والعادة قد تخرق بأن يسمع الأدنى خطاب الأعلى، كما سمع سارية خطاب عمر يا سارية الجبل، يا سارية الجبل.
ويجوز خرق العادة بالعكس.
لكن إثبات هذا في حق معين لا يكون إلاَّ بحجَّة تدلُّ على وقوع ذلك في حقه ".
- وقد تقدَّم أيضاً نقلٌ عن الشيخ الإمام ابن تيمية في موضوع آخر على هذا الرابط: ((اضغط هنا)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=151337#post151337)
- ولا بأس بإعادته للمناسبة:
- قال الشيخ الإمام أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله [كما في مجموع الفتاوى: 13/ 92 - 93] ضمن كلامه على أحوال الشياطين والجن مع الناس: "وتارة يأتون إلى من هو خال في البرية، وقد يكون ملكاً، أو أميرا كبيرا، ويكون كافرا، وقد انقطع عن أصحابه وعطش وخاف الموت، فيأتيه في صورة إنسي ويسقيه، ويدعوه إلى الإسلام ويتوبه، فيسلم على يديه، ويطعمه، ويدله على الطريق.
ويقول: من أنت؟
فيقول: أنا فلان ويكون في موضع!
كما جرى مثل هذا لي كنت في مصر في قلعتها.
وجرى مثل هذا إلى كثير من الترك من ناحية المشرق، وقال له ذلك الشخص: أنا ابن تيمية!
فلم يشك ذلك الأمير أني أنا هو، وأخبر بذلك ملك ماردين، وأرسل بذلك ملك ماردين إلى مصر رسولاً، وكنت في الحبس، فاستعظموا ذلك!
وأنا لم أخرج من الحبس، ولكن كان هذا جنيَّاً يحبُّنا، فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم لما جاؤوا إلى دمشق، كنت أدعوهم إلى الإسلام، فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسَّر.
فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، وأراد بذلك إكرامي، ليظنَّ ذاك أنِّي أنا الذي فعلت ذلك.
قال لي طائفة من الناس: فلم لايجوز أن يكون ملكا ً؟
قلت: لا إن الملك لا يكذب، وهذا قد قال أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك".
- فلم ينكر ابن تيمية احتمال كون المتصوِّر بصورته ملكاً، لعدم المانع الشرعي للتصوُّر والمخاطبة من حيث الأصل، لكن لشيءٍ خارجٍ عنه.
- تنبيه: وإمكان رؤية الملائكة (لبعض الناس) لا يقتضي حصول نوعٍ من الوحي؛ لأنَّ الوحي قد انقطع بوفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
- يتبع إن شاء الله ...
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[15 - 04 - 05, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ أبي عمر السمرقندي
ونفع الله بكم ان شاء الله ننتظر منكم المزيد
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 04 - 05, 06:31 م]ـ
- وقد استدلَّ الشيخ ابن تيمية رحمه الله أيضاً في الصفدية (1/ 196) بقوله تعالى: ((وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنْ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنْ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنْ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ)) (سورة الحجر: 51 - 70).
= وغيرها من الأدلة الدالة على تقرير ما تقدَّم ذكره، من جواز رؤية الملائكة ومخاطبتهم.
- فقال الشيخ رحمه الله: فهذه القصة فيها إثبات الملائكة وأنهم أحياء ناطقون منفصلون عن الآدميين، يخاطبونهم ويرونهم في صور الآدميين، الأنبياء وغير الأنبياء.
كما رأتهم سارة امرأة الخليل عليه السلام.
وكما كان الصحابة يرون جبريل إذا جاء لما جاء في صورة أعرابي.
وتارة في صورة دحية الكلبي.
ومن هذا الباب قوله في قصة مريم: ((فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا - قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا - قال إنما أنى رسول ربك لأهب لك غلاما زكياً)) (مريم: 17 - 19).
وقال تعالى: ((ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا)) (سورة التحريم: 12).
فهذا الروح تصور بصورة بشر سوى وخاطب مريم ونفخ فيها.
ومن المعلوم: أن القوى النفسانية التي تكون في نفس النبي وغير النبي لا يراها الحاضرون، ولا يكون منها مثل هذه الأحوال والأقوال والأفعال".
¥