تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل صحَّ حديث في حاتم الطائي؟؟؟؟

ـ[طالب علم]ــــــــ[08 - 09 - 02, 12:06 م]ـ

نرجو الإفادة

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 09 - 02, 04:53 م]ـ

قال الأخ الذهبي - وفقه الله -:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه، ثم أما بعد:

فهذه هي الحلقة الأولى من سلسلة حلقات (أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ)، و موضوع اليوم هي قصة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و هي أنه جيء بسبي للرسول صلى الله عليه و سلم، و كان من بين هذا السبي سفانة بنت حاتم الطائي ... فاستعطفت سفانة النبي صلى الله عليه و سلم بقولها: يا محمد هلك الوالد و غاب الوافد، فإن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإن أبي كان سيد قومه، يفك العاني، و يقتل الجاني، و يحفظ الجار، و يحمي الذمار، ويفرج عن المكروب، و يطعم الطعام، و يفشي السلام، و يحمل الكل، و يعين على نوائب الدهر و ما أتاه أحد في حاجة فرده خائباً، أنا بنت حاتم الطائي.

فقال النبي صلى الله عليه و سلم: يا جارية هذه صفات المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق.

علة هذه الحادثة و كونها باطلة:-

إن هذا النص مكذوب على رسول الله صلى الله عليه و سلم، بل فيه عبارات مستهجنة من وصف الراوي – و هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه – لجسم هذه الفتاة، و عينيها، و فخذيها، وقامتها و ساقيها، و .. .. !!!

إن هذا النص بلا شك من وضع أحد الوضاعين و هو: ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان، فإنه كما قال يحيى بن معين: كذابان بالكوفة: هذا و أبو نعيم النخعي. أنظر الميزان (2/ 327).

و في الإسناد أيضاً: أبو حمزة الثمالي، و هو متروك ليس بثقة. الميزان (1/ 363).

و للقصة طريق آخر، لكن فيه سليمان بن الربيع النهدي، و قد تركه الدارقطني، و قال مرة: ضعيف. الميزان (2/ 207).

و أقل أحوال هذه القصة أنها ضعيفة جداً، مع الحكم بوضعها غير بعيد؛ لأن علامات الكذب عليه واضحة! ولمن أراد التأكد والبحث عن مكان هذا الحديث فعليه بالمصادر التالية:-

1 - دلائل النبوة للبيهقي (5/ 341).

2 - تاريخ دمشق لابن عساكر – تراجم النساء – (ص 151 - 152).

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[08 - 09 - 02, 05:55 م]ـ

أحسن الله إليك يا شيخ إحسان.

قد تطرّق البيهقي لهذه الرواية في (شعب الإيمان 6/ 241) أيضاً.

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 09 - 02, 06:59 م]ـ

قال الحافظ ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (5/ 53) ــ بعدما ذكر القصة بسند البيهقي ــ:

[هذا الحديث حسن المتن، غريب الإسناد جدّاً، عزيز المخرج].

ونظيره حديث معاذ ((تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية ... ))

فقد قال ابن عبد البر في ((الجامع)): [وهو حديث حسن جداً، ولكن ليس له إسناد قوي].

ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 09 - 02, 07:30 م]ـ

ولكن اخي الحبيب

اصطلاح ابن عبدالبر يختلف تماما عن اصطلاح ابن كثير

والله اعلم

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 09 - 02, 07:43 م]ـ

وهذه تتمة لحال حديث علي أرجو من أخي الذهبي إضافتها:

وهذه القصة أشبه ما تكون موضوعة لأسباب:

1. يبعد أن يصدر من علي بن أبي طالب وصف لجسم هذه المرأة، فقد وصف فخذيها وساقيها وباقي أعضائها.

2. في الإسناد: ضرار بن صرد، وهو: أبو نعيم الكوفي الطحان، قال أبو عبد الله البخاري وغيره متروك، وقال يحيى بن معين: كذابان بالكوفة هذا، وأبو نعيم النخعي، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف.

انظر: " الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي (2/ 60) و " ميزان الاعتدال " للذهبي (3/ 449).

3. وفيه: أبو حمزة الثمالي، وهو: ثابت بن أبي صفية الكوفي مولى المهلب بن أبي صفرة، واسم أبي صفية دينار، قال أحمد: ضعيف الحديث ليس بشيء، وكذلك قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال السعدي: واهي الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال علي بن الجنيد: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف.

انظر: " الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي (1/ 158) و " ميزان الاعتدال " للذهبي (2/ 83).

4. وفيه: عبيد بن كثير بن عبد الواحد أبو سعيد التمَّار العامري الكوفي، قال الأزدي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: [حدَّث] عن أبان بن تغلب نسخة مقلوبة ليس يحفظ من حديث أبان، أُدخلت عليه فحدَّث بها ولم يرجع، حيث بُيِّن له، فاستحق ترك الاحتجاج به.

انظر: " المجروحين " لابن حبان (2/ 176) و " الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي (2/ 160).

5. وفيه: عبد الرحمن بن جندب، قال الحافظ ابن حجر: روى عن كميل بن زياد - رحمه الله تعالى -، روى عنه أبو حمزة الثمالي، مجهول.

" لسان الميزان " (3/ 408).

وقال الحافظ ابن حجر – في ترجمة سفانة بنت حاتم الطائي -:

وأخرج قصتها الطبراني وسماها وأوردها الخرائطي في " مكارم الأخلاق " من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسياقه أتم، وفي سنده من لا يعرف.

" الإصابة في تمييز الصحابة " (7/ 701).

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير