للعبرة:رسالة شيخ الإسلام إلى والدته يعتذر فيها عن بعده عنها لأمور دينيَّة
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أحمد ابن تيمية إلى الوالدة السعيدة: أقر الله عينيها بنعمه، وأسبغ عليها جزيل كرمه، وجعلها من خيار إمائه وخدمه.
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.
فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين وإمام المتقين محمد، عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً.
كتابي إليكم عن نعم من الله عظيمة ومنن كريمة وآلاء جسيمة نشكر الله عليها، ونسأله المزيد من فضله، ونعم الله كلما جاءت في نمو وازدياد، وأياديه جلت عن التعداد.
وتعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد إنما هو لأمور ضرورية، متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا، ولسنا - والله - مختارين للبعد عنكم، ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم، ولكن الغائب عذره معه، وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور؛ فإنكم - ولله الحمد - ما تختارون الساعة إلا ذلك، ولم نعزم على المقام والاستيطان شهراً واحداً، بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم، وادعوا لنا بالخيرة؛ فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة في خير وعافية.
ومع هذا؛ فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة ما لم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال، ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر، مستخيرون الله سبحانه وتعالى؛ فلا يظن الظانُّ أنا نؤثر على قربكم شيئاً من أمور الدنيا قط، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه، ولكن ثم أمور كبار، نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة؛ فإن الله يعلم ولا نعلم، ويقدر ولا نقدر، وهو علام الغيوب، وقد قال النبي (: ((من سعادة ابن آدم: استخارته الله، ورضاه بما يقسم الله له، ومن شقاوة ابن آدم: ترك استخارته الله، وسخطه بما يقسم الله له)) (1)، والتاجر يكون مسافراً فيخاف ضياع بعض ماله، فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه، وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيراً كثيراً، وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار، وسائر الجيران والأهل والأصحاب واحداً واحداً، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً) *.
الفتاوى (28/ 48 - 50)
http://www.dorar.net/titles.asp?section_id=138&book_id=8
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية وأمّه رحمة واسعة.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[21 - 02 - 05, 08:36 م]ـ
نفعنا الله بعلومك شيخنا.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[21 - 02 - 05, 10:55 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي الحبيب المسيطير .. و الله لقد وقع كلام الامام موقعا في القلب .. و تذكرتُ الآن أنَّ أبا اسحاق _ شفاه الله و عافاه _ قد وعد مرة في حلقة من الحلقات .. أن يقرأ علي الطلبة هذه الرسالة من ابن تيمية الى أمه .. رحمهما الله .. و قال: " فان فيها من الرقة و العذوبة الشيء الكثير " اهـ. و الحمد لله رب العالمين
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[21 - 02 - 05, 11:08 م]ـ
رحمة الله 0000000000
وجزيت خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 02 - 05, 11:32 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
شيخنا الأنصاري / أنت تعرفني جيدا، فما أجمل أن ينادي بعضُنا بعضا بنداء: (الأخوة).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم عند حديث:" اتق الله حيثما كنت ... ":
وقال مكحول والإمام أحمد رحمهما الله:" بر الوالدين كفارة للكبائر ".
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 11 - 07, 04:12 م]ـ
و الله لقد وقع كلام الامام موقعا في القلب .. و تذكرتُ الآن أنَّ أبا اسحاق _ شفاه الله و عافاه _ قد وعد مرة في حلقة من الحلقات .. أن يقرأ علي الطلبة هذه الرسالة من ابن تيمية الى أمه .. رحمهما الله .. و قال: " فان فيها من الرقة و العذوبة الشيء الكثير " اهـ. و الحمد لله رب العالمين
الأخ الحبيب /أباوكيع الغمري
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ....
وأسأل أن يحفظك في حلك وترحالك.
وأخونا / أبووكيع من خيرة من عرفنا في ملتقى أهل الحديث في أيام مضت - نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا - .... ثم أتاه ما يشغله .... ومن حقه علينا أن ندعو له، ونرفع موضوعاته .... ليستفيد منها من لم يطلع عليها ... ويكون له فيها أجر بإذن الله.
وهذه صفحته الشخصية .... ومنها موضوعاته، ومشاركاته:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=3910
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:38 ص]ـ
فائدة لطيفة:
اسم والدة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله: ست المنعم بنت عبدالرحمن.
قال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله تعالى في كتابه النظائر ص 237:
فائدة:
ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تاريخه 14/ 69: أن الشيخة الصالحة والدة شيخ الإسلام ابن تيمية، واسمها: ست المنعم بنت عبدالرحمن، المتوفاة سنة 716هـ لم ترزق بنتا قط. أ. هـ
¥