تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التحَرْوُر

ـ[عارف]ــــــــ[24 - 02 - 05, 03:08 ص]ـ

كثيرا ما قرأنا وسمعنا أن من تتبع رخص الفقهاء تزندق، فما حظ هذه المقولة من التأصيل الشرعي من الكتاب والسنة وكلام السلف؟

وهل من السائغ إطلاق هذه العبارة مع ما عرف من حرص الشريعة على رفع الحرج عن الناس؟

أوليس تتبع تشديدات الفقهاء أولى بالنكير من تتبع رخصهم قياسا على ورود النصوص في ذم الخوارج خاصة على التعيين دون المرجئة؟

وإذا كان عند السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو فاسق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، فهل يسوغ ان نقول قياسا على هذا:

من تتبع تشديدات الفقهاء تحَرْوَر‍‍؟

وتكون هذه القاعدة أختا للأولى؟ ‍

ـ[يسري]ــــــــ[25 - 02 - 05, 02:12 م]ـ

لعل التفصيل في المسألة أقرب إلى الصواب:

فمن تتبع التشديدات في حق نفسه احتياطا لدينه فذاك من الورع، ما لم يبلغ حد الغلو.

ومن تتبعها في إفتاء الناس وحملهم على أشد الأقوال فهذا فيما يظهر مجانب للهدي النبوي الكريم،

وهذا المشدد على غيره إن كان منتقيا من فتاوى الفقهاء فما وجه تقديمه الأشد على الأيسر ما دام أن الأدلة غير قاطعة في المسألة.

ومن المهم التنبه إلى أن العامة إذا تلقفوا الفتوى يأخذونها على أنها حكم قطعي، فينبغي لمن يحتاط لهم بإفتائهم بالأشد تنبيههم إلى أن هذا اجتهاد محتمل وليس قطعيا؛ لئلا يؤدي بهم إلى التشدد والنكير على غيرهم ممن أخذ بفتوى مخالفة في المسألة. والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير