[شرح كتاب الأربعين النووية للعلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز قدس الله روحه]
ـ[اسد الصمد]ــــــــ[27 - 01 - 05, 07:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه درة من درر سماحة شيخنا الإمام شيخ الإسلام أسد الرحمن وناصر السنة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى وغفرله وجمعنا الباري جل جلاله به في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء
آمين
كتاب
شرح الأربعين حديثاً النووية
شرح
سماحة الشيخ العلامة الإمام
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته
وإليكم يا أحبابي مصدر هذا الشرح
هو عبارة عن شريط واحد من إصدار دار الإمتياز للنشر والتوزيع
والأن أترككم مع روضه من رياض العلم و مع أحلى نسيم وأجمل عبق ياسمين ومسك
الجزء الأول
قال الشيخ العلامة رحمه الله تعالى
المقدمة
هذه الأربعون النووية أحاديث عظيمة من جوامع الكلم وهي اثنان وأربعون حديثا وكملها ابن رجب رحمه الله الحافظ بثمانية فصارت خمسين من جوامع الكلم.
هي أحاديث عظيمة مهمة من جوامع الكلم جدير بأن تحفظ جدير بحق الطلبة أن يحفظوها لأنها مهمة ومفيدة جدا.
الحديث الأول
أولها وأعظمها من جهة المعنى هذا الحديث الأعمال بالنيات حديث عمر بن الخطاب الفاروق الخليفة الراشد الثاني ثاني الخلفاء المتوفى سنة ثلاث وعشرين من الهجرة في ذي الحجة شهيدا رضي الله عنه.
وهو أفضل الصحابة بعد الصديق رضي الله عنهم.
يقول أنه سمع النبي صلى الله علية وسلم يقول (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرى ما نوي)
هذا حديث عظيم
قال بعض أهل العلم أنه نصف الدين لأن الشرع نصفان نصف يتعلق بالقلوب ونصف يتعلق بالظاهر
وهذا يتعلق بالقلوب
والشرائع الأخرى تتعلق بالظاهر الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك يتعلق بالظاهر مع ما في القلوب.
وهذا يتعلق بالقلوب وأنه هو الأساس.
ما في القلب هو الأساس لو صلى وهو ما ينوي الصلاة أو صام وهو ما ينوي الصيام أو زكي وهو ما نوى الزكاة أو حج ولا نوي الحج أوقع الأعمال بغير نية وغير ذلك ما يسير ما تصير عبادة
لا بد من النية إنما الأعمال وهذا حصر إنما الأعمال بالنيات.
وله شواهد لكنه حديث فرد لكن له شواهد مثل حديث (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية) ذكر النية.
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلى صوركم و إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) أدلة كثيرة تدل على عظم شأن القلب وما يتعلق بالقلب
لكن هذا الحديث مفرد خُص بهذا (إنما الأعمال بالنيات) يعنى صحة وفسادا وقبولا ورداً وعظم الثواب وقلة الثواب حسب ما في القلوب من الإخلاص لله والصدق والرغبة في ما عند الله وما يترتب على ذلك.
(وإنما لكل إمرى ما نوي): ليس له إلا ما نوي فمن نوي بعبادته وجه الله فله ما نوي وإن نوي رياء الناس فله ما نوي وهذا يوجب الإخلاص في الأعمال وأن المؤمن يلاحظ قلبه في كل أعماله إذا صلى،إذا صام، إذا أتبع جنازة، إذا عاد مريض، إذا باع وأشترى إلى غير ذلك يكون له نية صالحة في تصرفاته وأعماله يريد وجه الله والدار الآخرة يريد ما أحل الله وترك ما حرم الله يريد الأجر في كذا وكذا وهكذا.
يعنى إذا أتبع جنازة يريد الأجر لا رياء ولا سمعة يصلى يريد وجه الله يصوم يريد وجه الله يؤدي الزكاة يريد وجه الله إلى غير ذلك.
قال بعض أهل العلم أنه شطر الدين كما تقدم.
والشطر الآخر حديث عائشة (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) (من عمل عملاً ليس علية أمرنا فهو رد) فهذا يتعلق بالأمر الظاهر والحكم الظاهر وأنه لا بد من موافقة الشرع.
فالدين ينقسم قسمين:
قسم يتعلق بالنية وهو في حديث عمر رضي الله عنه.
وقسم يتعلق بالظاهر ويتعلق بحديث عائشة وما جاء في معناها مما يتعلق بالتحريم من البدع وأنه لابد من أن تكون الأعمال على وفق الشرع.
شرط العمل أمران أن يكون لله، وأن يكون موافقا للشرع.
الذي لله داخل في شهادة أن لا إله إلا الله.
والذي موافق للشرع داخل في شهادة أن محمد رسول الله.
فلا بد أن يكون العمل أن يكون موافقا لـ لا إله إلا الله وموافقا لشهادة أن محمد رسول الله.
يكون فيه الإخلاص ويكون فيه الموافقة للشرع.
¥