تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول ايضا المستشرق نلسون: «لقد اخضع سيف الاسلام شعوب افريقيا وآسيا شعبا بعد شعب. (انظر التبشير والاستعمار، خالدي فروخ، ص 41)، فهم بهذه الفرية يصورون الاسلام بأنه يقوم على القهر والغلبة وانه يعمل على فرض نفسه على الناس بالقوة. وهدفهم من ترويج هذه الفرية هو ان يزرعوا في نفوس ابناء المسلمين الذين لم يبق لهم من الاسلام الا اسمه،ان آباءهم واجدادهم دخلوا الاسلام مكرهين خوفا من سيوف المسلمين، وما دام لا خوف منها اليوم فلا حاجة الى الاسلام بل عليهم بدين اليهود والنصارى دين السلام والراحة والتسامح على حد زعمهم.

ولكن يجاب على هذه الشبهة بما يلي:

1 - ان دعوى المستشرقين بان الاسلام استخدم السيف وسيلة لارغام الناس على الدخول فيه دعوة باطلة، لان الاسلام انتشر بمبادئه وتعاليمه السامية، تلك المبادىء التي تقوم على الحجة والاقناع وتخالف ما جاد به المستشرقون وتلامذتهم، فالله تعالى يقول: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} سورة البقرة (256).

يقول ابن كثير في تفسيره: «اي لا تكرهوا احدا على الدخول في دين الاسلام فانه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج الى ان يكره احد على الدخول فيه، بل من هداه الله للاسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بيّنه، ومن اعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فانه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا (تفسير ابن كثير ج،1).

فمن هذا يتبين لنا ان قول المستشرقين يتعارض مع مبادىء الاسلام الاساسية، وهذا ما يدل على فساد قولهم.

2 - ان الاسلام قد نعى على المقلدين الذين ساروا على طريق الآباء والاجداد وتركوا حرية التفكير، حيث قال سبحانه وتعالى: {واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا آولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون} سورة البقرة، (170).

فاذا كان هذا موقف الاسلام من حرية الفكر، فهو يطالب باستعمال العقل وينعى على المقلدين، فكيف به يرضى بالاكراه؟!!

3 - ان واقع الاسلام يخالف هذه الفرية الباطلة:

ذلك لان قادة الفتح الاسلامي كانوا يخيرون اصحاب البلاد المفتوحة بين امور ثلاثة: اما قبول الدعوة الاسلامية او دفع الجزية، او القتال لمن ابى، فكانت الدعوة تسبق القتال.

ثم ان الاسلام قد انتقى السيف، لا ليكره احدا على الاسلام، ولكن ليكفل عدة اهداف، كلها تقتضي الجهاد، فهو حمل السيف ليقيم نظاما آمناً يأمن في ظله اصحاب العقائد جميعا ويعيشون في اطاره خاضعين له، وان لم يعتنقوا عقيدته.

فكان لا بد من السيف لازالة الحواجز والعقبات التي تقف في وجه الدعوة الاسلامية، ايا كانت هذه العقبات اقتصادية او سياسية او بشرية.

وفي ذلك يقول الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة التونسي: «لم تكن الدعوة الاسلامية الزاما، ولكنها ايقاظ وتنبيه وتوجيه وارشاد تأخذ بالناس الى طريق الخير والهداية بعد ان تملأ عقولهم اقناعا وقلوبهم ايقانا، وهي في نفس الوقت تكفل لهم حرية المعتقد والسلوك،ولو ان الاسلام انتشر بالسيف لما سمح لاصحاب الديانات ان يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية تامة (انظر: مفتريات حول الاسلام، احمد محمد جمال،)

والى لقاء آخر نستكمل فيه الردّ على هذه الشبهة،وهي انتشار الاسلام بالسيف.

http://www.sawt-alhaq.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=866

ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 01 - 05, 05:43 م]ـ

المشكلة أن كثيرا من الذين ينكرون هذه المقولة يتوصلون بذلك - رغبة منهم في رضا اليهود والنصارى عنهم - إلى معان باطلة جدا، من أخطرها إنكار جهاد الطلب مطلقا.

فهم يقولون:

المسلمون في زمن الفتوحات كانوا يدافعون عن الدولة الإسلامية الوليدة، أمام الامبراطوريتين المتغطرستين.

وهذا فضلا عن كونه غير صحيح تاريخيا، فهو يؤدي إلى القول بأن المسلمين لا يجاهدون لنشر الإسلام، وإنما فقط للدفاع عن الإسلام.

وهذه باقعة من بواقع العصريين، لا نطيل الكلام في ردها.

وأما القول بأن المسلمين في فتوحاتهم كانوا يقاتلون لإزالة الموانع أمام نشر كلمة التوحيد، ويقصدون بالموانع الحكام المتسلطين على رقاب الشعوب كما في حالة مصر التي كانت محكومة من طرف الرومان، فهو غير صحيح بهذا الإطلاق، ولا يستقيم في بلاد كثيرة منها بلاد المغرب والأندلس مثلا، ومنها بلاد ما وراء النهر حتى تخوم الصين.

ثم إننا نحتاج إلى دليل تاريخي صريح يدل على أن أقباط مصر قد ساندوا المسلمين في حربهم. غاية الأمر أنهم قد بقوا على الحياد.

والمقصود، أن جهاد الطلب مشروع كما لا يخفى على مسلم، وهذا النوع من الجهاد هو عينه المسمى عند الغربيين والمتغربين من بني جلدتنا بنشر الدعوة بالسيف.

فإنكار هذه المقولة يفضي في إذهانهم إلى إنكار هذا النوع من الجهاد.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير