تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحتى نعرف من يطلق هذا الغول، فلا بد من الغوص 11 كم تحت الماء، فقد كشف علم المحيطات أن هناك وديانًا سحيقة في عمق البحر، لو وضعت قمة إيفرست من هيمالايا في قعره لاحتاجت إلى ثلاثة كيلومترات إضافية، حتى يطل الجبل برأسه من تحت الماء. وحتى نفهم الظاهرة علينا توظيف مجموعة من الأدوات المعرفية. فعلم طبقات الأرض أظهر أن الأرض لا تقف على ظهر سلحفاة، كما كانت جداتنا يتصورن، بل على صفائح قارية متحركة، صنع الله الذي أتقن كل شيء. ومع تباعد الصفائح تتزحزح القارات عن بعضها، والعالم لم يكن قارات من قبل فأصبح كذلك. والبحر الأحمر مثلاً يتوسع عرضا بمعدل 4 سم كل سنة. وهذا يعني أن مصر والحجاز بعد عدة ملايين من السنين سيفصل بينهما برزخ (لا يبغيان) من محيط هادر.

كما ثبت أن الأرض تدور على أربعة أشكال: حول نفسها، وحول الشمس، وعلى مستوى حضيض متغير، وتترنح في نفس المدار. وهي صدمة غير سارة لمن يرى أن الأرض ثابتة على قرني ثور، أو في نصوص يقرؤها فقيه حسير البصر بدون نظارات.

الأرض .. دراقة كبيرة

وعندما أقسم القرآن بـ (الأرض ذات الصدع إنه لقول فصل وما هو بالهزل)، عرفنا أن تلك الصفيحات التكتونية متصدعة، تتصادم بين الحين والآخر، فتتنفس الأرض مثل (الطنجرة البخارية) من خلال هذه الصدوع. فما تحت الجبال نيران موقدة، تتنفس من خلال هذه الصدوع، فتحرك الأمواج من العمق بسرعة 800 كم في الساعة، بأسرع من طائرة الجامبو، وهكذا فالأرض تتنفس على شكل أمواج، تزداد ارتفاعا كلما اقتربت من الساحل، حتى إذا وصلت الشاطئ، نفخت مثل المارد، فبست الأرض بسا فكانت هباء منبثا.

وهذه الظاهرة من (السوبر تايفون) هي التي حمت اليابان من هجوم المغول، وما يعلم جنود ربك إلا هو. كما عرفها الجيش الأمريكي في ديسمبر عام 1944م، ولم تكن هجمات الكاميكازي الياباني بشيء أمامها، وكانت أكبر كارثة على البحرية الأمريكية، خسرت فيها 765 جنديا و200 طائرة وتدمر العديد من السفن.

والأرض كرة يبلغ قطرها 12756كم، وهي ليست كتلة متجانسة مثل الصخرة، أو مفرغة مثل كرة القدم، بل أقرب إلى شكل فاكهة (الدراق). وكما كان لهذه الفاكهة قشر وثمر ولب كبير، كذلك كانت الأرض، فهناك القشرة بثخانة 48 كم، كما أظهرها فيلم (لب الأرض). The Core، يأتي تحتها طبقة المعطف الخارجي بسماكة 3200 كم.

أما في العمق فالكرة الأرضية مكونة من طبقة كثيفة من الحديد والنيكل المصهورين بدرجة حرارة 6000 درجة مئوية، تدور بسرعة مخيفة، وفي القلب تماما، بذرة من الحديد الصلب المتماسك، وهذه الطبقة المصهورة الملتهبة هي (دينمو) الأرض الداخلي، وتدور باتجاه واحد، وينقلب اتجاهها كل مائتي ألف سنة وسطياً، ومن دورانها تتولد السيالة المغناطيسية الكهربية، التي تخلق الدرع الواقي لكل الأرض من أشعة الكون القاتلة، {وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم}، ( Elecrtomagnetic Shield) وهذه السيالة تتدفق من القطب الجنوبي للكرة الأرضية إلى الشمال، لتغلفها بحرص ثم لتغوص من جديد في القطب الشمالي البارد، ومنها عرفنا الشمال من الجنوب من خلال البوصلة، {وعلامات وبالنجم هم يهتدون}.

ومن حركة الدينمو وتحت حماية الدرع الخارجي ولدت الحياة. وعدم وجود الحياة على ظهر المريخ، ليس لأنه ثلاجة بدرجة حرارة ستين تحت الصفر، بل لانعدام الدرع الكهربي المغناطيسي الواقي، كما أظهرت هذه الحقيقة وكالة ناسا في استقصائها للمريخ.

ما بعد الغد

الأرض دراقة كبيرة

ما حدث إذاً مع أعياد الميلاد من عام 2004م، وكاد أن يهلك هيلموت كول المستشار الألماني الأسبق، موحد الألمانيتين، في أوحال سريلانكا، وعشرات الآلاف الذين لاقوا حتفهم من السكان الفقراء والسياح الأغنياء، فاجتمعوا في فراش الموت، بديمقراطية حقيقية، تظهر جبروت الطبيعة، وهشاشة الحياة على ظهرها، واحتمالات نهاية الحياة بصور شتى. فاستقرار الأرض يرجع إلى القمر، ولو لم يكن عندنا قمر منير لكانت الأرض تسبح في سيرك فتصبح ربيعا، وفي الظهر صحراء حارقة، ومساءها صقيعا قاتلا .. ولو انهارت مغناطيسية الأرض، كما هو متوقع خلال القرون المقبلة، لهلك الحرث والنسل، ولأصبحت الأرض مريخا جديدا؟ وقد أظهر فيلم (ما بعد الغد) إمكانية دخول الأرض العصر الجليدي، ونزوح مئات الملايين من الرأسماليين إلى بلاد الفقراء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير