تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دراسة حال المدار أمور:

1 - هل هو ثقة أو ضعيف أم فيه تفصيل؟

2 - هل حديثه عَنْ جميع شيوخه متساوٍ أو فيه تفصيل؛ فقوي عَنْ بعضهم،

وضعيف عَن البعض الآخر.

3 - هل حديث تلاميذه عنه متساوٍ أو فيه تفصيل؛ فبعضهم أقوى من بعض.

4 - هل حديثه مستقيم طوال عمره أم طرأ عليه تغير واختلاط؟ وهل هذا

التغير ضار أم غير ضار؟ وهل حدّث بعد التغير أم لا؟ وهل ظهرت له مناكير

بعد التغير أم لا؟ ولا بدَّ من تحديد مبدأ التغير والاختلاط بدقة.

5 - هل حديثه في جميع الأماكن متساوٍ، أم فيه تفصيل؟ وسببُ ذلكَ.

6 - هل وُصف بالتدليس؟ وهل ثبت عنه ذلك؟ وما نوعُ تدليسه؟ وهل هو

مكثر منه أم مقل؟ وهل تدليسه عام في شيوخه أم خاص ببعض الشيوخ؟ وهل

يدلس عَن الثقات فقط أم عَن الثقات والضعفاء؟ وكيفية تعامل الأئمة مع حديثه

المدلس [44].

7 - هل هو يرسل عَنْ شيوخه؟ وهل ثبت عنه ذلك؟ فإن ثبت أنه يرسل

ينظر في ثبوت سماعه من شيوخه؟ ويعتنى بكلام الإمام البخاري في تاريخه الكبير

والأوسط وتصرفاته في الصحيح.

وللشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمة الله عليه كلامٌ نفيسٌ في كيفية البحث عَنْ

أحوال الرواة في كتب الجرح والتعديل في كتابه القيّم «التنكيل» ولعلي أذكرها

باختصار خشية الإطالة، وإنْ كانت جديرة بأن تذكر كاملة بحروفها، قال [45]:

«من أحب أن ينظر في كتب الجرح والتعديل للبحث عَنْ حال رجل وقع في

سندٍ فعليه أن يراعي أموراً:

الأوَّل: إذا وجد ترجمة بمثل ذاك الاسم فليتثبت حتى يتحقق أن تلك الترجمة

هي لذاك الرجل.

الثاني: ليستوثق من صحة النسخة وليراجع غيرها إن تيسر له ليتحقق أنّ ما

فيها ثابت عَنْ مؤلف الكتاب.

الثالث: إذا وجد في الترجمة كلمة جرح أو تعديل منسوبة إلى بعض الأئمة

فلينظر أثابتةٌ هي عَنْ ذاك الإمام أم لا؟

الرابع: ليستثبت أن تلك الكلمة قيلت في صاحب الترجمة فإنّ الأسماء تتشابه.

الخامس: إذا رأى في الترجمة «وثقه فلان» أو «ضعفه فلان» أو

«كذبه فلان» فليبحث عَنْ عبارة فلان؛ فقد لا يكون قال «هو ثقة» أو

«هو ضعيف» أو «هو كذاب».

السادس: أصحاب الكتب كثيراً ما يتصرفون في عبارات الأئمة بقصد

الاختصار أو غيره، وربما يخل ذلك بالمعنى ..

السابع: قال ابن حجر في لسان الميزان (1/ 71): وينبغي أن يتأمل أيضاً

أقوال المزكين ومخارجها ... فمن ذلك أن الدوري قال عَن ابن معين إنه سئل عَن

ابن إسحاق و موسى بن عبيدة الربذي أيهما أحب إليك؟ فقال: ابن إسحاق ثقة.

وسئل عَنْ محمد بن إسحاق بمفرده فقال: صدوق وليس بحجة. ومثله أن أبا حاتم

قيل له: أيهما أحب إليك يونس أو عقيل؟ فقال: عقيل لا بأس به. وهو يريد

تفضيله على يونس. وسئل عَنْ عقيل و زمعة بن صالح فقال: عقيل ثقة متقن.

وهذا حكم على اختلاف السؤال. وعلى هذا يحمل أكثر ما ورد من اختلاف كلام

أئمة أهل الجرح والتعديل ممن وثق رجلاً في وقت وجرحه في وقت آخر.

الثامن: ينبغي أن يبحث عَنْ معرفة الجارح أو المعدل بمن جرحه أو عدله.

التاسع: ليبحث عَنْ رأي كل إمام من أئمة الجرح والتعديل واصطلاحه

مستعيناً على ذلك بتتبع كلامه في الرواة واختلاف الرواية عنه في بعضهم مع

مقارنة كلامه بكلام غيره.

العاشر: إذا جاء في الراوي جرح وتعديل فينبغي البحث عَنْ ذات [46] بين

الراوي وجارحه أو معدله من نفرة أو محبة ... ».

والحق أنّ كلام المعلمي هذا ينبغي أن يقرر على طلاب السنة وعلومها في

الدراسات العليا مع شرحٍ وتطبيق، وأرجو أن يتحقق هذا، والله الموفق.

ومما تقدم يتبين:

أ - أنّ دراسة حال الراوي ليست بالأمر الهيّن كما يظن البعض بل ربما

راجع الباحث عشرات الكتب، ودرس عشرات الأسانيد للبحث عَنْ فائدة معينة، أو

التحقق منها، وربما بدأ بدراسة حال الراوي من مولده ونشأته إلى وفاته

لاستخلاص حكم دقيق لحاله، وتأمل حال السلف في هذا الباب:

1 - قال محمدُ بنُ إبراهيم بن أبي شيخ الملطي: «جاء يحيى بن معين إلى

عفّان ليسمع منه كتب حماد بن سلمة فقال: أما سمعتها من أحد؟ قال: نعم حدثني

سبعة عشر نفساً عَنْ حماد، قال: والله لا حدثتك، فقال: إنما هو درهم، وأنحدرُ

إلى البصرة فأسمع من التبوذكيّ قال: شأنك، فانحدر إلى البصرة، وجاء إلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير