تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل إصلاح ذات البين أفضل من الصلاة والصوم والصدقة؟]

ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[03 - 03 - 05, 01:15 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

الاخوة الكرام

سئلت عن هذا الحديث: عن أبي الدرداء، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: " بلى يا رسول الله" قال: " إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة" .. رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني * (صحيح) _ الترمذي 2640، المشكاة 5038، غاية المرام 414.

فهل إصلاح ذات البين أفضل من الصلاة والصوم والصدقة المكتوبة أم المقصود التطوع؟

والله يحفظكم

والسلام

ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 03 - 05, 03:19 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

في تحفة الأحوذي

(قوله: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة) قال الأشرف: المراد بهذه المذكورات النوافل دون الفرائض. قال القاري: والله أعلم بالمراد إذ قد يتصور أن يكون الإصلاح في فساد يتفرع عليه سفك الدماء ونهب الأموال وهتك الحرم أفضل من فرائض هذه العبادات القاصرة مع إمكان قضائها على فرض تركها فهي من حقوق الله التي هي أهون عنده سبحانه من حقوق العباد فإذا كان كذلك فيصبح أن يقال هذا الجنس من العمل أفضل من هذا الجنس لكون بعض أفراده أفضل كالبشر خير من الملك، والرجل خير من المرأة (قال صلاح ذات البين) وفي رواية أبي داود إصلاح ذات البين. قال الطيبي: أي أحوال بينكم يعني ما بينكم من الأحوال ألفة ومحبة واتفاق كقوله تعالى: {والله عليم بذات الصدور} وهي مضمراتها. ولما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها ذات البين كقولهم: اسقني ذا إناءك يريدون ما في الإناء من الشراب كذا في الكشاف في قوله تعالى: {وأصلحوا ذات بينكم} (فإن فساد ذات البين هي الحالقة) قال في النهاية: الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر، وقيل هي قطيعة الرحم والتظالم. قال الطيبي: فيه حث وترغيب في إصلاح ذات البين واجتناب عن الإفساد فيها، لأن الإصلاح سبب للاعتصام بحبل الله وعدم التفرق بين المسلمين، وفساد ذات البين ثلمة في الدين، فمن تعاطى إصلاحها ورفع فسادها نال درجة فوق ما يناله الصائم القائم المشتغل بخويصة نفسه. فعلى هذا ينبغي أن يحمل الصلاة والصيام على الإطلاق، والحالقة على ما يحتاج إليه أمر الدين انتهى.)

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[03 - 03 - 05, 03:57 ص]ـ

قال الباجي في المنتقى:

قول سعيد (1) إصلاح ذات البين يريد والله أعلم صلاح الحال الذي بين الناس فذكر أنها خير من كثير من الصلاة والصدقة يحتمل أن يريد به النوافل فيكون معناه أنها خير من كثير من جنس الصلاة والصدقة , ويحتمل أن يريد بها أنها خير من إكثار الصلاة والصدقة وهو أيضا راجع إلى النافلة , ويحتمل أن يريد بها أنها خير وأكثر ثوابا بما يسديه بعضهم إلى بعض مع ما في إصلاح ذات البين من حسن المعاشرة والمناصحة والتعاون , ويحتمل أن يريد أن كثرة الثواب تكون باحتساب الأذى. اهـ

(1) لأن مالكا رواه عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب موقوفا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير