وهو أن يوم عاشوراء كونه معروف أمره عند النبي صلى الله عليه وسلم من قريش قبل اليهود وأنه صلى الله عليه وسلم كان يصومه في الجاهلية كما في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية .. اهـ, فكون هذا اليوم موجود عند قريش دليل أن قريش كانت تحسب له وتعدّ له, ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم , ألا يمكن أن يقال أنه صادف في تلك السنة صوم اليهود ليومهم في نفس يوم الذي تصومه قريش, فاجتمعت العلّتين وشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم صيامه, ويستشكل هنا أيضا ما جاء في حديث ابن عباس الذي ذكرتموه وفيه: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء" ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة في ربيع الأول! , وأجاب ابن حجر في الفتح بأنه يحتمل أن يكون أولئك اليهود يحسبون يوم عاشوراء بحساب السنين الشمسية فصادف يوم عاشوراء بحسابهم اليوم الذي قدم فيه صلى الله عليه وسلم. اهـ, وقد ضعف ابن حجر هذا الاحتمال مرجّحًا احتمال أن معنى سياق الحديث: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأقام بها إلى يوم عاشوراء فوجد اليهود فيه صياما.
وإضافة إلى ما ذكرتم شيخ رضا حول الحساب بالنسيء, أنقل ما قاله أحد الباحثين (اسمه السقاف):"إن لليهود تقويماً خاصاً بهم يختلف عن تقويمنا العربى الاسلامى اختلافاً بيناً و يبتدئ بشهر (تشرى) ثم (حشران) و ينتهى بشهر (ايلول) و هو الشهر الثانى عشر، و فى كل سنة الكبيسة يضاف اليها شهر واحد حتى يكون للسنة الكبيسة ثلاثة عشر شهراً و هو شهر (آذار الثانى) الذى يتخلل بين آذار الشهر السادس و بين نيسان الشهر الثامن و يكون (آذار الثانى) الشهر السابع و عدد ايام السنة فى السنوات العادية 353 او 354، او 355 يوما و فى الكبيسة 383 او 384 او 385 يوماًو التقويم اليهودى المستعمل الان شهور قمرية و سنواته شمسية" اهـ
هناك مسألة أخرى, وهي أنه ألا يمكن أن لا يشترط أن يكون لفظ عاشوراء مختصًّا باليوم الذي صامه اليهود؟ وإنما أطلق عليه لاجتماعه بيوم صيام قريش الذي هو عاشوراء؟ فلما تصادفا اشتركا في الاسم؟ فإن كان كذلك فلا يمنع أن يكون هو يوم الكفارة وهو اليوم الذي نجى الله فيه موسى؟ خصوصا وأنه يمكن الاستئناس بما نقله ابن حجر في الفتح من قول ابن دحية عن ابن الأعرابي حكى أنه سمع في كلامهم خابوراء , وهو قريب من كبور؟
فما قولكم بارك الله فيكم؟
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[17 - 02 - 05, 10:58 م]ـ
الإخوة الأفاضل جزاكم الله خيرا
لقد أخطأت عندما ظننت أن يوم السبت 19 فبراير وهو يوم سبت تزافيه هو يوم عاشوراء عند اليهود، والأمر كما ذكره الأخ زكريا أبو مسلم.
وبعد اطلاع على مواقعهم تبين لي أن اليهود قد حرفوا التقويم القمري واستبدلوه بما يشبه النسيء الذي كان العرب يستعملونه في الجاهلية، ولكن لم اهتدي متى تم التحريف.
وعيد الفصح وهو عيد الاحتفال بنجاتهم من فرعون دائما يحتفلون به في منتصف الشهر القمري، وليس في اليوم العاشر، ولا يصومون فيه، ويوافق عندهم شهر سبتمبر أو أكتوبر من التقويم النصراني.
وأما عيد الغفران فهو أعظم عيد عندهم ويصمونه، ومناسبته مغفرة الله لليهود عبادتهم للعجل، وهو يكون دائما في اليوم العاشر من الشهر القمري.
وبعد ذلك قارنت أيام عاشوراء في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتواريخ اليهود حسب طريقتهم الحالية فلم أجد أي منها قد وقع في شهر سبتمبر أو أكتوبر، وهذا ما يحتج به الرافضة على ادعائهم بأن أحاديث فضل عاشوراء من وضع أهل السنة.
والجواب عن هذا أن لليهود أكثر من تقويم لحساب الشهور والأيام بسبب تفرقهم العقائدي والتقويم الشائع اليوم ليس هو المستخدم من قبل اليهود زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أخبرني بعض كبار السن ممن أدرك يهود طرابلس الغرب قبل خروجهم أنهم كانوا يصومون عاشوراء مثل المسلمين. وربما يفيدنا الإخوة من المغرب عن عاشوراء عند اليهود في هذه الأيام، حيث لا تزال جالية كبيرة منهم تعيش بينهم في وقتنا الحاضر.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[17 - 02 - 05, 11:49 م]ـ
السلام عليكم
سؤال خطر ببالي
اذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صام عاشوراء في بداية قدومه للمدينة
فهل هذا يعني ان أمره بالمخالفة و صوم التاسع كان بعد تسع سنوات؟؟
ـ[السدوسي]ــــــــ[18 - 02 - 05, 11:10 ص]ـ
ذكر أحد الفضلاء أن أمره صلى الله عليه وسلم بالمخالفة كان بعد رجوعه من تبوك ومروره على اليهود في خيبر وهو صيام.