وهي نتيجة عكسيَّة لمن تطرَّف وتشدَّد في التعامل مع ما يذاع من أخبار لم يجد لها نصَّاً في كتاب الله تعالى بزعمه وفهمه.
- فقولك:
اما الجن فلا دليل على انه يضر ابن ادم اكثر من الوسوسة والمس
وقولك قبل ذلك:
اما التشكل والطيران فلا شيء فيهما ولكن التكنلوجيا والتقنية فلا دليل عليها فنمسك عند كلام ربنا والامر غيبي , نؤمن به كما علمنا.
- كلامي السابق عن الأطباق الطائرة وأنها قد تكون من تشكُّل الجن أو مراكبهم ليس فيه ذكر أنَّ لها أذية أو سلطان على الذين آمنوا حتى تورد مثل هذا الكلام وتكرِّره.
وأما أنَّه ليس دليل على أنَّ الجن يقدر على التشكُّل بهذه الأشكال فهذه دعوى.
- فقد بيَّنت في آخر كلام لي: أنَّ الجن لهم قدرة هائلة في التقدُّم تفوق بني آدم وذكرت دليلاً واحداً وهو نقلهم عرش بلقيس.
يقول تعالى: (قال يا أيها الملؤ من يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين - قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقويٌّ أمين - قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتدَّ إليك طرفك).
وبقية الأدلة الدالة على قدرتهم على ما يعجز عنه بنو آدم معروفة: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات) ... الخ.
وغير المعروف من جهة الشرع أكثر، كقدرتهم على حمل بني آدم (قبل اختراع الطيران)، وسرعة نقل الأخبار (قبل اختراع وسائل الإعلام السريعة الحديثة)، ومعرفة مكنوناتها (قبل اختراع أجهزة التنصُّت والتجسّس)، وسرقة أموال الناس واستخراج الكنوز ومعرفة الأدواء، مما يذكره العلماء (من أهل السنة) عن خدمة الجن لأوليائهم من الإنس (من الكهنة والسحرة).
وغير المعروف إطلاقاً أكثر وأكثر فلم الإنكار؟!
أبطل مدلول هذه الأدلة أو وجِّه ما يحتمله التأويل منها!
هذا كلُّه يهون أمام تقرير العجيب حقاً حين تقول:
والحقيقة ان علم الجن ليس متفوق على علم بني ادم بل ان الله عز وجل اخبرنا في كتابه بفرق الانسان عن غيره من المخلوقات عند قوله للملائكة اني اعلم ما لا تعلمون , فما عطاه للانسان لو كان للجن من قبل لكان قد علمه للملائكة ولكنه عز وجل اخبر بذلك ان الانسان قادر على التواصل الفكري والاشتقاق للكلام ومعرفة التسمية مما علمه الله واعطاه من نعمة ميزه بها عن كافة خلقه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا. فهذه القضية التي اوردتها لا دليل عليها من كتاب ولا من سنة فيما ازعم وهي امر غيبي لا نخوض فيه الا بما علمنا ربنا سبحانه.
- إنك تحمُّل الأدلة ما تحتمل، بمعنى أنَّ دعواك أوسع من استدلالك.
الامر الاول يتعلق بقبول الاخبار عن غير المسلم ,والثاني وهو الاهم في حجية ما يذكر
- أسألك سؤالاً (للاستفهام والتأكد) قبل التعقيب على هذه العبارة التي كرَّرتها كثيراً: هل تكذِّب كلَّ خبر يأتي من جهة الكفار؟ وهل هذا هو منهج الإسلام؟
فالرؤيا المجردة شيء ومعرفة حقيقة الشيء امر اخر, فانت تعلم كيف جادل ابن تيمية بعض الدجاجلة الذين كانوا يدخلون النار امام الناس على انهم اولياء , وكيف كشف امرهم , ولم يكن ذلك الا بمعرفته رضي الله عنه بافعالهم وحقيقة احوالهم , ونحن نرى الكثير من اهل الباطل يفعلون امور امامنا نراها , ولكن حقيقة امرهم انهم اما يسحروا العيون واما انهم يخدعوا الابصار
- أخي .. بالله عليك ..
ما علاقة السحر والكلام الطويل الذي أسهبت فيه بما نحنُ فيه؟!
هل ما يراه الإنسان من أطباق طائرة وغيرها سحر؟!
- وعلى التنزُّل .. فأسألك .. أو ليس السحر من عمل الشيطان؟! فإذن رجعنا للشيطان من جانب آخر ..
نن ثم انا لم أجزم ((ألبتة)) أنَّ التفسير لهذه الظارهة هو الجن بل قلت احتمال فقط!
واغلب من تكلم عن الاطباق الطائرة انما تكلم بالمقابل لاثر لهذه الاطباق على اختطاف اناس من البشر واثر مادي انما جعله الله لسليمان عليه السلام دون غيره من البشر وهو ملك لا ينبغي لاحد من بعده كما اخبر الله عز وجل
- كون التفاصيل وقع فيها خلط وتقول بلا علم ولا بيِّنة = لا يجعلنا ننحو منحىً معاكساً فنكذِّب كلَّ شيءٍ قد ثبت بالحس والمشاهدة.
نن وهذا شيءٌ لا حاجة لنقضه لظهوره.
اما من اخبر ذلك من المسلمين فلا ازعم ان نكذبهم ان كانوا ثقات ولكن اسأل هؤلاء لما قلتم اطباق طائرة ولم تقولوا غير ذلك؟
- يا أخي .. هم رأوها أطباقاً طائرة!
لم يروَ شيئاً آخر ثم حملوه على الأطباق الطائرة.
ولو رأوا قطاً طائراً أو حماراً أو حجراً لأخبروا بما رأوا!
اي انك يا اخي حصرتنا في احد امرين اما اننا نؤمن بهذه العفاريت الطائرة واما اننا لا نؤمن بالجن
ونحن لا هذا ولا هذا فلا تواتر عندنا الخبر ولا صح
- ماحصرتك في أمرين ولا ثلاثة، لكنك فهمت هذا من كلامي.
أنا قلت إنَّ أقرب ((احتمال)) هو تفسيرها بالجن، وذكرت دليلي على قدرة الجن عليه.
ثم هذا الحصر الذي حكيته إنما هو على الاحتمال لا على الجزم.
بمعنى .. أنه إن كان ثمَّة احتمال معهود لدينا نعرفه فهو ما عرِّفناه من تشكُّل هذا الشيطان والجن.
الثقات قد يتوهم احدهم شيء والله عز وجل يقول عن نبيه يوم الاسراء والمعراج بما رأى وأخبر " ما زاغ البصر وما طغى" اليس في ذلك دليل على امكانية ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم من زيغان البصر وطغيانه؟
- لم حملت الأمر على طغيان البصر؟
كون الطغيان والزوغان يحصل أحياناً في السراب وغيره مما ذكرت فلا يعني أن نحمل كل حقيقة شوهدت من طوائف من المسلمين والكفار على هذا الاحتمال الأوحد!
وأنا أطالبك بنفس طريقتك بدليل على كون هذه الظواهر من طغيان البصر لا إصابته.
تنبيه: لم أعرض عن تعقيبك على كلامي السابق بل كتبت رداً مفصَّلاً فقطع التيار الكهربائي قبل إرساله فمحي كل شيء؟!!
- على كلٍّ .. هذا ما أردت التعقيب به قبلُ ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥