نعلم - زوجة ستنجب ولدًا, كان يبعث له الرحّالة من الهند بمساعدات مالية (ج4, ص 316) ....
بتلك المناسبة وجد من الوقت ما يسمح له بانتساخ بعض أجزاء (المفهم) (2).
فمع وجود ابن بطوطة بدمشق عام 727 هـ, هل هناك ما يمنع من حضوره بجامع دمشق مجلس تقي الدين ونقله لمعلومة لم نقرأها في كتاب من الكتب التي تناولت حياة ابن تيمية ... ?

معلومة فريدة
هذه (المعلومة) الفريدة والممكنة جدا تتلخص في أن والدة ابن تيمية تعرضت للملك الناصر, وشكت إليه, فقام بإطلاق سراحه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية, وكنت إذ ذاك بدمشق فحضرت مجلسه ... ويفسر لنا قولة ابن بطوطة ثانية ماورد في الدرر الكامنة (ج1. ص164) من أن ابن تيمية عام 705 هـ نزل من المنبر درجتين.
فمع تأكدنا من أن ابن بطوطة كان بدمشق عام 727 هـ, ومع عدم ما ينفي تدخل والدته من أجل العفو عن هذا الرجل الذي ظل ضيفًا مستديمًا على السجون, هل لا يمكن أن نجعل من الرحلة مصدرًا معاصرًا شاهدًا لوجود فترة سراح أخرى كان يتمتع فيها ابن تيمية بحريته, قبل أن يصدر الأمر في الأخير بتاريخ تاسع جمادى الآخرة عام 728 هـ = 25 أبريل 1328م بتجريده من كتبه وأدواته وقلمه قبل أن يدركه أجله في السجن ليلة الاثنين 20 ذي القعدة 728 هـ = 26 - 27 سبتمبر 1328م? بمعنى أن ابن تيمية كان أثناء زيارة ابن بطوطة ثانية لدمشق عام 727هـ, كان يتمتع بحريته, وأنه عاد إلى نشاطه.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير