[الخشوع في الصلاة: بين الوجوب والندب.]
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[31 - 01 - 05, 12:51 ص]ـ
من كتاب: (الخشوع في الصلاة حقيقته و أسبابه)
بحث أعده
أبو عبد الله الخطيب
بأشراف الدكتور / إبراهيم السيسي:
(والنقل ليس بالضرورة يعبر عن رأي)
حكم الخشوع
· هل هو من فرائض الصلاة أو من فضائلها ومكملاته؟
هناك من العلماء من قال بوجوب الخشوع في الصلاة. ومنهم من قال: بل هو من فضائل الصلاة ومكملاتها.
فممن قال بوجوبه: الإمام الغزالي في الإحياء وتابعه فريق من العلماء، و قال بوجوبه ابن حامد من أصحاب الإمام أحمد، وروي عن الإمام أحمد روايتين، وقال بوجوبه ابن تيمية.
وقال الإمام النووي وابن حجر أنه من سنن الصلاة
وجعله الرازي شرط صحة لا شرط قبول. وفصل القول الإمام ابن القيم في مدارج السالكين.
وفي هذا الفصل سوف نتعرض لأدلة كل منهم، والرأي الراجح من هذه الأقوال.
أ- أدلة القائلين بوجوب الخشوع:
1. {أفلا يتدبرون القرآن} (النساء: 82). والتدبر لا يتصوّر بدون الوقوف على المعنى.
2. {أقم الصلاة لذكري} (طه: 14). والغفلة تضادّ الذكر، ولهذا قال: {ولا تكن من الغافلين} (الأعراف: 205).
3. إنَّ حركة اللسان غيرُ مقصودة؛ بل المقصود معانيها.
4. ما روي عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) مسندا: «إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له سدسها ولا عشرها، وإنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها».
5. عن معاذ بن جبل: من عرف من على يمينه وشماله متعمداً وهو في الصلاة فلا صلاة له".
6. عن الحسن رحمه الله: " كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع ".
7. وقال عبد الواحد بن زيد: " أجمعت العلماء على أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل ".
(انظر تفسير الرازي أول المؤمنون المسألة السابعة) هذه غالب أدلتهم ولمزيد من الإيضاح أنقل:
قول ابن تيمية في الفتاوى: قال – رحمه الله -:
" فقد قال الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين. كقوله- تعالى-: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} وقوله –تعالى-: {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه}. فقد دل كتاب الله _عز وجل _ على من كبر عليه ما يحبه الله أنه مذموم بذلك في الدين، مسخوط منه ذلك. والذم أو السخط لا يكون إلا لترك واجب أو فعل محرم. وإذا كان غير الخاشعين مذمومين، دل ذلك على وجوب الخشوع. فمن المعلوم أن الخشوع المذكور في قوله – تعالى – {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} لابد أن يتضمن الخشوع في الصلاة. فإنه لو كان المراد الخشوع خارج الصلاة لفسد المعنى. إذ لو قيل: إن الصلاة لكبيرة إلا على من خشع خارجها ولم يخشع فيها. كان اقتضى أنها: لا تكبر على من لم يخشع فيها، وتكبر على من خشع فيها وقد، انتفى مدلول الآية. فثبت أن الخشوع واجب في الصلاة. ويدل على وجوب الخشوع فيها أيضا قوله – تعالى -: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون * والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} أخبر- سبحانه وتعالى-: أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة. وذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم. وقد دل هذا على وجوب هذه الخصال. إذ لو كان فيها ما هو مستحب، لكانت جنة الفردوس تورث بدونها، لأن الجنة تنال بفعل الواجبات دون المستحبات، ولهذا لم يذكر في هذه الخصال إلا ما هو واجب. وإذا كان الخشوع في الصلاة واجباً. فالخشوع يتضمن السكينة والتواضع جميعا. ومنه حديث عمر - رضى الله عنه - حيث رأى رجلا يعبث في صلاته. فقال: " لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه" أي: لسكنت وخضعت ".
وقال – رحمه الله – مفصلا نصيب الخاشعين:
¥