والقصد المباحثة في كيفية تناولنا للقضايا، وتقويتها وتضعيفها ..
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والشكر موصول لأشرف محمد ..
--
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 04 - 08, 10:24 م]ـ
عبد
24 - 05 - 2005, 04:33 Am
أخرج مسلم في صحيحه عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة قالت حضرت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أناس وهو يقول {لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا ثم سألوه عن العزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الوأد الخفي}.
في هذا الحديث: ألم ينظر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى فارس والروم -[وهم كفار!!]- واستفاد من تجربتهم في مسألة العزل؟ الشاهد أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يردّه عن النظر إلى صنيعهم مجرد كفرهم أو (الغباء الكفري!!) الذي أشرت إليه! ولقد كان بوسعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن ينتظر وحياً يوحى إليه بشأن مسألة العزل ويصبح قرآناً يتلى ولكنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انتفع بتجربة غيره ما دامت نافعة مفيدة. ولو كان فارس والروم أغبياء لما نظر فيهم سيد الخلق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واستفاد من تجربتهم.
ولهذا أنت تقول: (("وعلى كل فلا تثق بدراساتهم كثيراً .. والقصد هو الزهد في عقول كفار الغرب ودراساتهم إلا على وجه النفع الدنيوي المحض الذي تنتفع به كما تنتفع من البهائم والوحوش .. ))
و "الذكي" بل و "وغير الذكي" يا أخي يُفرّق بين الزهد في "كفرهم" والزهد في "نتاج عقولهم" ويا أخي أنت لست بأفضل من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي لم يزهد في صنيع فارس والروم على كفرهم، إذ أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فرّق بين كفرهم وبين الإفادة من تجربتهم الدنيوية.
- بل بوّب مسلم رحمه الله في صحيحه باب "فضل فارس" [وهم كفّار!] ثم ساق الحديث عن أبي هريرة قال: قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس أو قال من أبناء فارس حتى يتناوله}.
- ثم ذكرت أخي: ((هل نحن حقاً في مؤخرة الأمم؟ أم أن هناك أمما "أأخر" منا؟
ب- ومن هم "نحن" الذين في مؤخرة الأمم؟ هل هم كل واحد منا؟ أو طائفة؟ أو الحكومات؟ أو مجمل الشعوب؟
ج- هل "بعض الغباء" هو الذي أخرنا؟ أو أن هناك عوامل أخرى من الذنوب (الغباء الحقيقي الذي لا يفهمه الأغبياء) ومن تسلط الأعداء ومحاربتهم لنا .. )).
والجواب:
نعم الأمة عموماً حالها كما ذكرت لك بالإضافة إلى ما ذكرت أنت. أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: {لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع فقيل يا رسول الله كفارس والروم فقال ومن الناس إلا أولئك}.
بل أخرج البخاري في صحيحه عن ثوبان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت}
قال ابن حجر رحمه الله في قوله: ((ولكنكم غثاء كغثاء السيل)):
"بالضم والمد وبالتشديد أيضا ما يحمله السيل من زبد ووسخ شبههم به لقلة شجاعتهم ودناءة قدرهم" أ. هـ.
إذاً المقصود الاعتراف باستواءنا مع الكافر في القدرات العقلية البشرية (لا المكانة الدينية عند الله تعالى فهذا لسنا بصدده!!) و أخذ الحيطة وقرع أبواب الأسباب و الاستفادة من تجارب الناس الدنيوية عموماً كافرهم ومؤمنهم، عربهم وعجمهم، برهم وفاجرهم، والمؤمن كيس فطن يطرح مالا فائدة فيه جانباً - وأنت "ذكي" وتستطيع أن تأخذ ما ينفعك وتترك مايضرك أليس كذلك؟ وعندئذٍ لن تكون متتلمذاً على أيدي أغبياء الغرب ما دمت بهذه الحال، تترك التقليد الأعمى وتحرص على ما ينفعك. ولا يكفي التبرم من "كفر الكفرة!! " لنجعله شماعة نعلق بها عجزنا وتكاسلنا عن الأخذ بالأسباب وكذا لاينفع إلقاء مسؤولية حالنا على غيرنا مع عدم الحراك والبذل والعطاء والجهد والصبر والمثابرة لأن كل فرد سيسأل ماذا قدّم.
ثم لا حظ أخي أنني أتحدث بالأدلة وأسند كلامي إليها في مشاركاتي. ولا حظت أنك تتحدث بلا أدلة من الكتاب والسنة (في جميع مشاركاتك السابقة!!) وهذا لا يعدو كونه رأياً شخصياً وذوقاً خاصاً بك. وأنا لا أستطيع إكمال الحوار معك إن استمريت بهذه الطريقة.
ولهذا أكّدتُ في مشاركتي السابقة: ((وهذا الغباء -[أو سمه ما شئت]- يمكن إزلته بالفهم الصحيح لكتاب الله وسنة نبيه ثم بعد ذلك العمل الجاد بهذا الفهم الصحيح)).
---
¥