وَقَالَ غَيْرُهُ: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الْمُسْلِمِينَ الْمَأْسُورِينَ عِنْدَ أَهْلِ الْكُفْرِ يَمُوتُونَ عَلَى ذَلِكَ أَوْ يُقْتَلُونَ فَيُحْشَرُونَ كَذَلِكَ، وَعَبَّرَ عَنِ الْحَشْرِ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ لِثُبُوتِ دُخُولِهِمْ عَقِبَهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انتهى
قلتُ: والقول الأخير " ضعيف ". والله أعلم.
وينظر: الحلية 8/ 307.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 11 - 05, 10:52 ص]ـ
http://www.islammemo.cc/filz/PrintNews.asp?IDnews=600
أو
http://www.almoslim.net/figh_wagi3/print_F.cfm?id=637
مفكرة الإسلام
www.islammemo.cc
تصدير الحضارات على ظهور الدبابات
من الشبه التي تثار على دين الإسلام بين فينة وأخرى هو أنه دين أُجبر الناس على اعتناقه بحد السيف، وقد كتب علماء الإسلام ومفكروه في رد هذه الفرية ما يكفي.
وحسب القارئ الكريم أن يعلم أن الإسلام رغم الاستضعاف الذي نزل بأهله في هذه الأزمان هو أكثر الديانات انشاراً وفقاً للإحصائيات، وأنى لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو رجل واحد بين أمم أهل الكتاب والمجوس والمشركين أنى له أن ينشر دعوته بالسيف بينهم، بل كيف يفعل ذلك أتباعه في أول أمرهم ولم يزل الأمر بكف الأيدي عن القتال يتنزل على رسولهم صلى الله عليه وسلم قبل فرضه، نعم فرض القتال بعدُ ولكن ما كان لينتشر في أول أمره ولاحقه إن لم تكن لدعوته مقومات القبول والانتشار عند الناس. وإذا تأملت تلك الملاحم التي حدثت في عهد النبوة وقريب منها وجدت أن عسكر الإسلام وجند القرآن هم الأقل عدة وعدداً ومع ذلك فقل أن تكون دائرة إلاّ لهم وهذا يفيد بأن سبب نصرهم أمر زائد على حد السيف.
وقد دخل الإسلام أقطار آسيا الشرقية وغيرها من الأمم الأوربية مع أنه لم يصل إلى تلك الأصقاع جنود وعساكر! ولعلك اليوم لاتجد دولة في أرض الله ليس فيها مسلم. بل قد عهد في التاريخ الإسلام أمراً عجباً لعله لم يعهد في تاريخ الديانات الأخرى وهو دخول الغزاة المتغلبين على المسلمين في دين الله أفواجاً كما حصل أيام الغزو التتري على بلاد المسلمين.
وأنبه هنا إلى أن المسلمين لاينكرون أهمية السيف والقتال بل هم يعلمون أن القتال فريضة مكتوبة عليهم مع أنه كره كما قال الله تعالى: [كتب عليكم القتال وهو كره لكم]، وهذا الجهاد قد يكون لحماية نفوذ الدولة المسلمة ورد الصائلين عليها، كما قد يكون لأجل تبليغ الدين إلى الأمم والشعوب التي حال ساستها دون بلوغ دعوة الحق إلى أهلها، فأهل الإسلام يرون أن استنقاذ تلك الشعوب من الجهل والظلام والبعد عن الهدي واجب مناط بهم وإن أزهقت في سبيل ذلك أرواحهم مع أرواح الطغاة الحائلين بين الحق وعموم الناس، وكم من دواء قد كان مراً.
وهذان النوعان من الجهاد هما اللذان يسميهما فقهاء الإسلام بجهاد الدفع وجهاد الطلب.
أما جهاد الدفع فلا يكاد يعارضه معارض بل هو غريزة جبل الله جميع الحيوانات عليها إذ إن البشر كافة متفقون على دفع الصائل الذي يهاجمهم وعلى الدفاع عن أنفسهم في حال مهاجمة الآخر لهم وسعيه لأخذ أموالهم أو التعدي على أعراضهم أو استعمار بيوتهم
وأما جهاد الطلب يعنى الابتداء بفتح البلدان فمن شرطه عند أهل الإسلام أن يكون في سبيل الله، لأجل إعلاء كلمة الله والتي لايعوز أهل الإسلام إثبات أنها الأصلح والأجدر بالسيادة، فجهاد الطلب لايشرع في قانون الإسلام لأجل تحصيل مصالح دنيوية أو مكاسب مادية باستغلال ثروات الشعوب وطاقاتها أو التعدي على حرماتها أو إذلال أهلها، وقد تُوعد من قاتل مع المسلمين فغل شملة بالنار، وقد سئل نبينا صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، والرجل يقاتل حمية، فبين أن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الذي في سبيل الله. وقد حذر علماؤنا رحمهم الله كما حذرت نصوص الشريعة من إرادة الإنسان بعمله الدنيا. ولهذا وغيره لايبادر أهل الإسلام بالقتال قبل أن يُعرض منهجه ويُدعى إليه، فإن رضيه الآخر كان أخونا له مالنا يحرم دمه وعرضه وماله فمن قال لاإله إلا الله فله حق الإسلام، وإن لم يرضه ولكنه أذعن لحكمه ولم يحل دونه ودون بلوغه غيره فهو في ذمة الله التي يتوجب على المسلم حفظها ورعايتها.
¥