[الماء من اين اتى؟]
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 - 03 - 05, 08:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استمعت الى درس في احدى الفضائيات الاسلامية من احد المشايخ شرحه عن الماء الموجود على الارض , الذي استغربته انه يستند الى نظرية علمية تقول ان اصل الماء الذي على الارض من البراكين التي ثارت منذ خلق الله الارض الى يومنا هذا. مستندا على تفسير قوله تعالى:
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) من سورة النازعات.
السؤال هل يجوز هذا التفسير شرعا؟.
ـ[بن خميس]ــــــــ[14 - 03 - 05, 12:29 ص]ـ
{وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} أي والأرض بعد خلق السماء بسطها ومهَّدها لسكنى أهلها {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا} أي أخرج من الأرض عيون الماء المتفجرة، وأجرى فيها الأنهار، وأنبت فيها الكلأ والمرعى مما يأكله الناس والأنعام {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي والجبال أثبتها في الأرض، وجعلها كالأوتاد لتستقر وتسكن بأهلها {مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} أي فعل ذلك كله، فأنبع العيون، وأجرى الأنهار، وأنبت الزروع والأشجار، كل ذلك منفعةً للعباد وتحقيقاً لمصالحهم ومصالح أنعامهم ومواشيهم، قال الرازي: أراد بمرعاها ما يأكله الناسُ والأنعام، بدليل قوله {مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} وانظر كيف دلَّ بقوله: {أخرج منها ماءها ومرعاها} على جميع ما أخرجه من الأرض قوتاً ومتاعاً للأنام والأنعام من الشعب، والشجر، والحب، والثمر، والعصف، والحطب، واللباس والدواء، حتى الملح والنار، فالملح متولد من الماء، والنارُ من الأشجار.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 03 - 05, 10:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي بن خميس. ولكن الموضوع ليس بهذه السهولة , فكل هذا متفق عليه من حيث اخراج الماء والمرعى من الارض , ولكن التفسير الذي استند عليه الشيخ يختلف كثيرا , والنظرية التي استند عليها هي نظرية تقوم على الاتي:
ان الارض كانت بلا ماء, ولكن بفعل البخار الذي يتصاعد من البراكين اثناء ثورانها تراكم ونزل الى الارض, فبذلك كان يقصد ان اخرج منها ماءها اي بفعل البراكين. وليس بما يمكن ان يفهم من تفسير اخراج الماء من العيون ...... الامر كان لا يستحق التوقف عنده اصلا لاسباب ولكن اذا كانت هذه المقالة يذكرها احد العلماء وعلى فضائية اسلامية يشاهدها ملاين الناس ,فهذا يدعوا الى مناقشة الموضوع بشكل صحيح.
وللاسف فان عدة نظريات الحادية في تفسير تكون الارض ,يروج لها من قبل بعض الناس ويؤيدونها بالادلة
فهذه حديثا من شيخ جليل يسمع الناس كلامه.
وقبل هذا روج الكثير من المسلمين عن جهل على نظرية الانفجار العظيم , وهي نظرية الحادية ليس لها علاقة بما استدلوا به من القران.
فالنظرية الاولى تتكلم عن تكون الماء على الارض على ملاين السنين , وبقولهم لا ماء حتى تكون من البراكين , فهل يستقيم هذا التفسير؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:54 ص]ـ
شيخنا الحبيب مجدي وفقه الله ..
كما لايخفاكم بل كما أشرتم فإن ثمرة مثل هذه المباحث قليلة لاتستحق الوقوف معها كثيرا، ومن باب الحرص على مشاركتكم فإن الذي يظهر أن الآية ليس فيها دليل على ما ذكره صاحب الفضائية، فقول الله عزوجل: (أخرج منها ماءها)، غير قول القائل خلق منها ماءها، أو نحو ذلك مما يفيد أن الماء متكون من عناصر الأرض.
ولو قال الشيخ أن البراكين التي ثارت -إن صح ما قيل- أخرجت عيوناً للماء الجوفي المودع في قعرها لكان في الآية ما يشير إلى كلامه.
ولايخفاكم أن إخراج شيء من شيء لايلزم منه كون المخرج ناشيء مما هو فيه، والناس تقول أخرجت الكتاب من حقيبتي، وخرجت من البيت، وخرج الرمح من صدره ... ولا يلزم من ذلك أن يكون الخارج متكوناً أو ناشئاً عن المحل الذي خرج منه كما هو واضح.
وقد ثبت أن خلق الماء كان قبل أن يخلق الله السماوات والأرض كما في حديث الصحيحين وكان عرشه على الماء، حتى خالف بعض أهل العلم في أيهما كان مبتدأ خلقه الماء أو العرش أو القلم، قال الله تعالى: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء).
وقد جاءت آثار لايعول عليها تفيد بأن الأرض دحيت من تحت البيت وكان تحته ماء.
والحاصل ليس فيما ذكر الشيخ -وفقه الله- دليل على أن خلق الأرض كان قبل الخلق الماء ثم جاء خلق الماء تبعاً من تفجر البراكين أو غيرها. والله أعلم