[هل تصح نسبة شيء من القبور للأنبياء والصحابة؟!]
ـ[الحارثي]ــــــــ[18 - 02 - 05, 06:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله، وبعد:
فقد تبين لي -بعد بحث طويل- أنه لا تصح نسبة شيء من القبور المنسوبة إلى الأنبياء الكرام -صلوات الله عليهم- والصحابة -رضوان الله عليهم- سوى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبري الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وثلاثتها في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة عائشة رضي الله عنها، وقد صحت الأخبار بذلك وصرحت به، بل هو متواتر تواتراً عرفياً جيلاً بعد جيل.
أما من عدا نبينا صلى الله عليه وسلم من الأنبياء، فلا يعرف قبر أحد منهم على وجه التحديد، إذ لا يوجد خبر صحيح صريح واحد عن تحديد قبر واحد منهم!
وكذلك من عدا الخليفتين الراشدين العمرين -رضي الله عنهما- فلا يعرف قبر أحد من الصحابة على وجه التحديد لعدم وجود خبر صحيح صريح بذلك!
وأنبه هنا إلى أن معرفة منطقة الوفاة أو الشهادة أو الدفن لا تعني تحديد القبر، ولا يعنى عدم معرفة القبر بعينه أن تكون منطقة الوفاة أو الشهادة أو الدفن غير معروفة!
فقد صح أن موسى عليه السلام قد دفن على مرمى حجر من بيت المقدس عند الكثيب الأحمر، وهذا يعنى أن مكان وفاته معروف ولكن ذلك لا يعني أن قبره بعينه معروف.
وكذلك فقد تواتر بما لا يدع مجالاً لشك أو احتمال: استشهاد سيد الشهداء حمزة في منطقة أحد، ولكن ذلك لا يعني أن قبره معروف! -وهذا القبر المنسوب إليه اليوم من نسج الخيال إذ لا يوجد خبر صحيح صريح يدل عليه! -
كما تواتر بما لا يدع مجالاً لشك استشهاد القادة السادة الثلاثة -زيد وجعفر وعبد الله بن رواحة- في مؤتة من أرض الشام ولكن ذلك لا يعني أننا نعرف قبورهم بعينها! -ويقال في هذه القبور المنسوبة إليهم ما قيل في قبر حمزة! فهي قبور وهمية-
وأنبه إلى أمر آخر وهو أنه لا يجوز الاعتماد على قول مؤرخ من المؤرخين في تحديد موقع قبر بعينه وبخاصة عندما يكون المؤرخ متأخراً!
وعدم وجود سند صحيح بخبر صريح يحدد شيئاً من هذه القبور يعنى أنها مكذوبة إلا أن يأتي من يزعم صحة نسبتها لمن نسبت إليهم ببرهان مبين يثبت به صحة هذه النسبة وإلا فهو كاذب لقول الله تعالى: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) "فصح أن من لا برهان له فهو كاذب في دعواه"!
هذا بالإضافة إلى التناقض في الأخبار التي رويت عن مدفن كثير من الصحابة رضي الله عنهم حيث يزعم بعضها دفن صحابي في مكان ويزعم الآخر دفنه في مكان آخر!
وهذا بالإضافة إلى استحالة تصديق كثير من الأخبار التي تنسب بعض القبور إلى بعض الأصحاب رضي الله عنهم!
وبهذا يسقط رأس مال الوثنيين الذين يتاجرون بهذه القبور المنسوبة إلى الأنبياء والصحابة!
ولعل الله تعالى أن ييسر لنا الكتابة بشكل مفصل حول هذا الموضوع إن شاء الله تعالى فهو يستحق الاهتمام.
والحمد لله رب العالمين
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 - 02 - 05, 07:31 م]ـ
قبور بعض الصحابة صحت عند أهل المدينة مثلا مثل قبر عثمان رضي الله عنه في حش كوكب
"بل هو متواتر تواتراً عرفياً جيلاً بعد جيل."
وكذا يقال في غيره.
ومن حفظ حجة على من لم يحفظ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 02 - 05, 08:17 م]ـ
جزى الله الأخ الحارثي خيرا
أقول: وكذلك قبر خالد بن الوليد في حمص مزور
ـ[الحارثي]ــــــــ[18 - 02 - 05, 08:21 م]ـ
قلت: "قبور بعض الصحابة صحت عند أهل المدينة"
فهلا ذكرت لنا من هم، أو واحداً منهم! وكيف صح ذلك لديهم؟! وهل أجمع أهل المدينة على ذلك؟!
وهل صح تحديد قبر عثمان رضي الله عنه؟! نعم ذكرت كتب السيرة أنه دفن في هذه البقعة وأنها ألحقت بالبقيع ولكن كيف ثبت أن هذا على وجه التحديد قبر عثمان رضي الله عنه؟!
ـ[الحارثي]ــــــــ[18 - 02 - 05, 10:23 م]ـ
أخي محمد الأمين: وجزاك الله خيراً كذلك للفائدة التي ذكرتها.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 02 - 05, 11:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله، وبعد:
¥