تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكلمة الواحدة الصادرة عن إيمان ويقين بين الناس اشد من السلاح الفتاك فتنازعوا أمرهم بينهم وتفرقت كلمتهم وصارت العاقبة لنبي الله موسى صلي الله عليه وسلم فأعلن السحرة إيمانهم به (فخر السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون) وقالوا لفرعون حين توعدهم لن ننصرك على ما جاءنا من البينات هو الذي فطرنا فاقضي ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا أمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خيرا وابقي ومازال فرعون ينابذ دعوة موسى صلي الله عليه وسلم حتى استخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين قال الله عز وجل: (فلما أسفونا) أي أغضبونا (انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين) وكان من قصة إغراقهم أن الله أوحي لموسي أن اسري بعادي ليلا من مصر فاهتم فرعون لذلك اهتماما عظيما فأرسل في جميع مدائن مصر أن يحشر الناس للوصول اليه في أمر يريده الله عز وجل فاجتمع الناس اليه فخرج بهم في اثر موسى وقومه ليقضي عليهم حتى أدركهم عند البحر الأحمر فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون البحر أمامنا فإن خضناه غرقنا وفرعون وقومه خلفنا فسيأخذوننا فقال لهم موسي عليه السلام كلا أي لستم مدركين إن معي ربي سيهدين هكذا الإيقان والإيمان وهكذا وهكذا الثقة بوعد ونصره فأوحي الله الي موسى أن اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق بان الله اثني عشر فريقا صار هذا الماء السيال بينها ثابتا كاطواد الجبال فدخل موسي وقومه يمشون بين جبال الماء في طرق يابسة أيبسها الله تعالي بلحظة أمنيين فلما تكاملوا خارجين وتبعهم فرعون بجنوده داخلين أمر الله البحر أن يعود الي حاله فانطبق على فرعون وجنوده حتى غرقوا عن أخرهم فلما أدرك فرعون الغرق قال أمنت بالذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين ولكن لم ينفعه الإيمان حينئذ فقيل له توبيخا (الآن) يعني الآن تؤمن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين قال الله عز وجل: (فأخرجناهم يعني فرعون وقومه من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك و أورثناها قوم آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) فأورث الله بنو إسرائيل ارض فرعون وقومه وقومه المجرمين لان بنوا إسرائيل كانوا حين ذاك على الحق سائرين ولوحي الله الذي انزله على موسى متبعين فكانوا وارثين لأرض الله كما وعد الله عز وجل إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغ لقوم عابدين) أما فرعون فلما كان مرعبا لبني إسرائيل قال الله عزك وجل: (فاليوم ننجيك ببدنه لتكون لمن خلفك آية) فانجي الله بدنه حتى شاهده بني إسرائيل طافيا على الماء فأيقنوا انه هلك ثم انه هلك فيمن هلك واكلته الحيتان كما هي العادة أما ما يوجد في أهرام مصر اليوم فليس هو فرعون موسى أيها الناس إن نجاة نبي الله موسى وقومه من عدو الله فرعون وجنوده لنعمة كبري تستوجب شكر الله عز وجل فاللهم إنا نشكرك على خذلان أعداء الله وعلى انتصار أولياء الله ولهذا لما قدم النبي صلي الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يوم اليوم العاشر من هذا الشهر شهر محرم فقال ما هذا قال يوم صالح نجي الله فيه موسى وقومه من عدوهم فصامه موسى فقال النبي صلي الله عليه وعلى اله وسلم فانا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه وسال عن فضل صيامه أي اليوم العاشر احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله اللهم وفقنا لشكر نعمتك وحسن عبادتك وانصر أولياءك على أعدائك يا رب العالمين اللهم انصر أخوننا المسلمين في كسوفا على أعداءهم النصارى المجرمين يا ذا الجلال والإكرام وصلي الله وسلم على نبينا محمدا وعلى اله وصحبه أجمعين ...

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنقذ قائلها يوم يلاقيه واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الي يوم الدين ...

أما بعد ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير