تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف؟!!!]

ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[04 - 09 - 02, 01:31 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبلينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:

:

قال الحاكم: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس بن أبي إسحاق أنه أصحهما قول الله عز وجل وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون الآيات فقال أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال:

ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابي فأكرمه

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعهدنا ائتنا. فأتاه الأعرابي

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حاجتك فقال ناقة برحلها وبحر لبنها أهلي – هكذا في المستدرك وفي ابن حبان ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلي –

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل

فقال له أصحابه: ما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله

فقال: إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق

فقال لبني إسرائيل: ما هذا؟

قال فقال له علماء بني إسرائيل: إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا

فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف؟

فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل.

فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف

قالت: لا والله حتى تعطيني حكمي

فقال لها: ما حكمك

قالت: حكمي أن أكون معك في الجنة. فكأنه كره ذلك

قال فقيل له: أعطها حكمها فأعطاها حكمها- في رواية ابن حبان فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها - فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت: لهم انضبوا هذا الماء فلما أنضبوا

قالت: لهم احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار}

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي

ورواه ابن حبان

فوائد من القصة

1 - تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث انه كان ينزل بمن لا يعرف ولا يذكر فهذا الأعرابي لو كان من رجالات العرب لذكر اسمه ومن أمثلة تواضعه صلى الله عليه وسلم

أن أنس رضي الله عنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال:"كان صلى الله عليه وسلم يفعله "

وكان صلى الله عليه وسلم يقول:" آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد "

وكان صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبر بطنه صلوات ربي وسلامه عليه والأمثلة كثيرة

2 - رد الجميل لأهله حيث أن المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه عندما أكرمه هذا الأعرابي أراد أن يرد له الجميل وذلك بأمرين الأول دعوته لزيارته حيث قال له: " أتنا تعاهدنا " والثاني إكرامه بقوله:" سل حاجتك "

وقد حثنا الرسول الكريم على رد الجميل والمعروف لأهله في أحاديث وبين لنا ماذا نصنع إذا لم نكن نملك الرد المادي فقال صلى الله عليه وسلم:" ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه ... فإن لم تجدوا فادعوا الله له حتى تعلموا أن قد كافأتموه " أبو داود

وفي الطبراني الكبير:" ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى يرى أن قد كافأتموه "

فهذا الحديث يحثنا على رد المعروف وإذا لم نستطع فيكون الرد عن طريق الدعاء لمن أسدى لنا المعروف

وفي الحديث الأخر قال صلى الله عليه وسلم:" من أولي معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن كتمه فقد كفره "

3 - خطورة التفريط بالأوامر الشرعية التي كلف الله بها عبادة وخطورتها راجعة إلى الأمة اجمع فأنظر إلى الأثر الذي ترتب على بني إسرائيل لتركهم العهد الذي عليهم تجاه نبي الله يوسف انه بقاء الأمة في العذاب وعدم الهداية إلى طريق الخلاص من عذاب فرعون وتأمل أن هذا كان مع وجود القائد المصلح نبي الله موسى فالخلل قد لا يكون من عدم وجود القائد بل من عدم استجابة الأمة

فكم من عهد وعهد نقضته الأمة الإسلامية اليوم وبعد هذا تريد الخروج من هذا التيه قبل إصلاح علاقتها مع ربها هيهات هيهات " إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير