تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الحارثي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 09:57 م]ـ

أذكر دائماً بتقوى الله تعالى وبقوله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

وأذكر أيضاً بأن كل قول لا برهان عليه فهو باطل. وقد قال تعالى: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

لقد قلتَ: "أما قبور الصحابة في البقيع فقد حفظت و أهل المدينة توارثوا تحديدها"أهـ.

فأرجو أن تخبرني كيف كان ذلك ومَن مِن أهل المدينة يعرف تحديد هذه القبور وكيف عرف ذلك!

ثم تقول: "وما أظن أن أحدا من المسلمين الذين سكنوا المدينة نسوا قبر فاطمة رضي الله عنها والحسن والعباس وبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجات رسول الله أمهات المؤمنين، فهل إندثرت قبورهم أو فتحت ودفن غيرهم فيها"أهـ.

فأقول لك: (إن الظن لا يغني من الحق شيئاً) وأنت هنا لم تأت ببرهان، ومع ذلك فإننا لا نرى أي إشكال في أن ينسى أهل المدينة قبور هؤلاء الكرام وغيرهم، وبخاصة وأنه لم يكن للقبور وتحديدها أهمية كما هو عند بعض الناس اليوم الذين تركوا الحقائق وتوجهوا إلى الخرافات وتركوا العمل الذي أراده الشرع وتوجهوا إلى ما لا قيمة له ليلهوا الناس عن دينهم وعلقوهم بما يضرهم ولا ينفعهم!

ولولا أنني لا أرى الأخذ والرد في هذا الموضوع لأطلعتك على تصديق البعض –وربما تكون منهم- بأن أهل المدينة نسوا شيئاً من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفيتها وأنهم نسوا كثيراً من أحكام الشريعة! ولذلك عد عملهم عند البعض ليس بحجة من أجل ذلك! فلا أدري على أي أساس تستشكل أن ينسوا هذه القبور مع مرور الزمن وتطاول العهد، وقد كانوا مشغولين بما هو أولى وأهم!

فلا إشكال إذن إن قلنا إنهم نسوا قبور هؤلاء الكرام من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو غيرهم! فمعرفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء أو معرفة قبور الصحابة ليس لها أية أهمية أصلاً؛ فضلاً عن أن تقارن بالدين الذي بلغنا إياه الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله إلينا أصحابه رضي الله عنهم.

ثم تقول: "على كل كثير من الناس يأخذه الحماس إحتسابا على مظاهر الغلو فيقوم بإنكار كل ما ثبت بالتواتر"أهـ.

وأرى أنه قد بلغ بك الحماس كل مبلغ حتى إنك تلمح –إن لم تكن تصرح- بأن تحديد هذه القبور متواتر! ونحن لما نتفق بعد على صحة تحديد شيء من هذه القبور أصلاً.

وأذكرك هنا بما قلتُه سابقاً: "أن معرفة منطقة الوفاة أو الشهادة أو الدفن لا تعني تحديد القبر، ولا يعنى عدم معرفة القبر بعينه أن تكون منطقة الوفاة أو الشهادة أو الدفن غير معروفة! "

ثم تقول: "وكذلك قبر حمزة رضي الله عنه والشهداء في أحد وكذلك الشهداء في بدر، وخديجة أم المؤمنين بالمعلاة وميمونة أم المؤمنين بسرف (النوارية) وغيرها"أهـ.

فنقول لك: (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) فإن كان عندك من علم فأخرجه لنا، وقل لنا كيف عرفت أن هذه القبور بعينها هي لهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم!

ثم تقول: "وإذ أراد أحد أن يعرف مواقع قبور بعض الصحابة في البقيع فليرجع إلى تواريخ المدينة القديمة والحديثة، وهي متقاربة الزمن في التأليف فلا يكاد يخلوا قرن لم يؤلف فيه عن تاريخ المدينة، ويجد فيه حتى تحديدها بالأذرع وتباعدها عن بعض"أهـ.

فأقول: لقد رجعنا إلى تلك الكتب وتتبعنا ما قيل فيها حول أي قبر من القبور وقد كان بحثنا في هذا الأمر طويلاً ومتأنياً وليس كما قد تظن؛ فما وجدنا قبراً محدداً تصح نسبته ولم نجد خبراً صحيحاً صريحاً يحدد قبراً من هذه القبور. وإنما هي أخبار لا خطام لها ولا زمام!

وقد نبهنا وننبه إلى أن قول من لم يشهد الدفن أو يسمع ممن شهد الدفن أو يسمع ممن سمع منهم ... كعدمه لا يقدم ولا يؤخر ولا يساوى في سوق الحقيقة شيئاً فليفهم هذا والله الموفق، والحمد لله رب العالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير