تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل هذا خطأ في مسند الإمام أحمد؟؟ و على من تقع عهدة الخطأ؟؟]

ـ[عبدالباري]ــــــــ[19 - 02 - 05, 11:49 م]ـ

بسم الله و به نستعين

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أهل الحديث ..

ساق الإمام أحمد -رحمه الله- بعض طرق حديث حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه في الفتن، الذي في أوله " وكنت أسأله عن الشر .. "، من رواية "سبيع بن خالد اليشكري" عن حذيفة، ثم قال رحمه الله: ((حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت زيد بن وهب يحدث عن حذيفة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر فذكر الحديث)) اهـ. (المسند 5/ 403).

و هذا غريب جدا، فإن رواية "زيد بن وهب" عن حذيفة لحديث الفتن هذا، لم ترو َعن زيد بن وهب إلا من طريق "يزيد بن عبدالرحمن عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب".

1 - قال البزار في مسنده: "حدثنا علي بن المنذر، قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد السلام الملائي، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب، عن حذيفة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الأمر من شر؟، قال: " نعم، شر وفتنة قلت: هل بعد هذا الشر من خير؟، قال: " نعم، هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء قال: قلت: هل بعد هذا الخير شر؟، قال: " نعم، فتنة عمياء صماء، ودعاة يدعون إلى البلاء فلأن تموت يا حذيفة عاضا على جزل شجرة يعني عودا خير من أن تستجيب إلى أحد منهم " وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن زيد بن وهب، عن حذيفة إلا بهذا الإسناد" اهـ.

تأمل قول البزار -رحمه الله-: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن زيد بن وهب، عن حذيفة إلا بهذا الإسناد" اهـ.

2 - قال الطبراني في معجمه الأوسط: "حدثنا حفص بن عمر بن الصباح قال: نا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال: نا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب، عن حذيفة قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير من شر؟ قال: " نعم، شر وفتنة " قلت: بعد هذا الشر من خير؟ قال: " نعم، هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء فيها " قلت: هل بعد هذا الخير من شر؟ قال: " نعم، فتنة صماء عمياء، ودعاة يدعون إلى النار، فلأن تموت يا حذيفة عاضا على جذع خير من أن تستجيب إلى أحد منهم " " لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك بن ميسرة، إلا أبو خالد الدالاني، تفرد به: عبد السلام بن حرب " اهـ.

* ثم إن هذا الإسناد: " حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت زيد بن وهب يحدث عن حذيفة حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر"

= هو في الحقيقة إسناد لحديث حذيفة بن اليمان في "الأمانة" .. و هو مخرج في الصحيحين و غيرهما من طرق، كلها من طريق " الأعمش سليمان بن مهران عن زيد بن وهب عن حذيفة " ..

* قال الإمام أحمد: "حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر، حدثنا: " أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ... " ... ثم قال أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر، فذكر معناه، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت زيد بن وهب يحدث، عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثين فذكر الحديث " اهـ. (المسند 5/ 384).

فهل إيراد هذا الاسناد ((محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن زيد بن وهب عن حذيفة)) على أنه إسناد لحديث حذيفة في الفتن، هل هذا ((خطأ)) في المسند!!؟،،

فإن كان الأمر كذلك، فعلى من تقع عهدة الخطأ، على الإمام أحمد!! أم ابنه عبدالله أو القطيعي أو النساخ!؟

خصوصا أن هذا الخطأ، = الذي هو تركيب إسناد حديث على حديث آخر، = هو أمر يستبعد أن يقع فيه مثل الإمام أحمد، فغالب الظن أنه خطأ من النساخ أو رواة المسند؟

ما رأي الأخوة أهل الحديث في هذا الأمر .. خصوصا إذا علمتم أن بعض من خرج حديث حذيفة في الفتن، مر عليهم هذا الخطأ، و منهم سليم الهلالي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير