تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[23 - 02 - 05, 02:59 م]ـ

أخي الفاضل باز 11 لقد تأخرت بالجواب انتظارا لإتمام كلامك، فهناك أسئلة في مشاركتي لم تجب عليها.

ثم ليس هناك تجريح – إن شاء الله – وإن بدر مني شئ ساءك فالمعذرة، وغفر الله لي ولك.

بدأت حديثك - أخي الفاضل – بما تعلمه، ثم يتحول الحديث الآن إلى الإمام مالك ومذهبه وأتباعه ومصنفاتهم، وهذا أمر واسع، إذا لم تحصره مسألة مسألة لا يمكن ضبطه، ولا يخفى عليك – وأنت اللبيب – أن تحرير محل النزاع أكبر معين على الوصول إلى الحق بأقصر الطرق.

فإذا كان بحثك عن المذهب المالكي أو إمامه، أو أصول المذهب .. ، أو أتباعه متقدميهم أو متأخريهم أو عن مصنفاتهم .. فحدد مجال البحث، والغرض منه، وستجدني معك على طول الخط، أستفيد، وإن كان عندي ما أفيد به فلن أبخل.

ويبقى هنا سؤال إذا أمكنك الإجابة عليه – أنت أو ذلك المسكين – لماذا الإمام مالك؟ ولماذا المذهب المالكي؟

أما إذا كان الحديث عن التعصب المذهبي، والجمود الفكري، والتخلف العلمي، وضعف حركة التصنيف، وعدم الاستدلال والتدليل، وفساد الطرق التعليمية, و ...

فما أظنك ممن يقرن ذلك بالمالكية وحدهم، فلتكن دائرة البحث أوسع، وإذا أحببت التمثيل فليكن بالعدل والمساواة، أما أن تخص أو غيرك الماليكة بالرشق والمشق، فهذا والله عين الظلم.

ثم - أخي – من أسوأ الأساليب أن: تسر حسوا في ارتغاء، فمِن جهة إظهار الاحترام للعلماء، واعتراف بفضلهم، و .. , ... ثم من جهة تذكر: قواعد غير محررة ولا مدققة لعمل المالكية بالحديث، وميول أو نزعة أموية عند مالك، ولا توضيح لذلك، إلاّ أن أبا زهرة – رحمه الله – ذكر ذلك، وهذا التقليد الذي نعيبه على غيرنا، نلجه من أوسع أبوابه، وقد سألتك عن معنى ذلك، فلم تجبني.

ثم: تعريض من الإمام بسيدنا علي – رضي الله عنه – مع أنك إلى الآن غير واثق من صحة هذه العبارة، فهلاّ كان هذا بعد توثيقها، بل هل حملتها محملا حسنا، أليس ذلك خيرا، وأحسن تأويلا؟

ثم تأتي وتقول: (ذكر أخونا الفهم الصحيح ثناء الإمام الشافعي على الإمام مالك رحمهما الله وينبغي عمل بحث العلاقة بين الإمامين وأثر الشافعي في تكريم الإمام مالك).

فما هذا الكلام، وما معناه؟ اشرحه لنا متفضلا.

الاحترام للأفاضل ليس كلاما – أخي – للاستهلاك، بل عمل وسلوك، تظهر آثاره في كتاباتنا وكلماتنا، ولا يعني - أبدا - ضرورة الالتزام بأقوالهم، أو تقليدهم فيما بيّن (العلماء الفحول) خطأهم فيه.

ثم تتوالي الجمل ذات الطابع التعميمي والهلامي، مع ما يقارنها من دعوة طيبة لترك التعصب وإتباع الآثار، فيحار المرء مع مَن يتحدث وفيما يتحدث؟!!

أخي الفاضل كن على يقين أنني لست ممن يرى النقد شتما، ولا ممن يرى الحب تقديسا، ولكنني جالست قوما من أهل العلم وطلبته – أخدمهم - فكان دأبهم عدم الإجحاف، ووزنَ الأمور بميزان العدل والإنصاف، يحسبون لكل كلمة حسابها، فلا يعممون ... لا يحملهم خطأ المخطئ على نبزه أو التعريض به، نظرهم عميق، فلا يقفون جامدين عند ظواهر الأمور، وبحثهم يعتمد التدقيق والتحقيق، فلا يقبلون إلا ما كانت عليه أمارات العلم بادية، ويتركون ما كانت دلالته غير هادية.

وقبل أن أعلق بشئ سريع على بعض جزئيات مشاركتك، أذكر لك ما ختمت به تعليقاتي المتعصبة التي ملؤها الكذب والبهتان، حتى طفح منها الجهل والعدوان، فكان نصيبها الصد والإعراض ممن - وافق في خُلقه – مَن قال (وهو الطرماح، وتعلم أخلاقه ومنهجه من ترجمته):

لقد زادني حبا لنفسي أنني - - بغيض لكل امرئ غير طائل

.......

وأني شقي باللئام ولا ترى - - شقيا بهم إلا كريم الشمائل

فأين الحقد والجهل، وتنقص الأفاضل، وتحريف النصوص والتقول على العلماء، والبتر للمنقولات ... والاستعانة في كل ذلك على من هم من أخبث خلق الله، الروافض أهل الضلال، وسلوك سبيلهم في الطعن على أئمتنا من أهل السنة والجماعة – كثر الله سوادهم - واتهامهم بما برأهم الله منه، والاستمرار والإصرار على ذلك - وخاصة التحريف إلى ساعتنا هذه - أين كل ذلك مما يدعيه من كريم الشمائل؟!!

ونسي المسكين أو تناسى أن: (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور).

وقولَ الشاعر:

يا من تشبه من جهل به بهما - - ليس التكحل في العينين كالكحل

وصدق من قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير