تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اسماء الله الحسنى والأثر السلوكي]

ـ[تيماء]ــــــــ[01 - 02 - 05, 12:15 ص]ـ

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين الموصوف بصفات الجلال و المنعوت بنعوت الجمال والذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير , والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن طعم الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" أخرجه البخاري ومسلم.

والحب وليد المعرفة فالإنسان عدو ما يجهل , ولا تتأتى حقيقة الحب إلا بمعرفة صفات المحبوب , وتزداد هذه المحبة رسوخا إذا خلا المحبوب من العيوب.

و يحصل الخلل في حياتنا حين لا ندرك معاني أسماء الرب تعالى وفهم مدلولاتها ومتعلقاتها.

لذلك عرفنا الله عليه في كتابه الكريم بذكر اسماءه وصفاته وأفعاله فلا تكاد تخلو أحدى صفحات القرآن من ذكر صفة أو صفتين أو أكثر من صفات الرب عز وجل , وما ذلك إلا لترسيخ هذه المعرفة التي يتولد من خلالها الحب.

قال تعالى: " قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى "سورة الإسراء:110

كما قال تعالى:" وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " سورة الاعراف:180

والدعاء هنا يقصد به أمران هما دعاء المسألة والطلب ودعاء الثناء و العبادة , ففي دعاء المسألة والطلب قال تعالى: " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " غافر:60 , ومعنى دعاء الطلب والمسألة أن تقدم بين يدي دعاءك من أسماء الله ما يكون مناسبا للمطلوب , قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا إليه بذلك الاسم ومن تأمل أدعية الرسل وجدها مطابقة لهذا) كدعاء رب أغفر وارحم وأنت خير الراحمين.

ودعاء الثناء و العبادة أن تمجده وتثني عليه بها وأن تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء فتتوب لأنه التواب وتخشاه في السر لأنه اللطيف وهكذا.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن لله تسعًا وتسعين اسمًا مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة " البخاري ومسلم.

وحقيقة الاحصاء المقصود ليست الحفظ والعد فقط بل هي على مراتب:

1 - احصاء هذه الاسماء وعدها.

2 - فهم معانيها ومدلولاتها.

3 - سؤال الله سبحانه وتعالى بها والثناء عليه بها.

مع أول الاسماء

هل أنت خائف؟

الخوف هو الذعر والفزع وضده الأمن والطمأنينة , و لدى علماء النفس: هي حالة أنفعالية داخلية يشعر بها الفرد في بعض المواقف.

ويتولد هذا الشعور لدى الإنسان نتيجة توقعه فوت محبوب أو وقوع مكروه.

وقد عني القرآن بهذا الإنفعال النفسي لدى الإنسان فذكره في مواطن كثيرة بمترادفات عديدة منها الفزع والوجل والخشية والرهبة والرعب والهلع والوجس والروع والفرق والأشفاق والجزع ذامًا أو مادحا حسب مقتضى الحال والسبب الباعث على الخوف.

قال تعالى: "إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا " المعارج: 19,20.

اسم الله المؤمن:

الإنسان في بحثه عن الأمان والطمأنينة يلجأ لمن يعتقد فيه القدرة على منحه هذا الأمان ويوفر له الطمأنينة , وتتولد الطمأنينة لدى الإنسان من خلال معرفته باسم الله المؤمن والذي يدور حول معنين هما التصديق والأمان.

قال تعالى: " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ " الحشر 23.

وقد قال الله تعالى على لسان أبناء يعقوب في كتابه المبين: " قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ " سورة يوسف: 17.

والمعنى أي ما أنت بمصدق لنا ما نقوله ولو كنا صادقين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير