ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[11 - 02 - 05, 05:43 م]ـ
أخي الفاضل:
قبل أن أطلع على كلام الدراقطني ترجح عندي ما ترجح عندكم.
ولكن من كلام الدارقطني وجدنا متابع لعقبة بن مكرم، وهو ((الجراح بن مخلد)) وكلاهما ثقة، هذا أولاً.
وثانياً: هذا الحديث اشتهر برواية ((خالد بن طهمان))؛ فقد رواه عنه جمع كبير من الرواة وقفت على عشرة منهم، وقد اضطرب فيه كما ذكرتم، فلا يمكن أن نقضي بهذه الرواية على الرواية الأخرى.
وثالثاً: توهيم الدارقطني لرواية ((الجراح بن مخلد)) فيه نظر؛ وذلك بمتابعة عقبة بن مكرم له.
ورابعاً: عدم معرفة أبو حاتم لحبيب أيضاً هذا أمر طبيعي؛ لشهرة الحديث برواية خالد بن طهمان، والرواية الأخرى غير مشهورة خاصة رواية ((الجراح بن مخلد))؛ حيث لم أجدها فيما لدي من كتب السنة.
وخامساً: ما ذكرناه أخي الفاضل، يجب أن يكون الجواب عليه قوي، فقد يقف صغار الطلبة على طريق أو رواية لم يقف عليها المتقدمين بل والمتأخرين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وسادساً: إذا أعل الدارقطني حديثاً إسناده صحيح فقال مثلاً الصواب أنه مرسل، فحينئذ نقبل كلام الدارقطني لأن معه زيادة علم، ((أما في هذه الحالة فالأمر يختلف، فزيادة العلم هنا لدينا)) فنحتاج جواب قوي على ما ذكرنا.
وسابعاً: وهو الأهم ما الذي يجعلنا نحكم على هذه الرواية أنها خطأ وإن تفرد بذلك ((عقبة بن مكرم))، رغم أنه لم يخالف نصر بن علي فإنه زاد نسبة الراوي فقط ولم يخالف، فهل أقوم بتخطئة ((عقبة بن مكرم)) برواية خالد بن طهمان وهو دونه في الضبط؛ بل وقد اضطرب في هذا الحديث اضطراباً شديداً، فما هي النتيجة إذا انضم إليه راوي آخر ثقة وهو ((الجراح بن مخلد)).
ـــــــــ
فنرجو الإجابة عن هذا الإشكال.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 - 02 - 05, 01:54 ص]ـ
لشيخ أحمد المكرم المحترم
نفعنا الله بك والمسلمين
لو أذنت لي يا عم الشيخ أحمد:
1 - طريق الجراح بن مخلد لم نجده في كتاب من كتب السنة والذي اطلع على هذا الطريق وأخبرنا بوجوده هو الإمام الدارقطني فلماذا سلمنا بكلامه في وجود هذا الطريق وأنكرنا عليهإنكاره له!!!
2 - ثم هل الإمام الدارقطني الذي دلنا على هذا الطريق يخفى عليه كون الجراح متابعا لعقبة بن مكرم لكنها متابعة لا أثر لها لأنها وهم (والمنكر أبدا منكر)
3 - الإمام البخاري والترمذي والدارقطني والبيهقي وابن حجر صرحوا بأنه حبيب أبو عميرة الإسكاف فهل كل هؤلاء الأئمة غاب عنهم ما ذكرت.
4 - الإمام أبو حاتم لما سئل عن الحديث لم يسأل عن الحديث استقلالا بل كان السؤال متوجها إليه حول معرفته بحبيب هذا خاصة أبي حاتم في العلل (387) قال: " وسألت أبي عن حديث رواه طعمة بن عمرو عن حبيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (من صلى أربعين يوما في جماعة كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق) قلت لأبي: حبيب هذا من هو؟ قال: لا أدري
سامحني أخي فنحن نتناقش نبغي الحق وننشده فلا تضجر علي فأنا أحبك في الله وإن كان عندك إضافة فأنا في انتظارها
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[15 - 02 - 05, 02:15 ص]ـ
أخي الفاضل:
قولك (لو أذنت لي يا عم الشيخ أحمد).
قلت: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون، واجعلني خيرا مما يظنون.
ــــــــــــــــ
قولك [1 - طريق الجراح بن مخلد لم نجده في كتاب من كتب السنة والذي اطلع على هذا الطريق وأخبرنا بوجوده هو الإمام الدارقطني فلماذا سلمنا بكلامه في وجود هذا الطريق وأنكرنا عليهإنكاره له!!!
قلت: سلمنا بكلامه في وجود هذا الطريق، لأنه إمام ثقة من أئمة المسلمين.
وأنكرنا عليه إنكاره له، لأننا وجدنا متابع للجراح بن مخلد؛ فزالت النكارة.
ـــــــــــ
وقولك [2 - ثم هل الإمام الدارقطني الذي دلنا على هذا الطريق يخفى عليه كون الجراح متابعا لعقبة بن مكرم لكنها متابعة لا أثر لها لأنها وهم (والمنكر أبدا منكر)].
قلت: مسألة (وهل يخفى عليه كون الجراح متابعاً لعقبة بن مكرم)؛ نعم قد يخفى عليه!!
ــــــــــــ
وقولك [3 - الإمام البخاري والترمذي والدارقطني والبيهقي وابن حجر صرحوا بأنه حبيب أبو عميرة الإسكاف فهل كل هؤلاء الأئمة غاب عنهم ما ذكرت].
قلت: وتعقيبي يكون على ضريبن:
أ - إما أن أكون مصيباً في قولي، فما المانع أن يقبل الصواب مني؟
ب-وإما أن أكون مخطئاً، فعلى المعترض أن يبين ذلك بالدليل، فليس قويماً، ولا في ميزان العدل كريماً أن يقبل القول من إنسان لمحرد أنه قديم، وأن يُردَّ على المصيب قونه لكونه حديثاً (1).
وأخيراً أقول: هل تعقبات الدارقطني على الصحيحين ردها الحافظ ابن حجر بغير دليل؟! وما هو سبب التعصب للمذاهب الأربعة وغيرها؟ أليست مسألة وهل يخفى على الإمام الشافعي هذا الحديث؟ وهل يخفى على أبي حنيفة ضعف هذه الرواية؟
وأرجو مراجعة كتاب ((تنبيه الهاجد لما وقع من النظر في كتب الأماجد)) لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني - حفظه الله -
ـــــــــــــ
(1) مقتبس من مقدمة الجزء الثاني من بذل الإحسان لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني.
¥