تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بابٌ: موقف الحويني من قوله: " ما هكذا تعلل الأخبار يا بن المديني " ... من فم الشيخ

ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[08 - 02 - 05, 12:21 ص]ـ

بابٌ

قول الحويني:

" كنتُ _ في باديء الأمر _ بمنتهى الجرأة و الحماسة و القلب القوي أُغلِّطُ علىَّ بن المديني! ... طبعا _ الآن _ عندما أقرأ هذا الكلام في كتبي التي طُبعت في أوائل حياتي العلمية = أشعر بخجل , و أشعر بحزن لأنني لم أكن أعرف أقدار هؤلاء ".

بسم الله الرحمن الرحيم .. ربِّ يسِّر يا مُعين

اخواني الكرام في ملتقى أهل الحديث .. السلام عليكم و رحمة الله , و بعد …

فها أنا ذا أضع بين يدي اخواني الكرام نصَّ كلام شيخنا حفظه الله حول المسألة , و من المفيد أن الشيخ تكلم في نفس الأمر عن سبب قلة انتاجه العلمي , و تكلم أيضا عن سبب شدته في النقد في بداية حياته العلمية , و ذكر أنه تراجع عن كثير مما ذهب اليه في مصنفاته , و بعض الفوائد الأخرى التي لن يعدمها الاخوة الكرام وسط كلام شيخنا.

ملخص عملي في هذه المشاركة:

فقد رمتُ غاية التبيين لكلام الشيخ , فأثبتُّ كلامه كتابةً , و حوَّلتُ بعضَ كلام الشيخ من العامية الى الفصحى , حتى يتسنى للاخوان الذين لا يعرفون العامية المصرية التفهم الكامل للكلام , ثم أتبعته بملف المحاضرة بصوت الشيخ , و هي بتاريخ 23/ 8/2004 , و هي عبارة عن مجلس في شرح الحديث الحسن , ضمن شرح الشيخ _ المسهَب و المتفرِّع _ لكتاب مختصر علوم الحديث للحافظ ابن كثير رحمه الله.

وكلامه _ حفظه الله _ الذي أُثبته هنا: هو آخر الجزء الثاني من المحاضرة , و هو عبارة عن تسع دقائق تماما.

و الآن الى المضمون ...

أولا: كلام الشيخ مع تحويل بعض ما فيه من العامية الى الفصحى:

بداية من الدقيقة "38" الثانية "41":

قال الشيخ الحويني حفظه الله تعالى: (( ... الحديث الحسن: نحن لا نطمع في ايجاد حد للحديث الحسن لا يُتجاوز , بل كلما طال العمر , و كثرت الممارسة = أكثر الانسان من اصابة الرمية في الحديث الحسن.

أرى أنني صعَّبت عليكم العلم؟! نعم أنا صعَّبتُه , رغم أنه مُسلِّي , اذ أنني لو جعلتُ أتكلم حتى الصبح = لا تملَّ , و تكون سعيدا. هو مسلِّي حقا , لكن لا شك أنه صعب , لذلك نحن نقول لاخواننا: لا يتسرعوا , المسألة تحتاج الى كثرة ممارسة , و تحتاج الى طالب منكب انكبابا كاملا , مع تمام المحبة لهذا العلم , فكلما يُمارِس أكثر = كلما يَجْبُنُ عن الحكم على الأحاديث , و هذا ما حدث لي!. فقد كنتُ أجرأ كثيرا جدا _ في مطلع حياتي العلمية _ مني الآن , حتى أن بعض اخواننا الباحثين على شبكات الانترنت , أحيانا يبعثون لي برسائل , يقولون فيها: " أين عملك؟ أين انتاجك العلمي؟ قلَّ! ". و أيضا بعضُ اخواننا اتهمني بأن الدعوة العامة سيطرت علىَّ الى أن تركتُ علم الحديث , و الدعوة العامة التي يقصدونها هي المحاضرات و الخطب العامة و نحو ذلك. لكن أنا أجيب اخوانَنا هؤلاء و أيضا من يتسائل؛ الذي جعلني أُقلل من انتاجي = أنني جَبُنْتُ! , و لم يعدْ عندي من الجرأة ما كان عندي و أنا شاب؛ كنتُ _ في باديء الأمر _ بمنتهى الجرأة و الحماسة و القلب القوي = أُغلِّطُ علىَّ بن المديني! , و لو كان أمامي كنت طردته! ولم يكن هذا بعيدا! , و كان هذا في أول حياتي العلمية , أهكذا يا علىّ؟ أيجوز ذلك يا علىّ؟ فكنتُ أُخاطب علىّ بن المديني بهذه الطريقة!!. طبعا _ الآن _ عندما أقرأ هذا الكلام في كتبي التي طُبعت في أوائل حياتي العلمية = أشعر بخجل , و أشعر بحزن لأنني لم أكن أعرف أقدار هؤلاء. اذن ما الذي جعلني أتجرأ هذه الجرأة؟ هي قلة العلم آنذاك , مع مطالعتي لكتب علماء الحديث = و علم الحديث علم الاجتهاد = و معنى الاجتهاد أنك ستُخالِف = و معنى أنك ستخالف أنك ستردُّ = و معنى أنك سترد أنه يمكن أن تكون مغضبا حال ردِّك = فلا تترك (للمردود عليه) حسنةً و تُمَطِّطُّ في عبارات النقد , و أحيانا تكون راضيا و مؤدبا حال ردِّك = فتكون عبارتك رقيقة. اذن على حسب الحال يكون سياق الرد , فأنا ان كنتُ مُسْتَشاطا و أصابني ملال , و قابلني هذا (المردود عليه) في الطريق = اذن يصيبه ما يصيبه. و لكن ان كنت ُ سعيدا و نفسيا في راحة = فأرد بكلام بسيط , لا سيما و أنا كنت مولعا بكتاب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير