تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فينظرون إلى الأسباب، ويجزمون بوقوع الأمر الذي في رأيهم انعقدت أسباب وجوده، ويتيقنون عدم الأمر الذي لم يشاهدوا له من الأسباب المقتضية لوجوده شيئا، فهم واقفون مع الأسباب، غير ناظرين إلى مسببها، المتصرف فيها.

" وهم عن الآخرة هم غافلون "

قد توجهت قلوبهم، وأهواؤهم، وإراداتهم، إلى الدنيا وشهواتها، وحطامها، فعملت لها، وسعت، وأقبلت بها وأدبرت، وغفلت عن الآخرة.

فلا الجنة تشتاق إليها، ولا النار تخافها ونخشاها، ولا المقام بين يدي الله ولقائه، ويروعها ويزعجها، وهذا علامة الشقاء، وعنوان الغفلة عن الآخرة.

ومن العجب أن هذا القسم من الناس، قد بلغت بكثير منهم، الفطنة والذكاء في ظاهر الدنيا، إلى أمر يحير العقول، ويدهش الألباب. وأظهروا من العجائب الذرية، والكهربائية، والمراكب البرية والبحرية، والهوائية، ما فاقوا به وبرزوا، وأعجبوا بعقولهم، ورأوا غيرهم عاجزا عما أقدرهم الله عليه.

فنظروا إليهم بعين الاحتقار والازدراء، وهم مع ذلك، أبلد الناس في أمر دينهم، وأشدهم غفلة عن آخرتهم، وأقلهم معرفة بالعواقب. قد رآهم أهل البصائر النافذة، في جهلهم يتخبطون، وفي ضلالهم يعمهون، وفي باطلهم يترددون. نسوا الله، فأنساهم أنفسهم، أولئك هم الفاسقون. ولو نظروا إلى ما أعطاهم الله وأقدرهم عليه، من الأفكار الدقيقة في الدنيا وظاهرها، وما حرموا من العقل العالي، لعرفوا أن الأمر لله، والحكم له في عباده، وإن هو إلا توفيقه أو خذلانه، ولخافوا ربهم وسألوه أن يتم لهم ما وهبهم، من نور العقول والإيمان، حتى يصلوا إليه، ويحلوا بساحته.

وهذه الأمور لو قارنها الإيمان، وبنيت عليه، لأثمرت الرقي العالي، والحياة الطيبة. ولكنها لما بنى كثير منها على الإلحاد، لم تثمر إلا هبوط الأخلاق، وأسباب الفناء والتدبير. انتهى.

ولي وقفة أخرى إنْ يسّر الله تعالى.

---

مسعر العامري

24 - 05 - 2005, 01:42 Am

الرد السابق على مقالة الأخ عبد

وهذا الرد إلى الأخ المسيطير -لعل صدره يتسع له-

وعموماً: ليس القصد النتيجة فأمرها يسير .. لكن القصد في هذه المباحثات هو: المباحثة الأخوية في كيفية تناولنا للقضايا -خاصة فيما يأتينا من الغرب-، والمذاكرة الودية مع أهل الفضل كالأخ المسيطير وأبي مشاري وعبد وغيرهم في هذه الدراسات الغربية، وهي مناقضة لديننا أحياناً وللعقل من أحايين كثيرة جدا!.

أما بالنسبة للأخ المسيطير فأقول له -سدد الله خطاه-:

1 - إذا كان الخطأ في العنوان فهذه الغلطة من صاحبها ..

والخطأ بالتأكيد ليس مني؛ فأنا لست غبياً على مذهب "جارندر"، ولا غبيا على القول الراجح إن شاء الله!

2 - كتب في العنوان: "يقول أن هناك شخص غبي" لعل الأحسن قول: إن هناك شخصاً غبياً.

3 - تقول ((أثبت العلم أنه لا يوجد أي تصنيف علمي يقول أن هناك شخص غبي غباءا مطبقا تاما ليس فيه - كما يقال - ذرة من ذكاء.هذا هو المراد.)))

وهذا غلط وجواب هذه الشبهة (!) من وجوه:

أ- ما تقولون في المجنون؛ هل هو غبي مطبق؟ أو غبي أدون منه؟!

ب- ثم حتى الأغبياء؛ الناس يعرفون أن فيهم "ذرات" ذكاء وهم مع ذلك أغبياء! ..

ومع ذلك فأي محمدة للرجل إذا قلت له إن فيك ذرة ذكاء!؟ الناس يسمونه غبياً مع وجود ذرات الذكاء - فنحن نقول الغبي موجود، وفيها "ذرات" ذكاء ..

ج-ثم سبق لنا القول بأن علم هؤلاء منقوص مبخوس .. ، وأن قولهم هذه فيه مصادرة، وهو فاسد الاعتبار لمخالفته النصوص!

4 - قولكم ((أما الغباء فقد وردت آثار وإشارات إلى وجوده، ولا ينكره أحد.))

لعلك نسيت أن الآثار التي ذكرتها -أخانا- أنت بنفسك هي في الأغبياء لا الغباء!

5 - قولكم ((وقد سبق القول إلى أن الناس يقيّمون الذكي بذكاءه الإبداعي والأكاديمي فقط ... ) الخ ..

نقول هذا صحيح أن كثيرا من الناس كذا، ولا يمنع هذا وجود الغبي .. وهي محل البحث

6 - قولكم دام فضلكم ((ولا مزيد عن ماذكره الأخ الفاضل / عبد وفقه الله)) فيه ما فيه ..

7 - وبناء على ما سبق فقولك يا محب [[أظن والله أعلم أن الموضوع لم يظهر لك كما يراد له (ابتسامة أيضا متوسطة)]]

الموضوع واضح .. لكن المشكلة (!) أنه عندي واضح البطلان لما ذكرت لك من أدلة أراه مقبولة في نظري

وعموماً الأمر في النتيجة يسير ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير