تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا معشر النساء تصدقن فإني أُريتكن أكثر أهل النار. فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم. قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها).

فما خرجت من النساء اللاتي كن يؤمن بحكمة الله وعدله سبحانه و اللاتي يفهمن الفرق بين معنى العقل و بين معنى التفكير وحقيق ذهاب اللب عن المرأة من حين إلى حين، من تقول بأنها تفكر فكيف ينقص عقلها .. !

أو من تدعي زورا أنها قوية العقل في جميع الأوقات كما خلط بعض الناس اليوم الأمر خصوصا الذين تأثرت أفكارهم بدعايات الكفار الذين لم يدركوا عدالة الإسلام و يتجرؤون على الطعن فيه وتقييمه من بعيد ولم ينظروا في حق المرأة كما ينظر من يريد تحقيق العدل لها أولاً وعليها ثانياً ..

فما ذلك الجزء من شروط الشهادة قبل الحكم على الناس في الإسلام إلا تأكيدا على عدالة نظام الإسلام الذي يأخذ في الإعتبار جميع العوامل التي تؤدي بالشاهدة إلى التوتر و الإحباط و القلق وتأثر الذاكرة قصيرة المدى وجميع العوامل التي اكتشفها العلم اليوم عن المرأة وجميع العوامل التي لم يكتشفها بعد .. فلا تعطل شهادتها ولا يطعن في نزاهتها بل يُتجاوز ذلك بعدل وحكمة بشهادة (إمرأة أخرى مثلها) و يكون ذلك أكمل لتحقيق العدالة وحقا لها في كيفية إشتراكها في تلك الناحية من متطلبات المجتمع ..

ومن عدل الإسلام مع المرأة بجميع أوضاعها أن جعلها لا تتحمل في ذمتها أن تشهد إلا إذا كان معها من يساعدها من أخواتها المسلمات لكي لا تقع في ظلم بسبب إنفعالاتها النفسية إن هي ضلت عن المهم في الشهادة، أو تجد من يذكرها إن هي نسيت ذلك المهم فلا يقع الظلم بسببها على الآخرين، ولذلك لا تكلف المرأة بمسؤلية أمر العامة فتكون عرضة لتحمل وزر أن تظلم الناس بسبب ما ثبت من سلوك نفسها في بعض الأحيان وكذلك لا يتولى أمر الناس من يحتمل أن يظلمهم من الرجال .. ذلك هو أمر العدل الرحيم سبحانه وكذلك هو الشرع الحكيم في الكتاب الذي لا ريب فيه ..

وقد خفف المولى سبحانه وتعالى على المرأة بأن رفع عنها التكليف بأعمال العبادة فترة (المحيض و النفاس) مراعاة لنفسيتها ورفقا بمشاعرها فسبحان الرحمن الرحيم ..

فما أتاكم اليوم من ضل تفكيره عن مطالب العدل وفرط عن عقله ذلك الحق فقال إن المرأة مهانة أو منتقصة في الإسلام لأن شهادتها نصف شهادة الرجل .. ! فبينوا له العدل وعلموه الدين الحق ..

أو إذا يأتينا من زاد حمقه و قل علمه فيدعي أن المرأة إذا نقص عقلها في وقت من الأوقات نقص تفكيرها أو فسدت أفكارها .. فلننصحه بطلب العلم و التزود منه قبل أن يستعرض غباء أفكاره علينا ..

إن المرأة في الإسلام محل الوصاية والإهتمام والكفالة والرعاية وما ظلم المرأة في غير حكم الإسلام إلا شاهد على ذلك .. وقد أعزها الله سبحانه بأن حكم حكما عدلا على الزوج أن يمتع المرأة بقدر طاقته وان يعاملها بالمعروف و أن يرفق بها قال تعالى: (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين)

وقال سبحانه (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)

فمن فائدة الآية أن إذا كره الرجل المرأة فليصبر عليها وليرفق بها ويعطيها وقتا كافيا عسى أن يجد فيها خيرا كثيرا و لمن يعقل ذلك ثم يتفكر فيه يجد إشارة واضحة لذكاء تفكير المرأة و قدرتها على التلون و تبديل سلوك نفسها لكسب رضى وحب زوجها الذي يمكن أن يكرهها لسلوك معين ..

ولو كانت المرأة الغربية الكافرة غير حمقاء ضالة لما رضيت بظلم دعوة مساواتها مع الرجل و استعمالها كزينة لبيع السلع و المنتجات في المعارض أو عاملة في المصانع أو لعبة في الدعايات التجارية و لطالبت بحقها كإمرأة و قالت:

أنا التي تتعب و تحمل، أنا التي تتألم و تلد، أنا التي تسهر و ترضع ..

فأنا التي من حقها أن تجلس في البيت فألاعب صغيري و صغيرتي ..

ولذلك أنا التي لا أخرج لأعمل بل أُمتع في عيشتي و تجلب لي حاجتي ..

وحتى أنا التي إذا خرجت أركب و الرجل يقود لي سيارتي ..

والرجل من ماله ليس من مالي يكسيني و يطعمني ويمتعني أنا و ذريتي ..

ولا تنسوا أني لا أُنسب لغير أبي فلست لقطٍ لتُغير مع الزواج هويتي ..

ذلك من فضل الله سبحانه ..

كتبه من يرجو أن ينفع به الله المسلمين ..

و ليرد به على من قال أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يمزح لما قال (ناقصات عقل ودين)

وأستغفر الله الغفور الرحيم ..

والحمدلله رب العالمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير