تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

زعمه في قضية انتحال الشعر الجاهلي وما ضمنه من افتراءات ضد القرآن الكريم.

وفي عام 1346 هـ شارك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، وفي السنة نفسها

أسس جمعية (الهداية الإسلامية) والتي كانت تهدف للقيام بما يرشد إليه الدين

الحنيف من علم نافع وأدب رفيع مع السعي للتعارف بين المسلمين ونشر حقائق

الإسلام ومقاومة مفتريات خصومه، وصدر عنها مجلة باسمها هي لسان حالها،

وفي عام 1349 هـ صدرت مجلة (نور الإسلام - الأزهر حالياً) وتولى رئاسة

تحريرها فترة طويلة. وفي عام 1351 منح الجنسية المصرية ثم صار عضواً

بالمجمع اللغوي. ثم تولى رئاسة تحرير مجلة (لواء الإسلام) مدة. وفي عام 1370

تقدم بطلب عضوية جمعية كبار العلماء فنالها ببحثه (القياس في اللغة) وفي 21/ 12

/1371 هـ تولى مشيخة الأزهر وفي ذهنه رسالة طالما تمنى قيام الأزهر بها،

وتحمل هذا العبء بصبر وجد وفي عهده أرسل وعاظ من الأزهر إلى السودان

ولاسيما جنوبه، وكان يصدر رأي الإسلام في المواقف الحاسمة، وعمل على

اتصال الأزهر بالمجتمع واستمر على هذا المنوال، ولما لم يكن للأزهر ما أراد

أبى إلا الاستقالة.

ولابد من ختم هذا المقالة بذكر بعض من المواقف الجريئة التي تدل على

شجاعته، وأنه لا يخشى في قول الحق لومة لائم شأنه شأن غيره من علماء السلف

الذين صدعوا بالحق في وجه الطغيان في كل زمان ومكان.

1 - حينما كان في تونس لم تمنعه وظيفته من القيام بواجبه في الدعوة

والإصلاح بالرغم من أن الاستعمار ينيخ بكلكله على البلاد، فقد ألقى في نادي

(قدماء مدرسة الصادقية) عام 1324 محاضرته (الحرية في الإسلام) والتي قال فيها:

(إن الأمة التي بليت بأفراد متوحشة تجوس خلالها، أو حكومة جائرة تسوقها

بسوط الاستبداد هي الأمة التي نصفها بصفة الاستعباد وننفي عنها لقب الحرية).

ثم بيّن حقيقتي الشورى والمساواة، ثم تحدث عن حق الناس في حفظ الأموال

والأعراض والدماء والدين وخطاب الأمراء. ثم بيّن الآثار السيئة للاستبداد وهذه

المحاضرة من دراساته التي تدل على شجاعته وعلى نزعته المبكرة للحرية

المسؤولة وفهمه لمنهج الإسلام فهماً راقياً سليماً.

2 - وفي عام 1326 عرضت عليه السلطة المستعمرة الاشتراك في المحكمة

المختلطة التي يكون أحد طرفيها أجنبياً. فرفض أن يكون قاضياً أو مستشاراً في

ظل الاستعمار. ولخدمة مصالحه وتحت إمرة قانون لا يحكم بما أنزل الله.

3 - ولا أزال أذكر ما قصه علينا أستاذ أزهري كان آنذاك طالباً في أصول

الدين إبان رئاسة الشيخ للأزهر، حين دعا أحد أعضاء مجلس الثورة إلى مساواة

الجنسين في الميراث، ولما علم الشيخ بذلك اتصل بهم وأنذرهم إن لم يتراجعوا عن

ما قيل فإنه سيلبس كفنه ويستنفر الشعب لزلزلة الحكومة لاعتدائها على حكم من

أحكام الله، فكان له ما أراد.

أواخر حياته:

واستمر الشيخ محمد الخضر حسين -رحمه الله- في أواخر حياته يلقي

المحاضرات ويمد المجلات والصحف بمقالاته ودراساته القيمة، بالرغم مما اعتراه

من كبر السن والحاجة إلى الراحة وهذا ليس غريباً عمن عرفنا مشوار حياته المليء

بالجد والاجتهاد والجهاد.

وكان أمله أن يرى الأمة متحدة ومتضامنة لتكون كما أراد الله خير أمة

أخرجت للناس، وحسبه أنه قدم الكثير مما لانجده عند الكثير من علماء هذا الزمان.

وفي عام 1377 هـ انتقل إلي رحاب الله، ودفن في مقبرة أصدقائه آل

تيمور جزاه الله عن الإسلام خير الجزاء، ورحمه رحمة واسعة، وعفا الله عنا

وعنه، وأرجو أن يكون لنا لقاء آخر مع وقفات عند علم الشيخ وما طرحه من

أفكار في الدعوة والإصلاح.


((مجلة البيان ـ العدد [3] صـ 73 ربيع الآخر 1407 ـ ديسمبر 1986))

ـ[عبدالرحمن الشمري]ــــــــ[13 - 03 - 05, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخنا عبدالرحمن وجعل ذلك في موازين حسناتك ..

ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[13 - 03 - 05, 05:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأنا ممن تأثروا بالشيخ محمد الخضر حسين، حيث انني قبل بضعة وعشرين عاما قرأت كتاب حياة محمد، صلى الله عليه وسلم، لمحمد حسين هيكل، فمرض قلبي، ولم أشف حتى قرأت كتاب الشيخ محمد الخضر، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين.
رحمه الله وجزاه خير الجزاء
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير