قال: فقال: البيان لأحدهما من الآخر لازم للقارئ لئلا يختلط أحدهما بالآخر فتبطل صلاته , وذلك في نحو قوله تعالى: (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: من الآية3) وقوله في سورة الفرقان: (يَعَضُّ الظَّالِمُ) (الفرقان: من الآية27) وهناك فرق بين العض والعظ.
وفي المنح الفكرية أيضا: قال ابن المصنف وتبعه الرومي: وليحترز من عدم بيانها , فإنه لو أبدل ضاداً بظاء وبالعكس بطلت صلاته لفساد المعنى.
قال المصري: فلو أبدل ضاداً بظاء في الفاتحة لم تصح قراءته بتلك الكلمة؛ ثم قال: " وخلاصة المرام ما ذكره ابن الهمام: من أن الفصل إن كان بلا مشقة كالظاء مع الضاد فقرأ الطالحات مكان الصالحات تفسد , وإن كان بمشقة الضاد مع الظاء , والسين مع الصاد والطاء مع التاء قيل: تفسد وأكثرهم: لا تفسد ".
ونقول: وهذا أيضاً يؤيد ما ذهبنا إليه من أنه لم يخص الضاد مع الظاء؛ بل الصاد والسين , والطاء والتاء.
ونفهم من ذلك: أن الحرفين تقاربا صفة ومخرجا لا بد من بيان أحدهما من الآخر , سواء الضاد والظاء أو غيرهما. والله أعلم.
ثالثاً: مناقشة القائلين بالظاء من جهة السند
وإذا كنا نتحدث عن الضاد الظائية المزعومة من جهة السند؛ فلا يفهم من ذلك أننا نطعن في أسانيد هؤلاء العلماء الإجلاء , أو غيرهم , ولكننا نناقش ونفند ما زعموه , قاصدين من وراء ذلك بيان الحق في هذه المسألة.
ونقول: زعم هؤلاء وخاصة أهل هذا العصر منهم: أن الضاد الظائية منسوبة إلى فضيلة الشيخ عامر عثمان في هذا العصر – رحمه الله – مع ملاحظة: أن هذه القضية منذ أمد بعيد , ولم تكن في هذا العصر فقط.
ونقول لهم: إذا صح كلامكم فلا بد وأن تكون هذه الضاد وصلتنا عن طريق الرواية , عن طريق فريد عصره الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات – أطال الله في عمره -؛ لأن كلاً من العالمين الجليلين يتقابل سندهما عند علامة العصر العلامة " المتولي ".
مع ملاحظة: أن الشيخ الزيات أعلى سنداً من فضيلة الشيخ عامر , فكيف تصل إلى هؤلاء هذه الضاد المزعومة ولا تصلنا؟ مع أن المصدر واحد!!!
ثم إن كثيراً ممن تزعموا أمر هذه الضاد عادوا وتركوا الضاد الظائية إلى الضاد العادية , بل تزعموا الرد على من يدعي الضاد الظائية ومن هؤلاء العلماء: فضيلة الشيخ / ‘إبراهيم شحاته السمنودي , ذكر ذلك لنا فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف , وذلك عند قراءة الكتب الثلاث على فضيلته , ثم إن كل من قرأنا عليهم من العلماء لم يقرؤنا إلا بالضاد المشهورة التي تقرأ حالياً في مصر والحجاز خاصة الحرمين الشريفين وأكثر البلاد الإسلامية؛ ثم إن وزارة الأوقاف المصرية كونت لجنة من كبار علماء القراءات في قطرنا الحبيب من بينهم أصحاب الفضيلة:
فضيلة الشيخ / رزق خليل حبة شيخ المقارئ المصرية – بارك الله في عمره –
وفضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف.
وفضيلة الشيخ / عبد الله الجوهري – رحمه الله –
وفضيلة الشيخ الدكتور / المعصراوي
وبعض العلماء الأفاضل , وانتهت هذه اللجنة إلى تأثيم من ينطق بالضاد الظائية واتفقوا على منع من يقرأ بها أو يقرئ.
ثم إن معظم علماء وقراء عصرنا على منع تعليم هذه الضاد المزعومة.وإليك البيان الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية في ذلك.
نقول: أصدرت وزارة الأوقاف المصرية؛ الإدارة العامية لشئون القرآن كتابها الدوري رقم (8) لسنة 1997 جاء فيه:
فقد شاع بين قلة من الذين يقرؤون القرآن نطق الضاد ظاء أو شبيهة بها الأمر الذي لو تركناه لأحدث فتنة كبرى , فضلاً عن أنه تحريف لبعض كلمات القرآن الكريم؛ وقد جاء في هامش الفتوى الكبرى للإمام ابن حجر الهيثمي ج 1 ص 138 عن الإمام شمس الدين محمد الرملي بأن من أبدل الضاد ظاء سواء كان في الفاتحة أم في غيرها , من فعل ذلك قادراً عالماًً عامداً بطلت صلاته؛ وصرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه للمقدمة الجزرية من كتاب المنح الفكرية ص 43؛ بأن من فعل ذلك فسدت صلاته وعليه أكثر الأئمة؛ لذلك:
دعت الإدارة العامة لشئون القرآن إلى تشكيل لجنة يوم الاثنين الموافق 28 من ذي الحجة سنة 1417 هـ الموافق 5/ 5 / 1997 م , من المختصين والمهتمين بالحفاظ على القرآن غضاً طريّاَ كما نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تكونت اللجنة من السادة:
¥