تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(الآية الموفية ثلاثين قوله تعالى: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}. فيها ثلاث مسائل: المسألة الأولى: قال لي كثير من أشياخي: إن الكافر المعين لا يجوز لعنه ; لأن عند الموافاة لا تعلم , وقد شرط الله تعالى في هذه الآية في إطلاق اللعنة الموافاة على الكفر , وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن أقوام بأعيانهم من الكفار. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: {دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء فأغضباه فلعنهما} ; وإنما كان ذلك لعلمه بمآلهما. والصحيح عندي جواز لعنه لظاهر حاله , كجواز قتاله وقتله. وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: {اللهم إن عمرو بن العاص هجاني , قد علم أني لست بشاعر فالعنه , اللهم واهجه عدد ما هجاني} فلعنه. وقد كان إلى الإسلام والدين والإيمان مآله , وانتصف بقوله: {عدد ما هجاني}. ولم يزد ليعلم العدل والإنصاف والانتصاف , وأضاف الهجو إلى الباري سبحانه وتعالى في باب الجزاء دون الابتداء بالوصف له بذلك , كما يضاف إليه الاستهزاء والمكر والكيد , سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وفي صحيح مسلم: {لعن المؤمن كقتله} , وكذلك إن كان ذميا يجوز إصغاره فكذلك لعنه.

)

فالعلماء الذين نهوا عن لعن الكافر المعين

قالوا لانه لايعرف هل سيموت على الكفر اولا

فان علم (طبعا لنا الحكم على الظوااهر)

على انه مات على الكفر

فانه يجوز لعنه على التعيين

وفي اسنى المطالب

(وظاهر كلامهم جواز هجو الكافر المعين وعليه فيفارق عدم جواز لعنه بأن اللعن الإبعاد من الخير ولاعنه لا يتحقق بعده منه فقد يختم له بخير بخلاف الهجو)

وفي الاحياء للغزالي

(الثالثة: اللعن للشخص المعين وهذا فيه خطر كقولك: زيد

لعنه الله وهو كافر أو فاسق أو مبتدع والتفصيل فيه أن كل شخص ثبتت لعنته شرعاً

فتجوز لعنته كقولك. فرعون لعنه الله وأبو جهل لعنه الله لأنه قد ثبت أن هؤلاء

ماتوا على الكفر وعرف ذلك شرعاً. وأما شخص بعينه في زماننا كقولك زيد لعنه الله وهو

يهودي مثلاً فهذا فيه خطر فإنه ربما يسلم فيموت مقرباً عند الله فكيف يحكم بكونه

ملعوناً فإن قلت: يلعن لكونه كافراً في الحال كما يقال للمسلم: رحمه الله لكونه

مسلماً في الحال وإن كان يتصور أن يرتد فاعلم أن معنى قولنا رحمه الله: أي ثبته

الله على الإسلام الذي هو سبب الرحمة وعلى الطاعة ولا يمكن أن يقال ثبت الله

الكافر على ما هو سبب اللعنة فإن هذا سؤال للكفر وهو في نفسه كفر بل الجائز أن

يقال: لعنه الله إن مات على الكفر ولا لعنه الله إن مات على الإسلام. وذلك غيب لا

يدرى والمطلق متردد بين الجهتين ففيه خطر وليس في ترك اللعن خطر. وإذا عرفت هذا في

الكافر فهو في زيد الفاسق أو زيد المبتدع أولى فلعن الأعيان فيه خطر لأن الأعيان

تتقلب في الأحوال إلا من أعلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجوز أن يعلم

من يموت على الكفر ولذلك عين قوماً باللعن فكان يقول في دعائه على قريش " اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وذكر جماعة قتلوا على الكفر حتى إن من لم يعلم عاقبته كان يلعنه فنهى عنه إذ روي: أنه كان يلعن الذي قتلوا أصحاب بثر معونة في قنوته

شهراً فنزل قوله تعالى

" ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون يعني أنهم ربما يسلمون فمن أين تعلم أنهم ملعونون وكذلك من بان لنا موته على الكفر جاز لعنه وجاز ذمه إن لم يكن فيه أذى على مسلم فإن كان لم يجز)

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[06 - 09 - 02, 09:46 ص]ـ

أظن أن الصواب في هذه المسألة التفصيل:

فمن كان كافراً معادياً للإسلام ظاهر الكفر والعناد ومات وهو على تلك الحال بحيث يشهد له أهل الإسلام بأنه في النار -بسبب فعاله- فهذا يشهد بأنه من أهل النار.

كالشهادة على إسحاق رابين وشارون -إن مات على الكفر- ونحوه من زعماء يهود ممن ماتوا على دينهم فهؤلاء يشهد بأنهم من أهل الجحيم يتقلبون فيها.

لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أنتم شهداء الله في الأرض)).

وأما الكافر الذي لا يعلم بحاله ويموت ولاندري علام مات عليه فهذا يوكل أمره إلى الله مع الحكم بأنه إن مات على كفره فهو من أهل الجحيم.

والله أعلم.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 09 - 02, 10:13 ص]ـ

اختيارك حسن

قال شيخ الاسلام ابن تيمية

(ولايشهد لاحد بالجنة الا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم او اتفقت الامة على الثناء عليه)

وقال في كتاب النبوات

(وقيل لايشهد بذلك لغير النبي وهو قول ابي حنيفة والاوزاعي وعلي بن المديني وغيرهم

وقيل يشهد به لمن جاء به نص وان كان خبرا صحيحا كمن شهد له النبي بالجنة فقط

وهذا قول كثير من اصحابنا وقيل يشهد به لمن استفاض عند الأمة انه رجل صالح كعمر بن عبدالعزيز والحسن البصري وغيرهم

وكان ابوثور يشهد لاحمد بالجنة وقد جاء في الحديث الذي في المسند

(يوشك ان تعلموا اهل الجنة من اهل النار قالوا بماذا يارسول الله

قال بالثناء الحسن والثناء السيء

وفي الصحيحين

ان النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال وجبت وجبت ومر عليه جنازة فاثنوا عليها شرا فقال وجبت وجبت

قال (هذه الجنازة اثنيتم عليها خيرا فقلت وجبت لها الجنة وهذه جنازة اثنيتم عليها شرا فقلت وجبت لها النار

انتم شهداء الله في الارض)

) انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير