ـ[أسامة]ــــــــ[12 - 03 - 05, 03:24 م]ـ
أخي الكريم " المتمسك بالحق" جعلك الله كذلك، أحب أن تنتبه إلى أن الآثار التي نقلتهاعن الحسن - رحمه الله - إنما هي في دم الذبائح لا في دم الإنسان، فأعد تأملها و قارن بينها تجد ذلك ظاهرا بإذن الله، فلا تعارض بينها إذن و بين قوله: " لا يزال المسلمون يصلون في جراحاتهم "
و أيضا، فإن مدعي الإجماع هو الذي يطالب بالدليل و ليس النافي، فأين نصوص الصحابة و التابعين المصرحة بنجاسة دم الآدمي المسلم و التي بنى عليها مدعوا الإجماع زعمهم؟!
أم أن المسألة مبنية على شيء فهمه ناقلوا الإجماع و ليس فيه نص صريح؟!
و قد حكى الحافظ ابن حجر في الفتح عن بعض أهل العلم القول بأن وجوب غسل الجمعة مجمع عليه بدليل قصة تأخر عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يوم الجمعة و قول عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - له: (و الوضوء أيضا؟! أما علمت أن رسول الله أمر بالغسل؟!) و حكى عن غيرهم أنه استدلوا بنفس القصة على إجماع الصحابة على عدم وجوب غسل الجمعة، فتأمل! و انتبه للفرق بين الإجماع المستند إلى النصوص و النقول الصحيحة الصريحة أو شبه الصريحة و بين ما بني على فهم فهمه من ادعى الإجماع، و لهذا نظائر كثيرة، و الله أعلم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 03 - 05, 03:48 م]ـ
خلاصة ما سبق: انا قد اتقفنا على ان هناك إجماعا منقولا متكاثرا من كثير من الائمة على ان الدم الكثير نجس، ولم نقف على نص واحدا صريح في نقضه وانما وجدت نصوص فهم منها البعض انها دالة على طهارته ومنها أثر الحسن البصري فقالوا ان الحسن يرى طهارته بل نقل ذلك عن أهل الملة فبينا ان الحسن البصري كان من أشد علماء التابعين قولا بنجاسة الدم وبينا ان القول الذي نقله انما هو حال ضرورة يعرفها من مارس القتال ونزفت منه الجروح والدماء وان الحسن الذي قال: مازال المسملون يصلون في جراحاتهم قد افتى غيرما مرة بان من رأى على ثوبه دما ان يضعه وامر بغسل الدم الواقع في الثوب .. الخ ما تقدم من أقواله، فثبت أن قول الحسن غير ناقض للاجماع بل هو موافق له مؤكدا عليه.
الأثر الثاني الذي احتج به من قال بأن الدم طاهر هو أثر ابن عمر:
روى ابن أبي شيبة، ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن (1/ 141) قال: حدثنا عبد الوهاب عن التيمي عن بكر، قال: رأيت ابن عمر عصر بثرة في وجهه، فخرج شيء من دمه، فحكه بين أصبعيه، ثم صلى ولم يتوضأ. وسنده صحيح.
وقول من أحتج به مسبوك في أن الدم قد خرج من بثرة في ابن عمر ثم حك هذا الدم! ولم يتوضأ؟
لم يحتجوا بان خروج الدم اليسير غير ناقض للوضوء المستفاد من قوله (ولم يتوضأ) كما احتج به من أورده بل احتجوا على انه ليس بنجس ودليله انه لم يغسل الدم بل حكه.
والرد على هذا الاحتجاج يكون من أوجه:
أولها: يقال فيه ما قيل في قول الحسن وهو أن ابن عمر أيضا من أشد الصحابة قولا في نجاسة الدم (كما سيأتي) فكيف تحتجون بأنه لايرى نجاسته؟؟
روى عبدالزاق في مصنفه عن معمر قال قلت للزهري (الرجل يرى في ثوبه الدم القليل أو الكثير فقال أخبرني سالم أن ابن عمر كان ينصرف لقليله وكثيره).
و روى ابن ابي شيبة قال نا ابن نمير عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه رأى في ثوبه (دما فغسله فبقي أثره أسود ودعى بمقص فقصه فقرضه).
فابن عمر رضى الله عنه لم يرضى ببقاء أثره مع ان اثره لايضر كما هو قول جماهير أهل العلم فكيف يحتج بعد هذا بأنه يرى طهارة الدم!!
الوجه الثاني: أن هذا الأثر خارج عن محل النزاع أصلا فالنزاع معكم انما هو في كثير الدم أما قليله فهو معفو عنه وهو قول كثير ممن يرى نجاسة الدم من التابعين كمجاهد والحكم وحماد وابن المسيب وغيرهم كثر كما تقدم شئ منه وكثير من أرباب المذاهب كالمالكية والحنابلة وغيرهم.
ولاشك ان هذا الدم الخارج قليل بقرائن منها انه خارج من (بثرة) ومعلوم ان الخارج منها قليل جدا ومنها أنه قد حكه بين يديه (فدل على انه يابس قليل).
الوجه الثالث: ان هذا الفهم لم يفهمه كل من روى الحديث لاحقا عن سابق بل كلهم يورده في مسألة عدم نقض الدم الخارج للوضوء أو في مسألة قليل الدم ولم يذكره أحد من أهل العلم ممن وقفنا عليهم ووقف عليهم المخالف في باب نجاسة الدم أو طهارته.
فتبين بهذا أن أثر ابن عمر غير صالح للاحتجاج بل الذي لاشك فيه أن ابن عمر رضى الله عنه يرى (نجاسة الدم) بل ويشدد فيه جدا كما هو قول الحسن البصري.
فيبقى عندنا الاجماع الصحيح والدليل الصريح ونكمل في بيان الرد على ثالث أدلتهم بأذن الله تعالى وتوفيقه.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[12 - 03 - 05, 04:15 م]ـ
أخي الحبيب (المتمسك بالحق) سلمت لك بعد بحث بأمرين:
الأول: أنَّ النووي - رحمه الله - لم ينقل في المسألو خلاف كما نبهني لذلك الأخ ابن وهب جزاه الله خيراً.
الثاني: سلمت لك بارك الله فيك بأن الحسن يقول بنجاسة الدم، رغم أنَّ بعض الآثار ضعيفة ولكن منها الصحيح، والضعيف ليس شديد الضعف فينجبر به.
ولكن قبل أن نترك أثر الحسن بارك الله فيك، تزيل عندي أمر مهم في فهم المسألة، وهي:
أنني استدللت برواية الحسن وليس بقوله، فحتى لو أنَّ الحسن يقول بالنجاسة فيبقى الاستدلا بالرواية رغم أنه يقول بخلافها، فهل أزلت هذا الإشكال بارك الله فيك.
وقبل أن أنصرف إني أحبك في الله.
¥