ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 06:46 م]ـ
لا يلزم من قولي ما فهمه الشيخ البشير،
أولا لازم القول ليس بلازم، إلا ما جاء في الكتاب والسنة فلازمهما لازم.
ثانيا إن القول بأن الإسلام انتشر بالسيف، سيفضي بنا إلى القبول بالقول بالإكراه في الدين، وأن الناس دخلوا في الإسلام خوفا من السيف، وهذا غير صحيح من وجوه:
أولا: إن آية "لا إكراه في الدين" محكمة غير منسوخة على الصحيح،
فتكون جملة إنشائية: أي لا تكرهوا الناس على الدين،
أو تكون جملة خبرية: أي أنه لا يتصور أن يكون هناك إكراه، ولو كان ذلك مع الرغبة فيه، لأن القلوب لا سلطة للإنسان عليها، فقد ينطق الكافر بالشهادتين وقلبه مطمئن بالكفر، ولا يمكن أن تعرف ما بداخله، وإنما لنا ظاهره، إذن قد يظهر الإيمان خوفا من السيف، ويبطن الكفر.
ثانيا: إن حديث ابن عمر "أمرت أن أقاتل الناس .... " يراد منه مشركو العرب بدليل:
1. رواية النسائي: أمرت أن أقاتل المشركين حتى يشهدوا ... "
2. قوله تعالى في سورة الفتح: قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون" وهم مشركوا العرب، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمع في الجزيرة دينان" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
3. حديث ابن عمر هو مصداق قوله تعالى في سورة التوبة:
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم.
إذن فإن مشركي العرب هم الذين كانوا مقصودين من الآيتين. وهذا جلي جدا.
فإن قال قائل هذا غير جلي؟؟؟
قلت: هَبْ أن نصرانيا قال لنا: لا أريد أن أقاتل، ولا أريد أن أسلم، لكن سأعطي الجزية!!!
كان فرضا علينا قبول الجزية، بدليل آية الجزية وحديث بريدة في صحيح مسلم وبالإجماع المنعقد على ذلك، ومن هنا نرى أن كلمة "الناس" في حديث حديث أمرت أن أقاتل الناس ... " لفظ عام يراد به الخاص.
ثانيا: لماذا بقيت كل تلك الدول التي فتحها المسلمون مسلمة بحمد الله، لاستقرار الإيمان في قلوبهم، واقتناعهم به. ولو كان مخافة السيف لارتدوا بعد زوال شوكة المسلمين.
نعم لقد قاتل المسلمون على ثغور كل من وقف في وجه الدعوة إلى الله، وحال بين المسلمين الفاتحين وعامة الناس. وتجييش الجيوش وإعداد العدة سنتنا وديننا، لكن الهدف من ذلك هو إخراجهم من الظلمات إلى النور، واسمع إلى رسول الله:
وقد سأله عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه بعد ما اختاره لحمل الراية: (يا رسول الله! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال (انفذ على رسلك. حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام. وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) .. .
دفع شبهة:
لا شك أن جهاد الطلب ثابت بالكتاب والسنة وواقع المسلمين في عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولا ينكر ذلك إلأ من ليس له مقدار ذرة من فقه،
والله سبحان يقول" ولا تهنوا في ابتغاء القوم، إن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون، وكان الله عليما حكيما" وهذه من أوضح الآيات في مشروعية جهاد الطلب،
فأرجو من الشيخ البشير أن يطمئن قلبه، لم نقل ما قلناه طلبا لرضى المستشرقين والعياذ بالله، وإنما بعد نظر في النصوص وتمحيص فيها
ولسنا ممن ينكر جهاد الطلب، فلتنم قرير العين _ابتسامة_
نسأل الله الثبات
مصطفى
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[20 - 01 - 05, 09:49 م]ـ
]]] قال ابن القيم: ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف وكثير من الجهلة يظن أنه يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أن الدين إنما قام بالسيف وهذا جهل قبيح من وجهين: أحدهما: أن المحفوظ أنه صلى الله عليه وسلم توكأ على العصا وعلى القوس
الثاني: أن الدين إنما قام بالوحي وأما السيف فلمحق أهل الضلال والشرك ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب فيها إنما فتحت بالقرآن ولم تفتح بالسيف.
زاد المعاد (1/ 190) [/ SIZE][/SIZE][/COLOR]
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 10:22 م]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[21 - 01 - 05, 01:22 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم
بارك الله فيكم وفي ردودكم ...
معذرة اخوتي على التأخر في شكركم فإني لم أتمكن من فتح هذه الصفحة الا في هذا اليوم المبارك
... وان كان ثمت روابط قيمة عن هذا الموضوع على الانترنت فدلونا عليها جزاكم الله خيرا,
لان المكتبات التي حولنا فقيرة ولا حول ولا قوة الا بالله.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 12:31 ص]ـ
يبدو أن من يرفض هذا القول مطلقا يظن أنه يتعارض مع قوله تعالى {لا إكراه في الدين}
وللتوفيق بينهما يقال:
انتشر الإسلام في (الدول) بالسيف
ولم ينتشر الإسلام بين (الأفراد) بالسيف
ومن أنكرها مطلقا يرد عليه بفتح الهند وإفريقية ...
ومن قبلها مطلقا يرد عليه بالآية
ولتوكيد الأمر يقال:
لو دخل (الأفراد) في الإسلام بالسيف لخذلوا الإسلام ونصروا الكافر في أي فرصة تلوح لهم فلماذا ضحوا بأنفسهم في سبيله وقاتلوا أعداء الله من أجله؟
هذا ما بدا لي
والله أعلم
¥